اخبار المغرب

مشروع النمو الشامل في المغرب.. استثمارات دولية تفوق 112 مليون دولار لدعم التنمية القروية

بميزانية تفوق 112 مليون دولار ونسبة إنجاز بلغت 81%، كشفت الهيئات الدولية المانحة لصندوق العيش والمعيشة، عن سير مشروع النمو الشامل للمناطق القروية بالمغرب نحو تحقيق تحول اقتصادي واجتماعي مهم في جهة طنجةتطوانالحسيمة، مستهدفا تحسين سبل العيش وتعزيز التنمية المستدامة لفائدة آلاف السكان القرويين.

وحسب ما أوضحته في ورقة تقريرية لصندوق العيش والمعيشة حصلت عليه العمق على هامش ندوة صحفية تم تنظيمها اليوم رفقة الهيئات الدولية المانحة لهذا الصندوق، فإن المشروع شهد تحقيق تقدم ملحوظ في مختلف القطاعات، حيث تجاوزت بعض الإنجازات الأهداف المسطرة، فعلى سبيل المثال، بلغت نسبة الزراعة المنجزة 97.5% من المساحة المخططة، وتم تطوير 86% من نظام الري في محيط تاسيفت، بينما تجاوز إنشاء الطرق الريفية الهدف المحدد.

وفي القطاع الصحي، تم استكمال معظم المنشآت المخطط لها، مما سيحسن الخدمات المقدمة لسكان المناطق المستهدفة، أما على المستوى الاقتصادي، فإن إدخال التمويل الإسلامي عبر برامج مثل “تمويل شمال” يوفر فرصا واعدة للمزارعين والمقاولات الصغرى، مما يدعم الاستدامة الاقتصادية للمشروع.

اجتماعات مع الوزارات

في هذا السياق أوضحت زهيرة المرزوقي، مديرة علاقات الشرق الأوسط بمؤسسة غيتس، أن الحكومة رفقة صندوق العيش والمعيشة عقدت اجتماعا صباح هذا اليوم لتقييم نتائج مشروع مشترك في قطاعي الصحة والفلاحة، الذي انطلق قبل خمس سنوات بشراكة بين الحكومة المغربية وجهة طنجةتطوانالحسيمة، إلى جانب صندوق العيش والمعيشة وشركاء من السعودية، قطر، والإمارات، إضافة إلى الصندوق الإسلامي للتضامن.

وأشارت المتحدثة في تصريح لـ “العمق” أن قطاع الصحة، حقق تقدم ملموس من خلال إنشاء مستشفى في وزان، إلى جانب مركزين استشفائيين مخصصين لصحة المرأة بعد الولادة، وهو ما يهدف إلى تحسين ظروف الرعاية الصحية وتوفير بيئة ملائمة للأمهات بعد الوضع.

أما في قطاع الفلاحة، فقد تم تمويل مشاريع زراعية تشمل زراعة أشجار الزيتون والفول السوداني، في خطوة ترمي إلى تحسين الأوضاع الاقتصادية للعاملين في المجال الفلاحي، كما بلغت مساهمة صندوق العيش والمعيشة 90 مليون دولار، فيما قدمت الحكومة المغربية 20 مليون دولار لدعم هذه المبادرات.

ويتميز المشروع باختيار أنواع زراعات قليلة الاستهلاك للمياه، ما ساهم في التخفيف من آثار الجفاف، مع تطلعات لإدخال التكنولوجيا الذكية لتعزيز فعالية المشاريع الفلاحية.

وخلال الاجتماعات التي عقدت مع وزارات المالية والفلاحة والصحة، تم التأكيد على أهمية المشروع وتقييم الجهود المبذولة، خصوصا أن لصندوق العيش والمعيشة مبادرة أخرى في منطقة سوس، مما يعكس الطموح لتعزيز الأثر التنموي على المستويين الإقليمي والفردي.

إلى جانب ذلك، أكدت المسؤولة أن المشروع يشمل برامج للتكوين في قطاعي الصحة والفلاحة، مشيرة إلى إجراء زيارات ميدانية لعدة مدن للقاء المستفيدين من هذه المبادرات، مما يعزز مكانة هذين القطاعين كركيزتين أساسيتين على الصعيدين الصحي والاقتصادي.

الفلاحة والصحة

وبالعودة للتقرير المختصر، فإن المشروع الذي يشرف على تنفيذه مجلس جهة طنجةتطوانالحسيمة، بالتعاون مع عدد من الوزارات الاستراتيجية، يعتمد على أربع مكونات رئيسية تهدف إلى تحقيق الأهداف المسطرة، ومن بينها تعزيز الإنتاج الزراعي وسلاسل القيمة.

وحسب المصدر ذاته فإن المشروع يشمل إقامة 12 وحدة صناعية لتحويل المنتجات الزراعية، خاصة الزيتون والفول السوداني، إذ تم استكمال 60% من البناء، وبالإضافة إلى ذلك، تم تشييد الطرق القروية بطول 235.8 كم، متجاوزا الهدف المسطر البالغ 217 كم، بنسبة إنجاز بلغت 108%. وشمل المشروع أيضا تنظيم 78 دورة تحسيسية من أصل 52 مقررة، مما يعادل معدل إنجاز بلغ 150%، إلى جانب تنفيذ 17 زيارة دراسية من أصل 8 مخططة، أي بنسبة إنجاز وصلت إلى 212%.

وشمل محور تحسين الخدمات الصحية والبنية التحتية تعزيز النظام الصحي في المناطق المستهدفة من خلال تطوير المستشفى الإقليمي في وزان، حيث بلغت نسبة تقدم الأشغال 60%، إلى جانب إنشاء 27 مستوصفا قرويا بنسبة إنجاز كاملة، كما تم تأهيل وتجهيز 7 مراكز لعلاج السل في تطوان والعرائش بنسبة 100%، مع تحقيق 80% من تقدم الأشغال في مركز جديد قيد الإنشاء في وزان.

وأوضحت المؤسسة أن المشروع شمل أيضا تجهيز وحدات للتدريب والتوعية الصحية بنسبة 100%، فضلا عن تطوير خدمات رعاية حديثي الولادة، من خلال تحديث 3 مراكز من أصل 4، بنسبة تقدم بلغت 75%، ولتوسيع نطاق الخدمات الصحية، تم اقتناء 12 وحدة طبية متنقلة و6 مركبات للمراقبة الصحية، بنسبة إنجاز كاملة، إضافة إلى بناء 55 وحدة سكنية لموظفي المراكز الصحية من أصل 70 مقررة، بنسبة 78%.

وأكدت لوثيقة أنه تم استكمال بناء وحدتين للرعاية الأولية في تطوان وطنجة، وإدخال نظام معلوماتي صحي إقليمي يربط مؤسسات الرعاية الصحية الأولية ببعضها البعض، بنسبة إنجاز 100%.

تمويلات ضخمة

وفي إطار تعزيز التمويل الإسلامي ودعم المشاريع الصغيرة، تم تخصيص 3.5 مليون دولار لإنشاء خط تمويل جديد تحت اسم “تمويل شمال”، وهو جزء من صندوق “تمويل مشترك”، حيث تم توقيع اتفاقيات مع ثلاثة بنوك إسلامية هي، بنك أمنية، بنك اليسر، ودار الأمان. وحتى الآن، استفاد 3 رواد أعمال صغار من هذا البرنامج.

وأورد المصدر عينه أنه تم التعاقد مع مستشار في التمويل الصغير من خلال المكتب الوطني للتكوين المهني وإنعاش الشغل (OFPPT)، وتم توقيع الاتفاقية ذات الصلة.

وبخصوص المكون الرابع فيتعلق بـ إدارة المشروع والتنسيق، حيث يشمل هذا المكون تغطية التكاليف التشغيلية، والخدمات الاستشارية الخاصة بالتصميم والإشراف، إلى جانب التدقيق المالي والتقني للمشروع لضمان تنفيذ محكم وفق المعايير الدولية.

جدير بالذكر أن الكلفة الإجمالية للمشروع تبلغ 112,360,000 دولار أمريكي، حيث يساهم صندوق العيش والمعيشة (LLF) بتمويل قدره 90,850,000 دولار، منها 9,090,000 دولار كمنحة، كما يساهم عدد من الجهات التمويلية الأخرى، بما في ذلك KSrelief بمبلغ 2,217,827 دولار، وGF بمبلغ 1,659,378 دولار، وQFFD بتمويل يبلغ 1,886,055 دولار. وحتى الآن، تم صرف 49.74 مليون دولار من LLF، وهو ما يمثل 55.4% من إجمالي التمويل المخصص من الصندوق.

من ناحية أخرى، يتلقى المشروع تمويلا إضافيا من البنك الإسلامي للتنمية (IsDB) بمبلغ 81,760,000 دولار، وصندوق أبوظبي للتنمية (ADFD) بمبلغ 1,108,913 دولار، والصندوق الإسلامي للتنمية (ISFD) بمبلغ 2,217,827 دولار، إلى جانب مساهمة الحكومة المغربية التي تبلغ 18,580,000 دولار.

المصدر: العمق المغربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *