منوعات

كيف يؤثر حنان الأم على شخصية الأبناء؟



07:00 ص


الإثنين 21 أبريل 2025

تتشكل بعض السمات بالتنشئة، وليس فقط بالطبيعة، والفرق بين من تلقوا الحنان والدفء الأمومي وبين من لم يتلقوه كان واضحا في دراسة حديثة عن التوائم المتطابقة، حيث تبين أن من حظوا بعطف أمومي أكبر بين سن 5 و10 سنوات نشأوا ليصبحوا شباباً أكثر انفتاحاً ووعياً ولطفاً من أشقائهم المتطابقين وراثياً الذين تلقوا دفئاً أقل.

ووجدت الدراسة أن العناق الدافئ، وقصص ما قبل النوم في الطفولة، وغيرها من سمات العطف الأمومي، تؤثر على الشخصية بعد البلوغ، أكثر مما كان يُعتقد.

الأثر الدائم لدفء الأم

وقال الدكتورة جاسمين ويرتز، الباحثة الرئيسية في الدراسة من جامعة إدنبرة: “تُعد سمات الشخصية مؤشرات قوية على نتائج مهمة في الحياة، من النجاح الأكاديمي والمهني إلى الصحة والرفاهية”.

وأضافت: “تشير نتائجنا إلى أن تعزيز بيئات الأبوة والأمومة الإيجابية في مرحلة الطفولة المبكرة يمكن أن يكون له تأثير صغير ولكنه مهم ودائم على نمو هذه السمات الشخصية الأساسية”.

وبحسب “ستادي فايندز”، تقدم هذه الدراسة بعضاً من أقوى الأدلة حتى الآن على أن التربية في مرحلة الطفولة يمكن أن يكون لها آثار دائمة على الشخصية حتى مرحلة البلوغ.

مقارنة التوائم المتطابقة

وللوصول إلى هذه النتائج تابعت الدراسة 2232 توأماً بريطانياً من الولادة وحتى سن 18 عاماً، باستخدام تصميم بحث ذكي قارن بين التوائم المتطابقة التي نشأت في نفس المنزل.

ويتحكم هذا النهج بشكل فعال في التأثيرات الوراثية والبيئة الأسرية المشتركة، وهما عاملان عقدا الأبحاث السابقة حول تأثيرات التربية.

وبين سن 5 و10 سنوات، قاس الباحثون مدى حنان الأمهات لكل توأم.

ولاحقاً، عندما بلغ التوأمان سن الـ 18، وهي مرحلة انتقالية حاسمة من المدرسة الثانوية إلى العمل أو مواصلة التعليم، قيّم الباحثون شخصياتهما باستخدام سمات الشخصية الـ 5 الكبرى: الانفتاح، والضمير الحي، وعدم الانطوائية، واللطف، والعصابية.

العاطفة تبني الضمير

ووجد الباحثون أنه حتى بين التوائم المتطابقة، أظهر الطفل الذي تلقى المزيد من عاطفة الأمومة خلال الطفولة مستويات أعلى من الانفتاح على التجربة، والضمير الحي، واللطف في سن الـ 18، مقارنةً بأخيه المتطابق وراثياً.

وظلت هذه النتائج متسقة حتى بعد مراعاة التفسيرات البديلة المحتملة، مثل: مشاكل سلوك الطفل التي ربما أثارت استجابات أبوية مختلفة.

ولوحظت هذه الآثار في سن الـ 18، عندما يغادر الشباب بيئة المدرسة الثانوية المنظمة ويخوضون تحولات حياتية مهمة.

وقال الباحثون: “تساعد سمات الشخصية التي تعززها التربية الحنونة، الشباب على مواجهة تحديات الحياة الحاسمة في هذه المرحلة التكوينية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *