أعلنت الهيئة الوطنية للإعلام في مصر عن حظر ظهور العرافين والمنجمين في جميع برامجها ومنصاتها الإعلامية، وذلك في خطوة تهدف إلى حماية الوعي العام وتعزيز التفكير العلمي. يشمل هذا الحظر القنوات التلفزيونية والإذاعات التابعة للهيئة، بالإضافة إلى بوابتها الإلكترونية ومجلة الإذاعة والتلفزيون. يأتي هذا القرار في ظل تزايد الظهور الإعلامي لهؤلاء الأشخاص، خاصة مع اقتراب بداية كل عام وموسم رأس السنة.

أكد أحمد المسلماني، رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، أن هذا الحظر هو استمرار لسياسة الهيئة المتبعة، وأن الهدف منه هو الابتعاد عن الترويج للخرافات والأوهام. وأشار إلى أهمية الاعتماد على العلم والمنطق في استشراف المستقبل، والاستعانة بالخبراء والأكاديميين والمثقفين في هذا المجال. وقد أعلنت الهيئة عن هذا القرار في بيان رسمي صدر يوم الخميس.

لماذا حظر ظهور العرافين والمنجمين؟

يعكس هذا القرار قلقًا متزايدًا بشأن تأثير هذه البرامج على الرأي العام، خاصةً مع انتشار ما يسمى بـ “التنجيم” و “العرافة” عبر وسائل الإعلام المختلفة. ترى الدكتورة سارة فوزي، أستاذة الإعلام بجامعة القاهرة، أن نشر مثل هذه المعلومات قد يؤثر سلبًا على التفكير النقدي والعلمي لدى الجمهور.

بالإضافة إلى ذلك، يعتبر الكثيرون أن ممارسات العرافين والمنجمين تتعارض مع القيم الدينية والثقافية للمجتمع المصري. فقد أكدت دار الإفتاء المصرية على تحريم التنجيم والعرافة، واعتبرته نوعًا من الكهانة التي يدعي أصحابها علم الغيب، وهو أمر محصور لله وحده. هذا الجانب الديني عزز من المطالبات بوضع حد لظهور هؤلاء الأشخاص في وسائل الإعلام.

الآثار المحتملة على البرامج التلفزيونية

يقول الناقد الفني والإعلامي أحمد سعد الدين إن بعض القنوات الفضائية تعتمد بشكل كبير على فقرات التنبؤات في بداية كل عام لجذب المشاهدين وزيادة نسب المشاهدة. ومع ذلك، يرى أن قرار ماسبيرو بحظر ظهور المنجمين هو قرار صائب يتماشى مع الحفاظ على الذوق العام والتقاليد المجتمعية. قد يؤدي هذا الحظر إلى إعادة تقييم هذه القنوات لمحتواها والبحث عن بدائل أكثر واقعية وموضوعية.

تأثير ذلك على الوعي العام

تؤكد الدكتورة سارة فوزي أن حظر ظهور العرافين والمنجمين يساهم في حماية المجتمع من الانسياق وراء الخرافات والدجل، خاصةً في ظل وجود نسبة كبيرة من الأميين أو ذوي التعليم المحدود. هذه الفئة من المجتمع قد تكون أكثر عرضة للتأثر بهذه التنبؤات والاعتماد عليها في اتخاذ القرارات.

ويرى مراقبون أن هذا القرار يمثل خطوة إيجابية نحو تعزيز الوعي الإعلامي وتشجيع التفكير العقلاني. ويأتي في سياق الجهود المبذولة لمواجهة انتشار المعلومات المضللة والخرافات في المجتمع. كما أنه يعكس التزام الهيئة الوطنية للإعلام بتقديم محتوى إعلامي مسؤول وهادف.

الخطوات التالية والمستقبل

من المتوقع أن تقوم الهيئة الوطنية للإعلام بتفعيل هذا الحظر بشكل كامل، ومراقبة المحتوى الإعلامي للتأكد من عدم وجود أي تجاوزات. كما قد تتخذ الهيئة إجراءات إضافية لتعزيز الوعي الإعلامي وتشجيع التفكير النقدي لدى الجمهور. من بين هذه الإجراءات المحتملة تنظيم ورش عمل وندوات تثقيفية حول مخاطر الخرافات وأهمية العلم والمعرفة.

يبقى أن نرى كيف ستتعامل القنوات الفضائية الأخرى مع هذا القرار، وهل ستتبنى نفس الخطوة أم ستحاول إيجاد طرق للتحايل على الحظر. كما يثير هذا القرار تساؤلات حول مدى فعالية الرقابة الذاتية لدى وسائل الإعلام في مواجهة انتشار المحتوى غير المسؤول. سيراقب المراقبون عن كثب تأثير هذا القرار على المشهد الإعلامي المصري في الفترة القادمة.

الكلمات المفتاحية الثانوية المستخدمة: التنجيم، الخرافات، الوعي الإعلامي.

شاركها.