أعرب الفنان المصري سامي مغاوري عن سعادته بمشاركته في العديد من الأعمال الدرامية والسينمائية مؤخراً، مؤكداً على أهمية الرسائل التي تحملها هذه الأعمال. وأشار مغاوري، في حواره مع “الشرق الأوسط”، إلى أن تجربته في مسلسل “منتهي الصلاحية” كانت مميزة، كما تحدث عن دوره المثير للجدل في فيلم “إن غاب القط”، وأعرب عن حزنه من قلة الأدوار المهمة المكتوبة للممثلين الكبار في الدراما الحديثة، مؤكداً على أن فنانين كبار مثل جيله تعرضوا للظلم بسبب قلة الفرص.
وتطرق مغاوري إلى مشاركته في الجزء الخامس من مسلسل “اللعبة”، ووصفه بأنه يحمل العديد من المفاجآت والاختلافات عن الأجزاء السابقة. كما دافع عن قبوله أدوار “ضيف الشرف” في العديد من الإنتاجات، معتبراً أنها تعكس طريقة الإنتاج الدرامي الحالية التي تركز على الأبطال الرئيسيين.
سامي مغاوري يتحدث عن تجربته الفنية
أكد سامي مغاوري أنه بذل جهداً كبيراً في تجسيد شخصية “اللواء عصام قطب” في فيلم “أحمد وأحمد”، سعياً لتقديم أداء مميز ومختلف عن النمط المألوف. وأضاف أن تشجيع كل من أحمد السقا وأحمد فهمي والمخرج أحمد نادر جلال كان له دور كبير في قبوله هذا الدور. وبين مغاوري أن العمل مع الممثلين الشباب يمنحه حيوية ودافعًا لتقديم أفضل ما لديه.
وفيما يتعلق بفيلم “إن غاب القط”، أوضح أن هذه التجربة هي الثانية له مع المخرجة سارة نوح بعد فيلم “أعز الولد”. وأشار إلى أن شخصيته في الفيلم، على الرغم من محدودية المساحة المخصصة لها، تحمل الكثير من الغموض والإثارة، حيث يدور حوله الشك باعتباره الشخص المسؤول عن سرقة لوحة فنية مشهورة.
الظلم الفني للفنانين الكبار
عبر الفنان سامي مغاوري عن أسفه لعدم وجود مساحة كافية للأدوار القوية التي تناسب الممثلين المخضرمين في الأعمال الدرامية الجديدة. وأضاف أن التركيز غالباً ما يكون على النجوم الصاعدين، مما يهمش دور الفنانين الكبار ويقلل من فرص مشاركتهم في أعمال ذات تأثير. لكنه يؤكد أن الأهم بالنسبة له هو تأثير الدور على سير الأحداث الدرامية بغض النظر عن مساحته.
كما تحدث مغاوري عن حبه وشغفه بالمسرح، حيث قدم أكثر من 104 مسرحية على مدار مسيرته الفنية. بعد إحالته إلى المعاش في عام 2011، استمر في العمل في المسرح الخاص، وقدم عروضاً ناجحة مثل “كازانوفل” و”السندباد” و”اللمبي في الجاهلية” و”أنستونا” و”مكسرة الدنيا”. ويعتز بمسرحيات أخرى قديمة مثل “زكي في الوزارة” و”أهلاً يا بكوات” و”جواز على ورق طلاق”.
تأثير المخرجين والجيل القديم
وأشاد سامي مغاوري بالمخرج المسرحي سمير العصفوري، واصفاً إياه بأحد أهم المخرجين الذين ساهموا في تطوير موهبته الكوميدية. وأشار إلى أن العصفوري اكتشف لديه حس الفكاهة بعد أن قدمه في أدوار جادة في بداية مسيرته الفنية. وبعد ظهور جيل من الممثلين الكوميديين البارزين مثل محمد هنيدي وأحمد حلمي ومحمد سعد، اتجه مغاوري إلى تقديم الأعمال الكوميدية.
كما حكى مغاوري عن موقف صعب واجهه مع النجمة الكبيرة سعاد حسني، التي رفضت في البداية وجوده في فيلم “حب في الزنزانة”. لكن مخرج الفيلم، محمد فاضل، أصر على مشاركته، وبعد أن قدم مشهده الأول، اعتذرت له سعاد حسني، معربة عن إعجابها بأدائه. كما اعتبر الفنان الراحل نور الشريف أهم شخصية فنية في حياته، مشيراً إلى أنه تعلم منه الكثير في فيلمي “البحث عن سيد مرزوق” و”دماء على الأسفلت” وفي مسلسل “عائلة الحاج متولي”.
واختتم سامي مغاوري حديثه بالتأكيد على أن فنانين كباراً من جيله تعرضوا للظلم من خلال قلة ظهورهم في الإعلام والفرص التي أتيحت لهم. وأشار إلى أن بعض الممثلين الذين لا يرتقون إلى مستوى الطموح قد وصلوا إلى مكانة كان من المفترض أن يحتلها فنانون أكثر موهبة وتجارب. ويرى مغاوري أن طريقة كتابة الأعمال الدرامية تغيرت، حيث كان في السابق يتم تسليم السيناريو كاملاً إلى المخرج لتوزيع الأدوار، بينما أصبح الآن يتم تسليم الأدوار عبر تطبيقات المراسلة.
من المتوقع أن يستمر الفنان سامي مغاوري في تقديم أعمال فنية متنوعة، وأن يظل صوتاً مهماً في الوسط الفني المصري. ومع ذلك، يبقى مستقبل الأدوار المخصصة للفنانين الكبار في الدراما العربية غير واضح، ويتطلب الأمر جهوداً لضمان حصولهم على فرص عادلة تليق بمسيرتهم الفنية الطويلة.
