كتب : نرمين ضيف الله


09:30 م


24/11/2025

في قلب الصحراء الأسترالية النائية، تقع بلدة “كوبر بيدي”، حيث اختار معظم سكانها العيش تحت الأرض هربًا من درجات الحرارة الحارقة التي قد تتجاوز 45 درجة مئوية.

ويستعرض “مصراوي” أبرز المعلومات عن تلك المدينة وفق ما جاء في موقع “Sofx”.

يعيش نحو 60٪ من سكان كوبر بيدي في منازل محفورة داخل صخور الحجر الرملي، تحميهم من حرارة السطح القاسية وتمنحهم درجات حرارة معتدلة وثابتة طوال العام.

ولا يقتصر هذا العالم السفلي على المساكن فقط، بل يمتد ليشمل مطاعم، ومتاجر، وكنائس محفورة تحت الأرض، أشهرها الكنيسة الأرثوذكسية الصربية التي تُعد من المعالم المميزة للمدينة.

فوائد اقتصادية وبيئية:

العيش تحت الأرض في “كوبر بيدي” ليس شيء مذهل فقط، بل خيارًا اقتصاديًا وبيئيًا أيضًا.

فبفضل العزل الطبيعي، لا يحتاج السكان إلى تشغيل أجهزة تكييف الهواء المكلفة، إذ تبقى درجة الحرارة الداخلية مستقرة على مدار العام.

كما بدأت بعض المنازل تُبنى باستخدام مصادر طاقة متجددة، ما يجعل هذه التجربة نموذجًا مستدامًا يُحتذى به في مدن أخرى تواجه ظروفًا مناخية مشابهة.

جذور تاريخية للحياة تحت الأرض

التاريخ يشهد على مدنٍ عريقة استلهمت فكرة الحياة في باطن الأرض، مثل مدينة ديرينكويو المفقودة في تركيا، ومساكن الكهوف في كابادوكيا، حيث لجأ الناس إلى باطن الأرض طلبًا للأمان من المناخ القاسي أو الحروب.

تُظهر هذه الأمثلة أن العيش تحت الأرض كان وسيلة للبقاء والتكيف مع تحديات الطبيعة، لا مجرد ابتكار هندسي معاصر.

الفخامة تحت الأرض

ورغم أن الهدف الأساسي من العيش تحت الأرض هو الحماية من الحرارة، إلا أن كوبر بيدي شهدت تطورًا لافتًا في تصاميم منازلها.

فإلى جانب المساكن البسيطة، ظهرت منازل فاخرة تضم أحواض سباحة وتصاميم داخلية أنيقة.

والأجمل أن بعض السكان يعثرون أحيانًا أثناء توسيع بيوتهم على أحجار الأوبال الثمينة، التي تشتهر بها المنطقة وهي من أهم مواردها الاقتصادية.

متى تم اكتشاف هذا الاختراع والعيش تحت الجبال

يُعتقد أن الجنود العائدين من خنادق فرنسا خلال الحرب العالمية الأولى هم من أدخلوا فكرة العيش تحت الأرض في منازل تُعرف عادةً باسم “المخابئ”.

وسرعان ما اكتشف عمال المناجم مزايا العيش تحت الأرض هربًا من حر الصيف وليالي الصحراء الباردة في الشتاء.

بغض النظر عن مدى قسوة المناخ، تحافظ الغرف الموجودة تحت الأرض على درجة حرارة مريحة ومتساوية تتراوح من 23 درجة مئوية إلى 25 درجة مئوية ليلاً ونهارًا على مدار العام.

وتُحفر معظم المنازل المجوفة في سفوح التلال بدلًا من حفرها من الآبار.

تربة سفح كوبر بيدي مستقرة بما يكفي للسماح بامتدادات أسقف ضخمة في الغرف، تمتد بعض المنازل الفخمة على مساحة تصل إلى 450 مترًا مربعًا تحت الأرض.

اقرأ أيضا:

نظارة بمليون ونصف.. هادية غالب تثير الجدل بسعر خيالي وصادم

أغرب 5 طيور على في العالم.. ألوان خيالية وتصرفات غير مألوفة

من 15 “ATM” مختلفة.. لص يسرق نفس البنك 38 مرة (فيديو)

دخلت موسوعة جينيس.. حكاية أول عازفة كمان بذراع اصطناعية (فيديو)

العمر مجرد رقم.. فيديو لسيدة مسنة تثير الجدل بقيادة دراجة نارية

شاركها.