يُعد فيلم “إن غاب القط” أحدث إضافة للأفلام المصرية التي تجمع بين الكوميديا والرومانسية والإثارة، حيث تدور أحداثه حول عملية سرقة لوحة فنية تذكر بملابسات سرقة لوحة “زهرة الخشخاش” الشهيرة لفان غوخ من متحف محمد محمود خليل بالقاهرة عام 2010. الفيلم يلقي الضوء على العلاقات العاطفية المعقدة، خاصةً تلك التي تتسم بالازدواجية والخداع، أو ما يُعرف بالعلاقات “التوكسيك”، ويستكشف هذه الديناميكية من خلال قصة حب متداخلة مع جريمة.
عُرض الفيلم مؤخرًا بحضور نخبة من الفنانين وصناع الأفلام، مما أثار اهتمامًا واسعًا في الأوساط الفنية والإعلامية. يشارك في بطولة الفيلم آسر ياسين، وأسماء جلال، ومحمد شاهين، وسماح أنور، بالإضافة إلى ظهور شرفي لعدد من نجوم الكوميديا.
قصة الفيلم: بين السرقة والحب “التوكسيك”
تدور أحداث الفيلم حول “زين”، الطبيب البيطري الهادئ، و”هند”، مرممة اللوحات الطموحة، اللذين يعيشان قصة حب تبدو مثالية للوهلة الأولى. إلا أن حياة “زين” تأخذ منعطفًا غير متوقع عندما تتقاطع مع حياة شقيقه التوأم “القط”، وهو لص محترف يشتهر بجرأته ومهاراته.
تتعقد الأمور عندما تنجذب “هند” إلى شخصية “القط” الجذابة، مما يضع “زين” في موقف صعب بين مطاردات الشرطة وعصابات أخرى تسعى للاستيلاء على اللوحة المسروقة. يُضاف إلى ذلك ظهور شخصيات نسائية من دول مختلفة تسعى للانتقام من “القط” بسبب علاقاته السابقة.
شخصية الرجل “التوكسيك” في الفيلم
يلعب آسر ياسين دورًا مزدوجًا في الفيلم، حيث يجسد شخصيتي “زين” و”القط”. ويُركز الفيلم بشكل خاص على استكشاف شخصية “القط” كنموذج للرجل “التوكسيك”، الذي يتميز بالازدواجية، والخداع، وعدم الالتزام.
أعرب آسر ياسين في تصريحات صحفية عن سعادته بتقديم هذه الشخصية، مؤكدًا أنها فرصة للتعبير عن جوانب مختلفة في الشخصية الذكورية. كما حذر من خطورة الارتباط بهذا النوع من الرجال، واصفًا إياهم بالأنانيين والكذابين.
الإنتاج والاستقبال الأولي
الفيلم من تأليف أيمن وتار، وإنتاج هاني عبد الله، وإخراج سارة نوح. وقد استغرق العمل على الفيلم حوالي عام ونصف، حيث حرص فريق العمل على تقديم سيناريو متماسك يجمع بين عناصر الإثارة والتشويق والكوميديا والرومانسية.
أشار أيمن وتار إلى أن الفيلم يطرح تساؤلات حول طبيعة العلاقات بين الرجل والمرأة، وكيف يمكن أن تتأثر هذه العلاقات بالخداع والازدواجية. وأضاف أن اختيار جريمة سرقة لوحة فنية كخلفية للأحداث كان يهدف إلى إضفاء المزيد من الإثارة والتشويق على القصة، بالإضافة إلى إمكانية استكشاف الجوانب النفسية للشخصيات.
حققت أغنية الفيلم “قلبك تلاجة” نجاحًا كبيرًا منذ طرحها، حيث تصدرت قوائم الأغاني الأكثر استماعًا على العديد من المنصات الرقمية. الأغنية من أداء فارس سكر، وكلمات منة عدلي القيعي، وألحان عزيز الشافعي، وتُعد إضافة قوية للفيلم.
تعتبر سارة نوح، المخرجة، أن الفيلم يمثل تحديًا جديدًا في مسيرتها المهنية، بعد تجربتها الأولى في فيلم “أعز الولد”. وقالت إنها كانت تبحث عن عمل مختلف تمامًا، ووجدت في سيناريو أيمن وتار فرصة لتقديم فيلم يجمع بين الذكاء والروح الكوميدية.
ماذا بعد؟
من المتوقع أن يبدأ عرض فيلم “إن غاب القط” في دور السينما المصرية والعربية قريبًا. وتترقب الأوساط الفنية والإعلامية ردود فعل الجمهور والنقاد تجاه الفيلم، خاصةً فيما يتعلق بمعالجته لموضوع العلاقات “التوكسيك” وقدرته على تقديم مزيج متوازن من الكوميديا والإثارة.
سيراقب المتابعون أيضًا أداء الفيلم في شباك التذاكر، ومدى تأثيره على النقاش العام حول العلاقات العاطفية والصحة النفسية. يبقى أن نرى ما إذا كان الفيلم سيحقق النجاح المتوقع، ويساهم في إثراء السينما المصرية.
