قال الدكتور رضا حجازي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني السابق، إن الغش في الامتحانات مشكلة قديمة تضاعفت خطورتها مع تطور وسائل التكنولوجيا، مؤكدًا أنها أصبحت معركة يومية بين الوزارة والطلاب لكشف الحيل المستحدثة.

وأوضح حجازي،خلال منشور له على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، أن الحديث عن الغش ليس سهلًا، لكنه ضروري، مشيرًا إلى أن مشكلة الغش كانت واحدة من أبرز القضايا التي واجهها حين كان وزيرًا أو نائبًا للوزير، وقد تم دراستها بعمق لمواجهتها بطرق متعددة.

وأشار إلى أنه تم تطبيق نظام “البوكليت” في وقت سابق لتقليل فرص الغش، إضافة إلى إدراج نسبة من الأسئلة المقالية خلال آخر عامين، وكذلك استخدام العصا الإلكترونية للتفتيش، وإضافة باركود على ورقة الأسئلة لتتبع مصدر التسريب، كما تمت مراقبة حيل الطلاب كزراعة السماعات أو استخدام كروت الفيزا المرتبطة بهواتف محمولة.

وتابع وزير التعليم السابق: “فكرنا كثيرًا في حلول أخرى بالتعاون مع الوزارات المختلفة، مثل أجهزة التشويش على الإنترنت وأجهزة كشف الذبذبات داخل اللجان، لكن واجهنا صعوبات في التنفيذ”.

وأكد حجازي أن المشكلة الأكبر ليست في أدوات الغش، بل في “تطبيع الغش” نفسه داخل المجتمع، متسائلًا: “هل الطالب الذي ينجح بالغش يشعر بالنجاح؟ وهل يشعر أهله بالفخر؟ وهل يمكنه الاستمرار بهذا الأسلوب في الجامعة أو الحياة؟”.

وأوضح أن الخطر الحقيقي يكمن في زرع فكرة “انجح بأي طريقة” منذ الصغر، معتبرًا أن هذا أخطر من أي وسيلة تكنولوجية، وأنه علينا أن نتساءل عن الهدف الحقيقي من المدرسة، وهل هو فقط تحقيق مجموع، أم تأهيل الطالب للنجاح في المجال المناسب لقدراته؟.

ولفت حجازي إلى الدور الحاسم الذي يلعبه الأهل، مضيفًا: “الأهل ممكن يزرعوا سماعة في ودن ابنهم علشان يغش، أو يهددوا المدرسين، لكن ممكن أيضًا يدعموا أبناءهم، ويحضنوا فشلهم، ويشجعوهم مهما كانت النتيجة”.

واختتم الدكتور رضا حجازي حديثه بالتأكيد على أن الهدف ليس فقط الحصول على الدرجات النهائية، بل بناء إنسان مصري سوي نفسيًا، ناجح بمجهوده، قادر على التعامل مع الحياة ومشكلاتها، ملتزم بالقيم والدين والعادات المصرية الأصيلة.

ووجه الشكر لكل من قرأ كلماته وتفاعل معها، داعيًا إلى إعادة النظر في مفهوم النجاح والتربية داخل المجتمع المصري.

شاركها.