أثارت تقارير عن ظهور تمساح في محافظة الشرقية بدلتا مصر حالة من القلق بين السكان المحليين. وتوالت الأخبار على وسائل التواصل الاجتماعي حول مشاهدات مماثلة في مصارف أخرى بالمحافظة، مما دفع السلطات لاتخاذ إجراءات للتحقق من الأمر. يأتي هذا بعد الإعلان عن اصطياد تمساح صغير في نفس المنطقة قبل أيام.
وتساءل المواطنون عن كيفية وصول هذه الحيوانات إلى دلتا مصر، حيث أن التماسيح عادة ما تعيش في بيئات مائية عذبة مثل بحيرة ناصر. وقد أكدت وزارة البيئة المصرية أنها تتخذ الإجراءات اللازمة لرصد الوضع والتعامل معه.
ظهور التماسيح في الدلتا: أسباب وحقائق حول التمساح
أعلنت وزارة البيئة المصرية مؤخرًا عن نجاحها في اصطياد تمساح صغير في مصرف بلبيس العمومي بمحافظة الشرقية. وتبين أن التمساح يبلغ طوله حوالي 25 سنتيمترًا، وهو من النوع النيلي، ويُعتقد أنه لا يتجاوز عامين من العمر. وستتخذ الوزارة الإجراءات القانونية اللازمة لإعادة التمساح إلى بيئته الطبيعية في بحيرة ناصر.
يرى الدكتور خالد عياد، الأستاذ في مركز البحوث الزراعية، أن ظهور التماسيح في الدلتا هو أمر نادر، وغالبًا ما يتعلق بصغار التماسيح التي لم تنمو بعد. وأضاف أن هذه المشاهدات لا تدعو إلى الذعر، مشيرًا إلى أن التماسيح ليست من الحيوانات التي تفترس البشر بشكل عام.
الفرق بين أنواع التماسيح
أوضح الدكتور عياد أن هناك نوعين رئيسيين من التماسيح: “الإليجيتور” و “الكروكودايل”. الإليجيتور يميل إلى الابتعاد عن البشر، بينما الكروكودايل قد يكون أكثر دفاعية. في حالة ظهور تمساح كبير، قد يكون وصل من نهر النيل خلال الفيضانات، لكنه سيواجه صعوبة في البقاء على قيد الحياة في الدلتا بسبب الظروف البيئية.
تشير دراسات وزارة البيئة إلى أن عدد التماسيح في بحيرة ناصر يتراوح بين ألف و 30 ألف تمساح، وهي تعتبر من الحيوانات المعرضة للانقراض والمحمية بموجب اتفاقيات دولية. ومع ذلك، هناك تباين في تقديرات الأعداد بين المسوحات المختلفة.
من جهته، يرى حسين أبو صدام، نقيب الفلاحين والخبير الزراعي، أن ظهور التماسيح في الدلتا قد يكون نتيجة لتربية بعض الأفراد لهذه الحيوانات بشكل غير قانوني ثم التخلص منها في المصارف. وأكد أن وزارتي البيئة والتنمية المحلية تعملان على تمشيط الترع والمصارف للبحث عن أي تماسيح أخرى.
واستبعد أبو صدام أن تكون التماسيح قد وصلت من بحيرة ناصر، نظرًا لأن مياه الصرف الزراعي لا تناسب بيئة التماسيح النيلية، بالإضافة إلى وجود حواجز في السد العالي تمنع مرورها. وتشير التقديرات إلى أن التماسيح في بحيرة ناصر تعيش في المياه العذبة ولا يمكنها تحمل ملوحة مياه الصرف.
الجهود الحكومية ومخاوف السكان
تتواصل جهود وزارة البيئة المصرية في رصد ومتابعة أي تقارير جديدة عن ظهور التمساح في الدلتا. وتقوم فرق متخصصة بتمشيط المناطق المحتملة للبحث عن أي حيوانات أخرى واتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان سلامة السكان. وتشمل هذه الإجراءات توعية المواطنين بكيفية التعامل مع التماسيح في حالة مشاهدتها.
بالإضافة إلى ذلك، هناك تعاون بين وزارة البيئة ووزارة التنمية المحلية لتحديد مصادر هذه التماسيح واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد أي ممارسات غير قانونية تتعلق بتربيتها أو التخلص منها. وتشمل هذه الإجراءات فرض غرامات وعقوبات على المخالفين.
لا يزال السكان المحليون في الشرقية يشعرون بالقلق إزاء هذه التقارير، ويطالبون بتكثيف الجهود الحكومية لضمان عدم وجود أي تماسيح أخرى في المنطقة. ويؤكدون على أهمية توعية المواطنين بكيفية حماية أنفسهم وأطفالهم من أي مخاطر محتملة.
من المتوقع أن تستمر وزارة البيئة في جهودها لرصد الوضع وتقييم المخاطر المحتملة. وستقوم بنشر نتائج المسوحات والتحقيقات التي تجريها على الملأ. ويجب على السكان المحليين التعاون مع السلطات والإبلاغ عن أي مشاهدات جديدة لضمان التعامل مع الوضع بشكل فعال. كما يجب مراقبة أي تغييرات في أعداد التمساح في بحيرة ناصر لتقييم تأثير العوامل البيئية والتغيرات المناخية على هذا النوع المهدد بالانقراض.
