منوعات

كاساس: الاتحاد العراقي يتلاعب بصورتي ويعاملني بشكل غير أخلاقي

وجه المدرب السابق للمنتخب العراقي الإسباني خيسوس كاساس اتهامات خطيرة للاتحاد العراقي لكرة القدم. ويقول إن الأخير “أضر بصورته” وعامله “بطريقة قذرة للغاية”.

وتحدث عن “حرب أهلية داخلية” داخل الاتحاد العراقي لكرة القدم، وأكد أن تجاربه مع “أسود الرافدين” “ستظل في ذاكرته إلى الأبد” حيث يترك وراءه “مستقبلاً سعيداً”.

ويأتي ذلك بعد أيام قليلة من إقالة كاساس من منصبه كمدرب للمنتخب العراقي.

وبرر الاتحاد العراقي لكرة القدم قراره بإنهاء عقد المدرب الإسباني ومساعديه بـ”الإخلال الجسيم بالالتزامات التعاقدية”، وذكر أن “الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أبلغ رسميا بذلك، مما يحفظ حقوق الاتحاد القانونية لدى الجهات المختصة”.

وجاء الطرد بعد خسارة العراق أمام فلسطين في التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2026، وهو ما حرمه من فرصة احتلال المركز الثاني في المجموعة الثانية.

وظل العراق في المركز الثالث برصيد 12 نقطة بفارق نقطة واحدة عن الأردن وأربع نقاط عن كوريا الجنوبية المتصدرة.

ويواجه العراق هذين الفريقين في مباراتيه الأخيرتين بالتصفيات المؤهلة لكأس العالم في يونيو/حزيران المقبل.

“أنا لا أشعر أنني بخير”

وأدلى كاساس بتصريحاته في مقابلة مع راديو ماركا ، فيما أشارت الصحيفة التي تحمل الاسم نفسه إلى أنه قاد العراق إلى لقب كأس الخليج 2023، وهو أول لقب كبير له منذ أكثر من عقد، وأنه حقق “حلم” التأهل لكأس العالم 2026 بعد ستة انتصارات في الجولة الأولى من التصفيات. وحقق العراق أيضاً “فوزاً تاريخياً” على اليابان في بطولة كأس آسيا الأخيرة.

وقالت الصحيفة إن “مغامرة” المدرب الإسباني في العراق “انتهت بشكل مفاجئ ومؤلم، وبطريقة مهينة لشخص لم يحقق النتائج فحسب، بل ترك أيضا بصمة دائمة على بنية وروح المنتخب الوطني”.

وفي حديثه لإذاعة ماركا من أمستردام، حيث يقضي عطلته مع عائلته، قال كاساس: “لا أشعر أنني على ما يرام. أنا منزعج رياضيًا ونفسيًا. لكن هذه هي كرة القدم، وعلينا أن نتجاوز الأمر”.

وأضاف: “أنا هادئ. ما حققناه كان ممتازًا، وآمل أن يأتي مشروع آخر في وقت ما. إن لم يكن الآن، فلاحقًا”.

لقد قاموا بإلغاء عقدي وهددوني بالوثائق الضريبية.

لم يفهم كاساس سبب إقالته، قائلاً: “كنا لا نزال في تصفيات كأس العالم، مع تبقي جولتين. من الناحية الرياضية، لم يكن ذلك منطقيًا. لكن هذه هي الثقافة السائدة في العراق: إذا خسرت مباراة واحدة، انهار كل شيء”.

بعد الهزيمة أمام فلسطين، عرض الاتحاد العراقي لكرة القدم على كاساس نيل “أقل من 8% من المبلغ المتفق عليه”، وفقًا لصحيفة ماركا، ونقلت عنه قوله: “عندما رفضنا، بدأ كل شيء. سرّبوا عقدي على مواقع التواصل الاجتماعي ولجميع وكالات الأنباء في البلاد. هددوني بوثائق ضريبية. والآن رفعوا دعوى قضائية ضدي بتهمة الإخلال بالعقد. الأمر برمته قذر للغاية. أعتقد أن هذا سيتضح عندما أصل إلى الفيفا، ولكن في هذه الأثناء… الوضع ليس مريحًا”.

وذكرت الصحيفة أن المدرب الإسباني رفض عرضا من كوريا الجنوبية لمواصلة مهمته في العراق. وقال “علاقتنا مع الاتحاد والجماهير كانت حقيقية”. “لهذا السبب يؤلمنا أكثر. كنا نأمل أن يكون العلاج مختلفًا.”

وتحدث عن “حرب أهلية داخلية” داخل الاتحاد العراقي، مضيفًا: “لكلٍّ مصالحه وأجنداته الخاصة. الضغط هائل، ومن الصعب جدًا إنجاز الأمور في ظل هذا الضغط. إنهم يلعبون لعبة قذرة ويشوهون صورتي في منطقة الخليج. لكنني آمل أن يتغير الوضع”.

“أتلقى رسائل عميقة جدًا.”

اشتكى كاساس من ظروف العمل: “هناك، يُمكن لمدرب أن يُدير ثلاثة فرق في موسم واحد. المدربون يتغيرون باستمرار. أي شخص يخسر مباراة يُطرد. لا ينظرون إلى السياق، أو ما أنجزته سابقًا، أو الترتيب، بل إلى النتيجة المباشرة. عندما حاولوا فرض هذه الشروط المالية عليّ ورفضتُها، بدأت الحرب القذرة”.

وأضاف: “كان التواصل مع الجمهور ممتازًا. ما زلت أتلقى رسائل، بعضها عميق جدًا. يقولون لي: بلدنا لا يستحقنا. إنهم يفهمون الوضع السابق وما تركناه خلفنا. ليس فقط النتائج، بل أيضًا المنهجية والهيكل واستقطاب المواهب”.

“تجربة ستبقى معي إلى الأبد.”

وأشارت “ماركا” إلى أن كاساس وفريقه نجحوا في استقطاب لاعبين شباب يحملون جنسية مزدوجة إلى العراق وإقناع اللاعبين الذين أنهوا مسيرتهم المهنية لأنهم لم يعودوا يرغبون في البقاء في البلاد بالعودة إلى المنتخب الوطني.

ونقل عن المدرب قوله “كل هذا يبقى كما هو”. واللاعبون وكثيرون غيرهم في كرة القدم العراقية يعرفون ذلك. لكن الرئيس والمقربين منه لا يكترثون لهذا الأمر على الإطلاق. هذا هو الشيء الأكثر حزنا في الأمر.

وأكد أنه أمضى “عامين ونصفًا في هذه المهمة”، مضيفًا: “كانت تجربة رائعة على الصعيدين الشخصي والرياضي. تعلمنا ثقافة مختلفة وموقفًا مختلفًا تجاه الحياة وكرة القدم. ستبقى هذه التجربة في ذاكرتي إلى الأبد”.

وتابع: “الوقت كفيلٌ بأن يرشدنا جميعًا إلى الطريق الصحيح. لقد بذلنا قصارى جهدنا. لم نكتفِ بلعب كرة القدم، بل تركنا خلفنا مستقبلًا زاهرًا”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *