منوعات

لماذا يشعر الأطفال بالوقت أبطأ من الكبار؟.. خبراء يكشفون



10:30 م


الثلاثاء 28 يناير 2025

كتب سيد متولي

“الوقت يمر بسرعة”، عبارة نجد أنفسنا جميعًا نقولها أو نفكر فيها، وقد يكون مرور الوقت سريعًا للغاية حتى أننا نشعر عند التأمل وكأن حياتنا تمر بنا، سواء كنا نتصفح موقع فيسبوك وننظر إلى صور الأصدقاء القدامى، أو نوصل أطفالنا إلى المدرسة ونشعر بالتأثر بمدى كبر سنهم، أو نحتفل بعيد ميلادنا، فقد نتوقف ونتساءل: “أين ذهب الوقت؟”.

ويشير علماء الأعصاب إلى أن هذا التصور للوقت وهو يتحرك بوتيرة مريحة في مرحلة الطفولة، ثم يتسارع عندما نصبح بالغين، هو تجربة شائعة.

إدراك الوقت نسبي

ويقول الدكتور سانتوش كيساري، عالم أعصاب: “يشعر معظم البالغين بأن الوقت مر ببطء في أيامهم الأولى، ثم تسارع في وقت لاحق من الحياة”، مشيرا إلى أن هذا التصور قد يكون راجعا إلى عدة عوامل، أولاها أنه عندما نكون أطفالا، فإن عاما من الحياة يعادل وقتا أطول بكثير من الوجود، من حيث النسبة المئوية.

“بالنسبة لطفل يبلغ من العمر 10 أعوام، فإن عامًا واحدًا يمثل 10% من حياته، بينما بالنسبة لشخص يبلغ من العمر 60 عامًا، فإن عامًا واحدًا يمثل أقل من 2% من حياته”، كما يقول كيساري، بالإضافة إلى ذلك، عندما كنا أطفالاً، كنا نتعرف باستمرار على أشياء وأفكار جديدة تترك انطباعات دائمة في ذاكرتنا.

ويضيف كيساري: “نحن نقيس الوقت من خلال الأحداث التي لا تنسى، ويحدث عدد أقل من الأشياء الجديدة التي نتذكرها مع تقدمنا في السن، ما يجعل الأمر يبدو وكأن الطفولة استمرت لفترة أطول”.

قد يشعر الأطفال بالوقت وكأنه يحدث بشكل أبطأ من البالغين

وتقول الدكتورة باتريشيا كوستيلو، عالمة الأعصاب ومديرة البرامج في جامعة والدن بالولايات المتحدة، إن ذاكرة الأطفال العاملة، والانتباه، والوظيفة التنفيذية كلها تمر بالتطور على مستوى الدائرة العصبية.

الإشارات العصبية وإدراك الوقت

وأضافت: “انتقال الإشارات العصبية لديهم أبطأ فعليًا مقارنة بالبالغين، وهذا بدوره يؤثر على كيفية إدراكهم لمرور الوقت، وبحلول الوقت الذي نصبح فيه بالغين، تكون دوائر الوقت لدينا قد اكتملت، وقد تعلمنا من التجربة كيفية ترميز مرور الوقت بشكل صحيح”.

مهمة تقسيم الوقت

إحدى طرق الاختبار التي استخدمها الباحثون لتحديد هذا التناقض في إدراك الوقت بين الأطفال والبالغين هي مهمة تقسيم الوقت، في هذه الطريقة، قد يطلب الباحثون من المشاركين الاستماع إلى سلسلة من النغمات ومقارنتها من حيث المدة.

وتقول كوستيلو: “لقد أجريت هذه الدراسات المعملية باستخدام مهمة التقسيم الثنائي، حيث تسمع أولاً نغمة قصيرة لا تتجاوز جزءًا من الثانية، ثم تسمع نغمات مقارنة، ومن المفترض أن تستجيب بعد النغمة القصيرة والطويلة، وتقول ما إذا كانت النغمة التالية أشبه بالنغمات القصيرة أو الطويلة، ثم يقوم الباحثون بقياس مدى دقة إدراكك”.

ماذا وجد الباحثون؟

ووجد الباحثون أن أصغر المشاركين (عادةً ما يكون عمرهم 5 سنوات، عندما يكونون في سن كافية لفهم المهمة) لديهم أقل دقة في إدراك الوقت في هذه المهام، ويميلون إلى سماع هذه النغمات القصيرة على أنها أطول مما هي عليه في الواقع.

وتضيف كوستيلو: “النظرية هي أننا نتحسن بمرور الوقت، فالأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و10 سنوات يصبحون دقيقين إلى حد ما في ذلك، ويتعلق الأمر بسرعة المعالجة ومدى قدرتهم على الانتباه، ولكن أيضًا بأن الدماغ عندما يكون طفلاً لا يزال في طور النمو، ولا تحتوي الخلايا العصبية لديهم على كل الميالين العازل الموجود على الخلية العصبية”.

وهذا التأخر في إدراك الوقت الحقيقي لا يمتد إلى ما بعد الطفولة المبكرة، ولا يلعب دورا في إدراك الوقت بأثر رجعي، وفي نهاية المطاف، لا يفسر تلك التجربة الذاتية التي نمر بها في مرحلة البلوغ حيث نشعر وكأن الوقت يمر ببطء عندما كنا صغارا.

ومن المرجح أن يُعزى هذا الإحساس المحدد إلى حقيقة مفادها أن الأطفال أمضوا وقتا أقل على هذا الكوكب، بحيث يشعر المرء بأن العام أثقل، فضلا عن حقيقة مفادها أننا لا نشكل الكثير من الذكريات الجديدة بمجرد وصولنا مرحلة البلوغ.

اقرأ أيضا:

صديق للكبد والكلى.. طعام يقي من السرطان ويخفض الكوليسترول

قد تظهر قبل النوم… احذر علامات تحذيرية لارتفاع السكر للسماء

احذر.. خطر صادم على الكلى والقلب بسبب تناول هذا النوع من الطعام

يحارب الكوليسترول والسكري.. طعام يقوي المناعة ويطهر الكبد

مشروب الملايين.. هذا ما يحدث للسكر والقلب عند تناول الشاي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *