09:00 م
الأربعاء 16 يوليه 2025
أصبحت الوجبات السريعة جزءًا لا يتجزأ من حياتنا، سواءً كان ذلك تناول مشروب غازي في يوم حار أو الاستمتاع بهوت دوج بعد ساعات عمل طويلة، فإن هذه الوجبات توفر الراحة والسهولة والإشباع الفوري، لكن وراء هذا المذاق تكمن حقيقة جلية حقيقة قد تكلفنا أكثر من مجرد زيادة محيط خصورنا.
وكشفت دراسة جديدة أجرتها جامعة ميشيجان عن أدلة مقلقة على أن بعض أشهر الأطعمة فائقة المعالجة قد تُقلل من متوسط العمر المتوقع بدقائق لكل حصة، تحث هذه النتائج على إعادة تقييم جذرية لما نأكله وكيف يؤثر على صحتنا وطول عمرنا.
“الأطعمة السريعة” المفضلة لديك قد تسرق دقائق من حياتك
أجرى فريق بحثي من جامعة ميشيجان، من خلال تحليل مُفصّل لأكثر من 5800 صنف غذائي، دراسةً للقيمة الغذائية لكل صنف والعبء الصحي المُرتبط به، وكان الهدف قياس مدى تأثير كل خيار غذائي على عمر الفرد، سواءً بزيادة أو نقصان، وكانت استنتاجاتهم مُذهلة.
على سبيل المثال، تناول قطعة هوت دوج واحدة فقط قد يُقلل من متوسط العمر المتوقع بمقدار 36 دقيقة، وبالمثل، وُجد أن علبة مشروب غازي مُحلى بالسكر تُقلل من العمر المتوقع بحوالي 12 دقيقة، ولم تُستثنَ وجبات الإفطار أيضًا، حيث ارتبطت الشطائر والبيض بـ 13 دقيقة من العمر، بينما ارتبط البرجر بالجبن بـ9 دقائق تقريبًا.
ورغم أن هذه الأرقام قد تبدو مبالغ فيها للوهلة الأولى، فإن المنهجية التي حسبت العبء المرضي بالدقائق من الحياة الصحية المفقودة بسبب سوء التغذية توفر طريقة جديدة لفهم التأثيرات طويلة الأمد لاختياراتنا الغذائية اليومية.
خطر الأطعمة فائقة المعالجة
إذن، ما المسؤول تحديدًا عن هذه الدقائق المهدرة من الحياة؟، تُلقي الدراسة باللوم بشكل مباشر على الأطعمة فائقة المعالجة وهي منتجات مصنعة غالبًا ما تُجرد من قيمتها الغذائية وتُضاف إليها سكريات مُكررة ودهون غير صحية وملح ومواد حافظة وإضافات صناعية.
صُممت هذه المكونات لتحسين النكهة ومدة الصلاحية، لكنها غالبًا ما تكون على حساب الصحة.
ارتبط الاستهلاك المتكرر لهذه الأطعمة بمجموعة متنوعة من المشاكل الصحية الخطيرة، ومع مرور الوقت، تُسهم في الإصابة بالالتهابات المزمنة، والسمنة، وأمراض القلب، والسكتات الدماغية، وحتى بعض أنواع السرطان، تجعل مذاقها المُسبب للإدمان والتسويق المُكثف لها من الصعب تجنبها، إلا أن تناولها بانتظام يرتبط علميًا الآن بانخفاض ملحوظ في متوسط العمر المتوقع الصحي.
دراسة BMJ تؤكد: الأطعمة فائقة المعالجة مرتبطة بأمراض القلب ومشاكل الصحة العقلية والسكري
هذه النتائج ليست معزولة، فقد أكدت دراسة منفصلة واسعة النطاق نُشرت في المجلة الطبية البريطانية (BMJ) المخاطر الصحية المقلقة للأطعمة فائقة المعالجة، ووفقًا للمجلة ، فإن الأفراد الذين تناولوا كميات أكبر من هذه الأطعمة عانوا مما يلي:
زيادة بنسبة 50% في خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والوفاة بسببها.
احتمالية أكبر بنسبة 4853% للإصابة باضطرابات الصحة العقلية، بما في ذلك القلق والاكتئاب.
احتمالية أعلى بنسبة 12% للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
تسلط هذه الأرقام الضوء على التأثير الواسع النطاق لاختيارات الطعام ليس فقط على الصحة البدنية ولكن أيضًا على الصحة العقلية والوظيفة الأيضية.
كيف يمكن للأكل الصحي أن يعوض أضرار الأنظمة الغذائية المصنعة: الأطعمة الكاملة، حياة أطول
حددت دراسة جامعة ميشيجان نفسها أطعمةً يمكنها بالفعل إطالة العمر عند تناولها بانتظام، وعلى رأس القائمة الأسماك الغنية بالعناصر الغذائية، مثل السلمون والماكريل، والتي ارتبطت بزيادة قدرها 32 دقيقة لكل وجبة.
من الأطعمة الأخرى التي وُجد أنها تُطيل العمر البقوليات، والفواكه الطازجة، والخضراوات، والمكسرات، وحتى بعض أنواع الجبن قليلة التصنيع.
هذه الأطعمة غنية بالألياف، والدهون الصحية، ومضادات الأكسدة، والفيتامينات الأساسية، التي تُساعد الجسم على مكافحة الإجهاد التأكسدي والحفاظ على الصحة على المدى الطويل.
وعلى عكس الوجبات فائقة التصنيع، تُعزز هذه الأطعمة جهاز المناعة، وتُقلل الالتهابات، وتُقلل من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة، ما يُسهم في نهاية المطاف في حياة أطول وأكثر صحة.