كتب محمود عبده :
08:30 ص
01/10/2025
كشفت دراسة علمية حديثة عن وجود ارتباط واضح بين فصيلة الدم A وخطر الإصابة بالسكتة الدماغية المبكرة، حيث يظهر أن حاملي هذه الفصيلة يواجهون احتمالًا أعلى للإصابة بالسكتة الدماغية قبل بلوغ سن الستين مقارنة بأصحاب فصائل الدم الأخرى.
علاقة فصيلة الدم بالسكتة الدماغية
حلل الباحثون بيانات أكثر من 17 ألف مريض بالسكتة الدماغية، مقارنة بنحو 600 ألف شخص دون إصابة، لتظهر النتائج أن الأشخاص الذين يحملون فصيلة الدم A، وبالتحديد الجين المرتبط بفصيلة A1، لديهم فرصة أعلى بنسبة 16% للإصابة بسكتة دماغية في سن مبكرة.
في المقابل، تبين أن حاملي فصيلة الدم O1 يتمتعون بمخاطر أقل تصل إلى 12%، وفقًا لموقع “ساينس أليرت”.
عوامل تخثر الدم وتأثيرها في زيادة الخطر
في تعليق على النتائج، قال ستيفن كيتنر، أخصائي الأعصاب الوعائية بجامعة ميريلاند والمؤلف الرئيسي للدراسة، إن الأسباب الدقيقة وراء ارتفاع خطر السكتة الدماغية لدى أصحاب فصيلة الدم A لا تزال قيد البحث، ولكن من المرجح أن يرتبط الأمر بعوامل تخثر الدم مثل نشاط الصفائح الدموية، ووظائف الخلايا المبطنة للأوعية، والبروتينات المتداولة في الدم التي تساهم في تكوين الجلطات.
السكتة الدماغية المبكرة مقابل المتأخرة
أظهرت الدراسة أن السكتات الدماغية التي تصيب الشباب عادةً ما تكون ناجمة عن عوامل تخثر الدم، بينما ترتبط السكتات التي تظهر في مراحل عمرية متقدمة فوق 65 عامًا بتصلب الشرايين.
وبالفعل، يزداد خطر الإصابة بالسكتة مع التقدم في العمر، خاصة بعد تجاوز سن 55 حيث تتضاعف المخاطر كل عقد.
فصائل الدم B وO.. اختلافات في المخاطر
كما بينت النتائج أن أصحاب فصيلة الدم B معرضون لخطر أعلى بنسبة 11% للإصابة بالسكتة الدماغية مقارنة بغيرهم، بينما يحمل أصحاب فصيلة الدم O1 أقل المخاطر.
وتشير أبحاث سابقة إلى أن التسلسل الجيني لفصائل الدم A وB مرتبط بزيادة احتمال الجلطات الوريدية وتكلس الشرايين التاجية، مما يعزز احتمالية حدوث النوبات القلبية.
التوصيات المستقبلية وأهمية الدراسة
رغم هذا الارتباط، يؤكد الباحثون أن الخطر الإضافي لدى حاملي فصيلة الدم A يبقى محدودًا ولا يستدعي إجراءات فحص خاصة في الوقت الراهن.
كما دعوا إلى مواصلة الدراسات لفهم الآليات البيولوجية التي تربط تركيبة فصائل الدم بخطر الإصابة بالسكتة المبكرة، وهو ما قد يفتح آفاقًا جديدة للوقاية والعلاج في المستقبل.