في السنوات الأخيرة شهد عالم تداول الفوركس ثورة من خلال إدخال العملات المشفرة، خاصة بعد اكتساب العملات الرقمية مثل البيتكوين والإيثريوم شعبية هائلة وأصبحت خيارًا استثماريًا جذابًا للعديد من المتداولين، ونتيجة لذلك، شهد سوق الفوركس ارتفاعًا كبيرًا في تداول العملات المشفرة، في هذه المقالة، سوف نتعمق في أساسيات تداول العملات الأجنبية ونستكشف سبب تحولها إلى وسيلة استثمارية رائجة.
ما الأسباب التي أدت إلى صعود العملات المشفرة في سوق تداول العملات الأجنبية؟
العملات المشفرة هي عملات رقمية لا مركزية تستخدم التشفير للأمان وتعمل على تقنية تسمى البلوكشين، وهي على عكس العملات التقليدية مثل الدولار الأمريكي أو اليورو لا يتم إصدارها أو تنظيمها من قبل أي سلطة مركزية مثل الحكومة أو البنوك المركزية، تمنح هذه الطبيعة اللامركزية للعملات المشفرة مزايا معينة مثل الشفافية والأمان والقدرة على تجاوز المؤسسات المالية التقليدية.
أما سوق تداول الفوركس المعروف أيضًا باسم سوق الصرف الأجنبي هو أكبر الأسواق المالية وأكثرها سيولة في العالم، وهو ينطوي على شراء وبيع العملات بهدف تحقيق الربح من التقلبات في أسعار صرفها، تقليديا، كان تداول العملات الأجنبية يقتصر على تداول العملات الورقية مثل الدولار الأمريكي واليورو والين الياباني، ومع ذلك، مع ظهور العملات الرقمية أصبح لدى المتداولين الآن فرصة للتداول بالعملات الرقمية أيضًا.
أحد الأسباب الرئيسية التي جعلت تداول العملات المشفرة يكتسب شعبية هو إمكانية تحقيق عوائد عالية، حيث تشتهر العملات المشفرة بتقلباتها، وغالبًا ما تشهد الأسعار تقلبات حادة في فترة زمنية قصيرة، يوفر هذا التقلب للمتداولين فرصًا مربحة لتحقيق الأرباح، ومع ذلك، من المهم أن ندرك أنه مع ارتفاع العائدات تأتي المخاطر العالية، يتميز سوق العملات المشفرة بالمضاربة إلى حد كبير ويمكن أن يتعرض لتقلبات مفاجئة ودراماتيكية في الأسعار، لذلك، من الضروري أن يكون لدى المتداولين فهم شامل لديناميكيات السوق واستراتيجيات إدارة المخاطر قبل الانخراط في تداول العملات الأجنبية.
هناك عامل آخر يساهم في صعود تداول العملات المشفرة في سوق الفوركس وهو القبول المتزايد للعملات المشفرة واعتمادها، على مر السنين، اكتسبت العملات المشفرة اعترافًا وقبولًا سائدًا كطريقة مشروعة للدفع، وبدأت الشركات الكبرى بما في ذلك شركة ميكروسوفت وباي بال وتسلا في قبول العملات المشفرة كوسيلة للمعاملات، وقد أدى هذا القبول المتزايد إلى غرس الثقة في المتداولين مما أدى إلى زيادة الاهتمام والمشاركة في تداول العملات.
علاوة على ذلك، فإن التقدم التكنولوجي جعل تداول العملات الأجنبية في متناول جميع المتداولين، في الماضي، كان التداول في سوق الفوركس يقتصر في الغالب على المستثمرين المؤسسيين والمؤسسات المالية الكبيرة، ومع ذلك، مع ظهور منصات التداول عبر الإنترنت وبورصات العملات المشفرة، يمكن للأفراد الآن تداول العملات المشفرة بسهولة إلى جانب العملات الورقية التقليدية، توفر هذه المنصات للمتداولين الأدوات والموارد اللازمة لتحليل السوق وتنفيذ الصفقات وإدارة محافظهم الاستثمارية.
لقد أدى صعود تداول العملات المشفرة في العملات الأجنبية إلى تحويل مشهد سوق الفوركس، فمع تزايد شعبية وقبول العملات الرقمية أصبح لدى المتداولين الآن الفرصة لتنويع محافظهم الاستثمارية والاستفادة من تقلبات العملات الرقمية، ومع ذلك، من المهم التعامل مع تداول العملات المشفرة بحذر وإجراء بحث شامل قبل الاستثمار، كما يجب أن يكون لدى المتداولين فهم قوي لديناميكيات السوق واستراتيجيات إدارة المخاطر والتكنولوجيا الكامنة وراء العملات المشفرة، ومن خلال القيام بذلك، يمكن للمتداولين التنقل في هذا السوق المثير والمتطور وربما جني ثمار تداول العملات.
العوامل التي يجب مراعاتها عند الاختيار بين الاثنين
عند الاختيار بين تداول العملات المشفرة وتداول العملات الأجنبية، هناك العديد من العوامل التي يجب على المتداولين مراعاتها.
1 .تحمل المخاطر: يعد كل من تداول العملات المشفرة وتداول العملات الأجنبية من الخيارات الاستثمارية عالية المخاطر، ولكن تداول العملات المشفرة يعتبر بشكل عام أكثر خطورة بسبب التقلبات العالية ونقص التنظيم، يجب على المتداولين تقييم قدرتهم على تحمل المخاطر واختيار السوق الذي يتوافق مع ملف تعريف المخاطر الخاص بهم.
2 .معرفة السوق: يجب على المتداولين فهم السوق الذي يهتمون بالتداول فيه، فتداول العملات الأجنبية يتطلب معرفة بالاقتصاد والسياسة العالمية، بينما يتطلب تداول العملات المشفرة فهمًا عميقًا لتقنية البلوكشين وسوق التشفير.
3 .أسلوب التداول: يجب على المتداولين أيضًا مراعاة أسلوب التداول الخاص بهم عند الاختيار بين السوقين، غالبًا ما يرتبط تداول العملات المشفرة بتداول المضاربة قصير المدى، بينما يوفر تداول الفوركس فرصًا للتداول على المدى القصير والطويل.
4 .التنظيم: سوق الفوركس منظم للغاية، في حين أن سوق العملات المشفرة غير منظم إلى حد كبير، لهذا يجب على المتداولين مراعاة البيئة التنظيمية عند تحديد السوق الذي سيتداولون فيه.
أيهم أفضل بالنسبة لك؟
يوفر كل من تداول العملات المشفرة والعملات الأجنبية فرصًا فريدة للمتداولين للاستفادة من تقلبات السوق المحتملة، ومع ذلك، فإنها تأتي مع مجموعة المخاطر والفرص الخاصة بهم، لذلك يجب على المتداولين التفكير بعناية في أهدافهم الاستثمارية وقدرتهم على تحمل المخاطر ومعرفة السوق قبل تحديد السوق الذي سيتداولون فيه.
يعد تداول العملات المشفرة خيارًا استثماريًا عالي المخاطر وعالي المكافأة ويتطلب فهمًا عميقًا لتقنية البلوكشين، من ناحية أخرى، يعد تداول العملات الأجنبية خيارًا استثماريًا أكثر استقرارًا وأكثر قابلية للتنبؤ به ويتطلب معرفة بالاقتصاد والسياسة العالمية.
يمكن للمتداولين الذين يتبعون أفضل الممارسات ويحافظون على نهج منضبط في التداول أن يستفيدوا من كلا السوقين، من خلال تقييم درجة تحملهم للمخاطر وأهدافهم الاستثمارية وأسلوب التداول، وبالتالي يمكنهم من اتخاذ قرارات مستنيرة تتماشى مع أهدافهم الاستثمارية.
