يُقدم مسلسل “ميد تيرم” دراما واقعية تتناول حياة الطلاب الجامعيين في مصر، مستكشفًا التحديات النفسية والاجتماعية التي يواجهونها في هذه المرحلة الحاسمة من حياتهم. المسلسل لا يقتصر على الأحداث داخل الحرم الجامعي، بل يمتد ليشمل تأثير هذه التجارب على علاقاتهم الأسرية والشخصية، ويطرح تساؤلات حول مفهوم الخصوصية والأمان في عصر التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي.

تدور أحداث “ميد تيرم” في إحدى الجامعات المصرية، حيث تتشابك قصص مجموعة من الطلاب، كل منهم يحمل أعباءه الخاصة ويواجه صراعاته الفريدة. يركز العمل على قضايا مثل ضغوط الدراسة، العلاقات العاطفية المعقدة، مشاكل الإدمان، وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي على حياة الشباب.

“ميد تيرم” وتصوير واقع الطلاب الجامعيين

يعتمد المسلسل على تقديم شخصيات متنوعة تعكس مختلف الشرائح الاجتماعية والثقافية للطلاب المصريين. “تيا”، التي تجسدها ياسمينا العبد، تمثل الطالبة الخجولة التي تحاول التأقلم مع الحياة الجامعية الجديدة، بينما “نعومي” التي تقدمها جالا هشام، تجسد الشخصية الاجتماعية المنفتحة التي تميل إلى التدخل في شؤون الآخرين. “أدهم”، بشخصية يوسف رأفت، يواجه تحديات عائلية مرتبطة بإدمان شقيقه، مما يضعه تحت ضغوط نفسية واجتماعية كبيرة.

يتميز المسلسل بقدرته على رصد التفاصيل الدقيقة للحياة الجامعية، بما في ذلك العلاقات السريعة التشكّل، الحدود غير الواضحة بين الصداقة والتدخل، والدعم والفضول. كما يسلط الضوء على المخاطر المحتملة للإفصاح عن المشكلات الشخصية لأطراف غير موثوقة، وكيف يمكن أن يتحول هذا الإفصاح إلى وسيلة للاستغلال أو الضغط.

دور التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي

يلعب الذكاء الاصطناعي والتطبيقات الإلكترونية دورًا بارزًا في حياة الشخصيات، حيث يعكس المسلسل مدى اعتماد الشباب على هذه التقنيات في التواصل والتعبير عن أنفسهم. إلا أن العمل يركز أيضًا على الجانب المظلم لهذه التكنولوجيا، وكيف يمكن أن تُستخدم لانتهاك الخصوصية والتلاعب بالمشاعر. تعتبر هذه النقطة من أهم الجوانب التي تميز “ميد تيرم” عن غيره من الأعمال الدرامية التي تتناول حياة الشباب.

بالإضافة إلى ذلك، يركز المسلسل على تأثير منصات مثل “تيك توك” على حياة الطلاب، وكيف يمكن أن تؤدي الرغبة في الحصول على الشهرة والتقدير إلى سلوكيات غير مسؤولة أو ضارة. هذه القضية تكتسب أهمية متزايدة في ظل الانتشار الواسع لوسائل التواصل الاجتماعي وتأثيرها على الشباب.

أشاد الناقد محمد عبد الرحمن بالمسلسل، مشيرًا إلى أنه نجح في الاقتراب من فئة عمرية غالبًا ما يتم تجاهلها في الدراما المصرية. وأضاف أن العمل لا يتعامل مع الشباب بوصفهم حالة عابرة، بل يضعهم في مركز السرد ويمنحهم مساحة للتعبير عن قلقهم وأسئلتهم اليومية. ويرى عبد الرحمن أن قوة المسلسل تكمن في طريقة تقديم الأفكار من وجهة نظر الشخصيات نفسها، وليس عبر خطاب مباشر أو تعليمي.

من جانبه، وصف الناقد خالد محمود المسلسل بأنه تجربة مختلفة تحاول اقتحام عالم الشباب من زاوية اجتماعية ونفسية. وأشار إلى أن المسلسل يعتمد على رصد مشكلات شخصية تنتمي إلى خلفيات وطبقات اجتماعية متعددة، مما يمنح العمل تنوعًا في الحكايات والمسارات الدرامية. وأشاد محمود بأداء جالا هشام، معتبرًا أن شخصية “نعومي” من الأدوار الصعبة التي تتطلب قدرًا كبيرًا من المهارة والعمق.

يعتمد “ميد تيرم” على فريق تمثيل شاب، مما يضفي على العمل مصداقية وقربًا من الجمهور المستهدف. المسلسل من قصة محمد صادق، وسيناريو وحوار ورشة براح، وإخراج مريم الباجوري، وبطولة ياسمينا العبد، وجلا هشام، وزياد ظاظا، بالإضافة إلى مشاركة عدد من الممثلين كضيوف شرف، من بينهم أحمد عزمي.

من المتوقع أن يستمر عرض حلقات “ميد تيرم” خلال الأسابيع القادمة، وأن يثير المزيد من الجدل والنقاش حول القضايا التي يطرحها. يبقى أن نرى كيف ستتطور الأحداث والشخصيات، وما إذا كان المسلسل سيتمكن من الحفاظ على مستوى الجودة والواقعية الذي قدمه في حلقاته الأولى. سيراقب الجمهور والنقاد عن كثب ردود الفعل على الحلقات القادمة، وتقييم تأثير المسلسل على الوعي بقضايا الشباب.

شاركها.