05:00 م
الجمعة 30 مايو 2025
عندما نفكر في الأشياء المحظورة، نميل إلى تخيّل الكتب، أو الخطاب السياسي، أو حتى الرسوم الكاريكاتورية المثيرة للجدل، لكن على مرّ التاريخ، قمعت الحكومات شيئًا أغرب بكثير: الألوان، سواءً ارتبطت بالطبقة الاجتماعية، أو الأيديولوجية، أو حتى بالجنون، فقد قُيّدت بعض الألوان، أو حُظرت، أو أصبح ارتداؤها خطيرًا كل ذلك لأنها قالت الكثير دون أن تنطق بكلمة.
ومن احتكار الأباطرة للون البنفسجي إلى تعامل الأنظمة الحديثة مع الورود الحمراء كممنوعات، كان للألوان في كثير من الأحيان وزن سياسي أكبر من البيانات، لذا نستعرض 5 ألوان حظرتها الحكومات عبر التاريخ، بحسب موقع listverse.
روما القديمة: اللون الأرجواني مخصص للأباطرة فقط
في روما القديمة، كان الأرجواني أكثر من مجرد لون، بل كان رمزًا للقوة والنفوذ والسلطة، حيث لم يكن بإمكان سوى الأغنياء والأقوى نفوذًا تحمل تكلفته.
وفي نهاية المطاف، صدرت قوانين حصرت استخدامه في رتب إمبراطورية محددة، وبحلول القرن الثالث الميلادي، أصبح ارتداء الأرجواني دون إذن يُعتبر خيانة.
كوريا الشمالية: الجينز الأزرق كأداة للإمبريالية
في معظم الدول، يُعتبر الجينز قطعة أساسية، أما في كوريا الشمالية، فهو رمزٌ للتلوث الأيديولوجي، بدأ انعدام ثقة النظام بالجينز الأزرق مع ارتباطه بالولايات المتحدة، وتحديدًا بـ”رأسمالية رعاة البقر” وثورة الغرب ما بعد الحرب، وفرض كيم إيل سونج، مؤسس البلاد، عزلةً ثقافيةً لمنع ما أسماه “التلوث الروحي الأمريكي”.
وشكّل الجينز الأزرق، تهديدًا مباشرًا لصورة العامل الكوري الشمالي المثالي المطيع، وحذّر المسؤواون المواطنين من أن الجينز الأزرق دليل على الفساد والانحلال الأخلاقي، حتى قصّة البنطلون خضعت للتدقيق مُنع الجينز الضيق أو الفضفاض على الطريقة الأمريكية، واستخدمت الزيّات المدرسية وملابس العمل كآليات مراقبة، وواجه الشباب الذين يُضبطون وهم يُهرّبون أو يرتدون ملابس غربية التشهير العلني والغرامات أو إعادة التأهيل الفكري القسري.
لم تُصدر كوريا الشمالية قانونًا رسميًا يحظر الجينز بشكل قاطع، لكن المخاطر الاجتماعية والسياسية المترتبة على ارتدائه جعلت هذا التقييد واقعًا ملموسًا.
إنجلترا في القرن الـ16: القرمزي لون أفراد العائلة المالكة فقط
في إنجلترا خلال القرن الـ16، لم يكن ارتداء الملابس مرتبطًا بالذوق فحسب، بل كان مرتبطًا بوضعك القانوني المُخاط في القماش، وفرضت قوانين الملابس، الصادرة عام 1574، قيودًا صارمة على استخدام بعض المواد والأصباغ.
وكان اللون القرمزي، المصنوع من حشرات قرمزية مستوردة باهظة الثمن، مقصورًا على العائلة المالكة وعدد قليل من النبلاء رفيعي المستوى، ولم تقتصر القوانين على تحديد الألوان فحسب، بل حددت أيضًا طول ذيول الثياب، وأنواع التطريز، وحتى عدد الأزرار المسموح بها لكل رتبة.
ولم يُحظر اللون القرمزي على عامة الناس فحسب، بل خُصص للنخبة.
وكانت الملكة إليزابيث نفسها متمسكة بهذه القوانين بشدة، إذ رأت أنها ضرورية للحفاظ على النظام الاجتماعي ومنع تشويه صورة النبلاء.
سلالة تشينج الصينية: اللون الأصفر كان محظورًا
في الإمبراطورية الصينية، كان الأصفر مرتبطا بلون السماء، وبالتالي بالإمبراطور نفسه، وخلال عهد أسرة تشينج (16441912)، حُددت هذه الرمزية بدقة متناهية. صُبغ الرداء الإمبراطوري، المعروف باسم “رداء التنين”، بلون أصفر ذهبي مميز، وطُرز بخمسة مخالب، حتى الخيط المستخدم كان مخصصًا للمدينة المحرمة، أي شخص من خارج العائلة المالكة يُرى يرتدي هذا اللون يُعرّض نفسه لعقوبة فورية.
لم يحظر القانون الإمبراطوري الحرير الأصفر فحسب، بل حظر أيضًا الأسطح الصفراء، والورق الأصفر للاستخدام العام، والهدايا المغلفة باللون الأصفر، إلا بموافقة مسؤولي القصر.
وكان حراس القصر مُدرَّبين على تحديد ومنع أي مدني يرتدي ملابس ذات طابع إمبراطورية غامض، وخلال الاحتفالات الكبرى، كان يُطلب من المسؤولين ارتداء ألوان داكنة وهادئة حتى لا يُشكِّلوا تحديًا لهيمنة الإمبراطور البصرية.
اليابان في القرن الثامن عشر: التجار ممنوعون من الألوان الزاهية
خلال فترة إيدو اليابانية (16031868)، كان المجتمع مقسمًا بشكل صارم إلى أربع طبقات رئيسية: الساموراي، والفلاحون، والحرفيون، والتجار، ومن المفارقات، أنه على الرغم من أن التجار كانوا في أسفل الهرم الاجتماعي، إلا أنهم غالبًا ما جمعوا ثروات طائلة من خلال التجارة، ما تسبب في توترًا بصريًا إذ رغب التجار الأثرياء في ارتداء ملابس تتناسب مع ثرواتهم، لكن ذلك كان يُهدد النظام الطبقي.
وردًا على ذلك، فرضت الدولة وقتها قوانين الترف التي منعت التجار من ارتداء الألوان والأقمشة الباذخة، وخاصةً الألوان الحمراء والذهبية والأرجوانية الغامقة التي تدل على المكانة الاجتماعية.
وبدلاً من ذلك، اقتصرت قوانين التجّار على ارتداء ألوان هادئة كالبني والرمادي والنيلي، خاصةً عند الظهور في الأماكن العامة، وتجاوزت هذه القوانين قيود الصباغة؛ إذ مُنعت أيضًا الحرير الفاخر والخيوط المعدنية والتطريز المزخرف.
اقرأ أيضًا:
7 أضرار يسببها تناول الفول والطعمية قبل النوم
“تجنّبه في العيد”.. نوع “تسالي” الإفراط في تناوله يصيبك بالإسهال
هذا ما يحدث للكبد والكلى عند تناول كوب من عصير البرقوق
لحج آمن.. 7 نصائح ذهبية للحماية من الشمس والجفاف
تنشر الجراثيم والفيروسات.. احذر 4 أخطاء شائعة في غسل اليدين