آل نهيان: من القرصنة إلى الزندقة الجزء الرابع وطن
وطن كما أسلفنا، فقد عرض “آغا حسن عابدي” في أول اجتماع له مع الشيخ زايد إشباع رغباته الجنسية مع حاشيته، حين رأى سعيهم الحثيث لها حين يأتون لباكستان لقنص الطيور، وذلك من خلال البنك.
وكان قد وفر “عابدي” مثل هذه الأمور للشيخ “زايد” وحاشيته حتى قبل أن ينقلب على أخيه “شخبوط”، حين أرسل له بقوادته الشهيرة “بيقم أصغري رحيم” لترتيب أموره وأمور حاشيته، وفي عام ١٩٦٩ سجل آغا حسن عابدي شركة شحن في لندن خصيصا للشيخ زايد ولدائرته الخاصة.
دائرة خاصة للمتع الجنسية ضمن أعمال البنك
وقد أوفى عابدي بوعده، فأسس دائرة خاصة من أجل هذه المتع الجنسية ضمن أعمال البنك، تسمى دائرة المراسيم الخاصة (البروتوكول) من أجل توفير هذه المتع وإدارة الشؤون المالية الخاصة لأسرة آل نهيان، ورفدت بفرعين أحدهما في كراتشي والثاني في أبو ظبي، وقد تم تعيين “عبدالله درويش الكتبي” الوصي على محمد بن زايد لصغر سنه آنذاك، مسؤولا عن فرع كراتشي، وعينه في نفس الوقت سفيرا في الباكستان فيما بعد.
وخلفه على المسؤولية فيما بعد غانم فارس المزروعي، كما تم تعيين خلفان سعيد المزروعي مسؤولا عن فرع أبو ظبي، فيما بعد تبادلا “المنصب”، وكلاهما شغلا مناصب إدارية في بنك الاعتماد والتجارة، غانم فارس المزروعي كان أحد أعضاء مجلس الإدارة في البنك، وأهم شخصية حول الشيخ زايد، حتى أن أحدا لا يستطيع مقابلة الشيخ زايد إلا بإذن منه في تلك الفترة، كان مستشاره المالي ومستشاره في كل شيء! و
عند انهيار البنك عام ١٩٩١ كان هو من يحمل حقائب المال للصحفيين ووسائل الإعلام ليبرطلها حتى لا تذكر اسم الشيخ زايد عند حديثها عن فضائح البنك، وكان تواطؤه مع الإسماعيليين، (أو حماقاته) أحد أهم الأسباب التي أدت للانهيار السريع لبنك الاعتماد والتجارة، ويكفي أنه صاحب النصيحة الكارثية للشيخ زايد بأن يضع أمواله وأموال ابنه خليفة، وأموال عبدالله درويش الكتبي، والتي لموكله محمد بن زايد رئيس الإمارات حاليا، لتكون تحت تصرف آغا حسن عابدي ونائبه صوالح النجفي، مع حق التفويض من عام ١٩٨٠ وحتى عام ١٩٩٠، حيث نهبت نهبا لا مثيل له.
في عام ١٩٨١ تم اكتشاف سرقة ٩٦ مليون دولار من حساب الشيخ زايد الشخصي في بنك الإعتماد والتجارة، من قبل عبدالله درويش فاعتقل منزليا، كانت زوجة الشيخ زايد “فاطمة” هي من اختارت قريبها، عبدالله درويش ليكون وصيا على اموال ابنها محمد (الرئيس الحالي ) ومن ثم وضعه الشيخ زايد مسؤولا عن كل استثمارات العائلة، لكن بعد نهايته الكارثية هذه، عين بدلا منه غانم المزروعي مسؤولا عن ثروات العائلة.
وليتخيل القارىء الكريم معي كيف صارت ثروات الأمة في أيدي هؤلاء الجهلة السفهاء ولا من حسيب ولا رقيب!.
ومع أن السرقات في أموال الشيخ زايد قد بدأت تظهر له منذ بداية الثمانينات، ومع ذلك لم يراجع آغا حسن عابدي إلا مرة واحدة ولم تكن هذه المراجعة بمراجعة شخص سرق منه بلايين الدولارات وهو يطارد طيور الحباري في صحاري باكستان، “أعطيك خمس دقايق حتى تقول اللي صار”.. هذه العبارة التي ظل يكررها في تلك المواجهة.
كان ابنه وولي عهده الشيخ خليفة بن زايد يكيل السباب في وجه عابدي، “يبوي هذا قواد نسوان.. حقير .. حرامي وغد لا تصدقه”، كان عابدي يعترف للشيخ زايد بأن بعض رجاله في البنك وبعض حاشية الشيخ زايد هم من تآمروا عليه وسرقوه: “قالوا بأنك أمي لم تدخل مدرسة ولا جامعة، فلن تعلم بسرقاتهم لك”، بعد ساعتين اقتنع الشيخ زايد بكلامه، ومن ثم بدأ بضخ بلايين الدولارات من جديد ليعوض العجز.
محمد الوليدي يكتب: آل نهيان.. من القرصنة إلى الزندقة (الجزء الثاني)
أدق أسرار الشيخ زايد وحاشيته كانت لديه بالصوت والصورة
كان “عابدي” يتحدث معهم من منطق قوي، وكفاه أنه لا زال يمتلك توكيلا بالتصرف في أموالهم ناهيك أن أدق أسرارهم كانت لديه بالصوت والصورة وهو المبتز العريق، كان يمسكهم من خصاويهم واحدا بعد الآخر، كان يمتلك كل شيء ضدهم، حتى أن قوادته “بيقم اصغري” كانت تنقل له أدق أسرار قصره العائلية خاصة فيما يتعلق بزوجته الأقرب لقلبه الشيخة فاطمة.
هكذا برأ نفسه عابدي وهكذا صدقه الساذج زايد، عابدي الذي وصفه بعض من عرفه بأنه أخطر لص على وجه الأرض!، وكفاه أنه عندما أرسل القوادة بيقم اصغري رحيم إلى قصور آل نهيان، قال لها: “إن ثروة العالم الحقيقية تحت رمال العرب الذين جففت الصحراء كل شيء فيهم بما في ذلك عواطفهم.. أريد منك أن تبني واحات في قلوبهم.. حتى يتنفسون”!.
كانت “بيقم اصغري” بالنسبة لعابدي أشبه ما تكون بغيسلين ماكسويل بالنسبة لجيفري ابستين، ولا عجب كلاهما من نفس المدرسة كما سيعلم القارىء فيما بعد.
الاثنان، آغا حسن عابدي وصوالح النجفي، بعد انهيار البنك عام ١٩٩١ أدانتهما محكمة إماراتية لنصبهما على الشيخ زايد، في حين أدانتهما المحاكم الدولية على احتيالهما على الدنيا كلها، وقد حوكما مع عدد من موظفي “بنك الاعتماد والتجارة” محاكمات صورية في أبوظبي لدرء التهمة عن الشيخ زايد وجماعته، والذين كانوا على علم بما يجري في البنك منذ البداية وحتى النهاية.
آغا حسن عابدي، حوكم غيابيا، أما البقية فقد تم التحفظ عليهم لبضع سنوات، ربما حتى لا تصل لهم العدالة الدولية، ويكشفون المستور.
حتى أن محقق الكونغرس الأمريكي حين سأل أحمد الصايغ بسخرية والذي انتدب للدفاع عن أسرة آل نهيان: وأين سجنتم الذين تورطوا في جرائم بنك الاعتماد والتجارة؟ في سجن أو فندق أو نادي؟ وهل يمكن تسليمهم ونشارك بالتحقيق؟!.
وكم من المؤلم أن هؤلاء المجرمين الذين ضجت الدنيا من بشاعة جرائمهم يحاكمون صوريا وبهذا اللين، في حين أن أحرار الإمارات الذين انتقدوا هذا الفساد لا زالوا يرزخون في أسوأ سجون الإمارات مع أن أكثرهم تعدى فترة محكوميته بكثير.
من آل نهيان إلى القذافي
امتدت خدمات الدائرة الخاصة الجنسية في بنك الإعتماد والتجارة، لتذهب إلى ما هو أبعد من أسرة آل نهيان، فأسر حكم عربية في الخليج العربي وصلتها هذه الخدمات، بل بلغت الخدمات حتى معمر القذافي وابن عمه أحمد قذاف الدم.
يكشف تقرير الكونغرس والذي قدمه السيناتور جون كيري، والمتهم بالتستر في هذا التقرير، حتى أن بعض أعضاء فريقه استقالوا بسبب هذا التستر، فلا الحكومة الأمريكية ولا مخابراتها تريد هذه التحقيقات، لكن كانت الفضيحة أكبر من أن يتم مداراتها، حتى أن وزارة الخزانة الأمريكية استلمت منذ سنوات طويلة قبل انهيار البنك، تقارير عديدة تثبت مخالفات بنك الاعتماد والتجارة على نطاق واسع وتجاهلتها.
فيكشف هذا التقرير العلني منه السري لا زال قيد السرية حتى يومنا هذا في صفحة ٦٩ ٧٠، بأن الدائرة الخاصة التابعة للبنك في كراتشي، كانت تزود أسرة آل نهيان بعذارى من الباكستان تحت سن الثامنة عشر، بل إن بعض من يرسل كانوا أطفالا، وقد حدث أن تمزقت الأعضاء التناسلية لبعضهم، مما حدا بالبنك لإرسال أطباء مختصين لمعالجة هؤلاء الأطفال.
رجال متمرسون لممارسة الجنس مع “شواذ” آل نهيان
كما كان البنك يرسل برجال متمرسين أقوياء لممارسة الجنس مع شواذ أسرة آل نهيان بالذات ممن هم في الصدارة، ننقل طرفا من هذا التقرير الجارح، وتخيلوا أن هذا ما ورد في العلني منه:
“نشأت مشاركة بنك الاعتماد والتجارة الدولي في الدعارة عبر الدائرة الخاصة “البروتوكول” في باكستان لخدمة الاحتياجات الشخصية لأسرة آل نهيان في أبوظبي، وحسب الحاجة لغيرهم من كبار الشخصيات الأخرى في البنك، بما في ذلك أسر حكام آخرين في الشرق الأوسط.”
وقد وصف العديد من مسؤولي بنك الاعتماد والتجارة من خلال الإدلاء بشهاداتهم بأن إدارة “البروتوكول” للبغاء في بنك الإعتماد والتجارة قد قدمت أيضا هدايا جنسية للمحققين في مجلس الشيوخ في عمليات البنك. اثنان من كبار موظفي البنك ممن أدلوا بشهاداتهم وهما (عبدالرزاق ساخيا ونذير شينوي) أكدا وقوع هذه الممارسات.
وكانت هذه الممارسات قد أنشأها أصلاً “آغا حسن عابدي” في “البنك المتحد” عندما كان يعمل مع امرأة تدعى”بيغم أصغري رحيم”، وكان قد أرسى علاقته مع أسرة آل نهيان من خلال تزويدها ببغايا باكستانيات عبر هذه المرأة، حيث كانت تأتي لأسرة آل نهيان بعذارى من القرى الباكستانية من سن ١٦ ٢٠، كانت تأخذهم من القرى إلى المدن حيث تعلمهن كيفية ارتداء الملابس وكيفية التصرف، بما في ذلك السلوكيات “الصحيحة”.
ثم يتم إحضارهن إلى شيوخ أبو ظبي، ولسنوات عديدة، كانت “أصغري رحيم” تأخذ من50 إلى 60 من هؤلاء الفتيات إلى أبو ظبي، وقد أقر بعض مسؤولي بنك الاعتماد والتجارة بأن بعض الإناث اللاتي قدمن لبعض أفراد أسرة آل نهيان كن فتيات صغيرات لم يبلغن مرحلة البلوغ بعد، وفي بعض الحالات تعرضن لإصابة جسدية من جراء التجربة، وقال المسؤولون إن مسؤولين سابقين في بنك الإعتماد والتجارة قالوا لهم إن المركز يقدم الذكور أيضاً إلى كبار المثليين جنسياً في أسرة آل نهيان.
وليتخيل معي القارى أن هذه الأسرار الفاضحة والمخزية عن هذه الزعامات العربية في يد هذه الطوائف الباطنية والمخابرات الأمريكية وحتى اليهود الذين سنتحدث لاحقا عن دورهم في البنك، وربما حتى مصورة، ويسأل البعض لماذا يصمت “حكامنا” عما يجري من إبادة في غزة؟!
محمد الوليدي يكتب: “آل نهيان.. من القرصنة إلى الزندقة” (1)
في عام ١٩٧٨ عندما علمت زوجة مسعود أصغر، بطبيعة عمل زوجها وهو من العاملين مع آغا حسن عابدي في الدائرة الخاصة المتعلقة بخدمة الشيخ زايد وحاشيته، ثارت غضبا فكانت متدينة، حيث تبين لها أن زوجها يأتي لحاشية الشيخ زايد حتى بالصبيان الذكور لممارسة الجنس معهم، لذا قرر ترك هذه “المهنة”، فطلب من آغا حسن عابدي الاستقالة ومستحقاته وهي ٣ ملايين دولار.
لكن “عابدي” لم يوافق سوى على ٢٥٠ الف دولار وسيارة مرسيدس، فغضب وخرج من الباكستان وقام بتهديد عابدي بأنه سيقاضيه وأن يكشف في كتاب ما يقدمه بنك الاعتماد والتجارة من خدمات ضمن أعمال الدائرة الخاصة، فاستدرجه وحين وصل الباكستان، فوجىء بمجموعة من الجيش الباكستاني أو مموهة بلباس الجيش الباكستاني، تقتحم منزله ثم تغتصبه وتصوره ثم تغتصب زوجته، حينها صمت، أما زوجته لم تحتمل ما جرى فانتحرت.
ولم يتوقف الأمر على إرسال الداعرات من باكستان وحدها، فعندما عمل رجل الأعمال السعودي “عدنان خاشقجي” مع بنك الإعتماد والتجارة في عقد صفقات السلاح، عمل أيضا بنفس طريقة دائرة “البروتوكول” الخاصة في كراتشي وأبو ظبي بتوفير الداعرات ولكن على مستوى “عالمي”، وقد وصفته مجلة “فانيتي فير” الأمريكية الشهرية عام ١٩٨٩ بأنه أكبر قواد في العالم، فقد زود أمراء وشيوخ الخليج بمغنيات وممثلات شهيرات من العالم العربي وبقية دول العالم.
عدنان خاشقجي والخدمات الجنسية لآل سعود وشيوخ الخليج
فما من فنانة أو ملكة جمال يسطع صيتها، إلا ويحاول عدنان خاشقجي شدها من شعرها لمضاجع الحكام العرب، فقد أرسل ملكة جمال الهند في الثمانينات من القرن الماضي، “باميلا بورديس” للعديد من أمراء وشيوخ الخليج، بل واستخدمها مع شخصيات صحفية وحكومية وبرلمانية بريطانية ودولية اخرى، في إحدى المرات ذكرت بأنها لو قالت قصتها بالكامل لسقطت الحكومة البريطانية في الغد!، وأرسلها للملك فهد وشقيقه الأمير سلطان، كما أرسلها للأمير محمد بن فهد، كما تبين تاشيراتها التي حصلت عليها من السفارة السعودية في مدريد، كما أرسلها لمعمر القذافي وابن عمه أحمد قذاف الدم.
ويكفي أن يعرف القارىء أن أول أعمال المجرم الصهيوني جيفري ابستين “التدريبية” كانت من خلال صفقات عدنان خاشقجي للسلاح، وكان خاشقجي يرتبط بعلاقة وثيقة مع الموساد والمخابرات الأمريكية، كما عرف بدعمه عام ١٩٧٥ بالسلاح لقوات الكتائب المارونية أثناء حربها على المخيمات الفلسطينية والتي استمرت فيما بعد، بالتعاون مع بنك الاعتماد والتجارة، سنأتي لاحقا على جرائمهم بحق الأمة.
في منتصف السبعينات عندما زار الشيخ حمدان بن محمد آل نهيان إيران، طلب آغا حسن عابدي من مندوبه في طهران، “علي رضا صاحب” أن يهتم به، وحين زاره في جناحه في الفندق شاهد خمس فتيات يقدمن الخمور له وأصحابه، يقول رضا صاحب أنه لم ير في كل حياته أجمل منهن، كن يتحدثن العربية، واعتذر وخرج، ثم تواصل مع عابدي وكان قلقا من أن الفتيات ربما قدمتهن السافاك (مخابرات الشاه) كطعم للشيخ، لكنه اطمأن أخيرا أن من فعل هذا ليس الا بنك الإعتماد والتجارة!. فجور لا مثيل له عاشته هذه الأسرة في تلك الفترة.
الشيخ زايد صار يجمع القصور في لندن وبقية مدن العالم كما يجمع الهواة الطوابع، اشترى بيت المغني البريطاني الشهير “جون لينون” مؤسس فرقة البيتلز، ولم يسكن حتى يومنا هذا ولا زال في ملكية آل نهيان.
كما اشترى ابنه خليفة بيت أحد أعضاء فرقة “بيتلز” وهو “رينقو ستارر” في لندن، والذي كان يجري فيه حفلاته الفاجرة من الثامنة مساء حتى الفجر تحت حماية الشرطة البريطانية.
وعندما بلغ الملك السعودي فهد الحالة التي بلغتها عائلة آل نهيان من الفجور، تعجب، مع أنه من قدامى هذا “الكار” وسبق وأن احتل عناوين الصحف الأجنبية منذ وقت مبكر، متساءلا “هدول عيال آل نهيان وش ياكلون؟”.
فجور لا مثيل له حتى أن بعض فتيات الأسرة قتلن بداعي الشرف، وضعوهن في هذه الظروف وطلبوا منهن العفة، “ألقاه في البحر مكتوفا وقال له إياك إياك أن تبتل بالماء”.
يتبع الجزء الخامس..