خطة إسرائيلية لإفراغ شمال غزة: مساعدات إنسانية مشروطة بالنزوح إلى رفح

خطة إسرائيلية لإفراغ شمال غزة: مساعدات إنسانية مشروطة بالنزوح إلى رفح
خطة إسرائيلية لإفراغ شمال غزة: مساعدات إنسانية مشروطة بالنزوح إلى رفح في تطور لافت يعكس أبعادًا إنسانية وسياسية معقّدة، كشفت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن ملامح خطة تهدف إلى تسريع تفريغ شمال قطاع غزة من سكانه، تحت غطاء توزيع المساعدات الإنسانية. الخطة الجديدة، التي طرحت تحت مظلة تنظيم وصول الإغاثة، تقضي بحصر توزيع المساعدات في مناطق جنوب القطاع، وتحديداً في محيط رفح، وهو ما يفتح باب واسع للتساؤل حول الأهداف الحقيقية من ورائها. بحسب ما ورد، فإن المساعدات لن توزع على سكان شمال غزة أو المناطق الوسطى، بل ستكون متاحة فقط في نطاق المنطقة الخاضعة لسيطرة الجيش الإسرائيلي بين محوري موراج وفيلادلفيا. ويُفهم من ذلك أن الخطة تسعى ضمني إلى دفع آلاف الفلسطينيين للنزوح من شمال القطاع نحو الجنوب، في ظل ظروف إنسانية خانقة، ونقص حاد في الغذاء والمياه والمأوى. وجود عسكري وتغييرات ديموغرافية محتملة في الوقت نفسه، تستعد القوات الإسرائيلية للبقاء في شمال القطاع، وتحديداً في منطقة جباليا، لفترة تمتد ما بين 60 إلى 90 يوم. وخلال هذه الفترة، ستنفذ عمليات مكثفة توصف بأنها “تطهير أمني” للمنطقة، ما يرسخ من احتمالات تحويل شمال غزة إلى منطقة عسكرية مغلقة بشكل دائم، ضمن ما يُعرف إعلاميًا بعربات جدعون. المثير للانتباه أن تنفيذ هذه الخطة سيتم بالتعاون مع شركة أمريكية خاصة، ستكون مسؤولة عن إيصال المساعدات خلال المرحلة التجريبية الأولى، والتي خصص لها تمويل يقدر بما بين 50 و60 مليون دولار. هذا التعاون يعزز الشكوك حول نوايا الخطة، ومدى ارتباطها بتغييرات ديموغرافية محتملة. وتثير هذه التحركات الإسرائيلية قلق بالغ في الأوساط الحقوقية والإنسانية، إذ يرى مراقبون أن ما يجري يمثل سياسة تهجير قسري ممنهجة، يُستخدم فيها سلاح الغذاء والمساعدات لتحقيق أهداف عسكرية واستراتيجية. في حين تطالب منظمات دولية بضرورة ضمان وصول المساعدات إلى جميع مناطق القطاع دون قيد أو شرط، ووقف أي مساع ترمي إلى تغيير الواقع السكاني القائم. في ظل هذه المعطيات، يبقى السؤال الأهم: هل العالم مستعد للوقوف أمام محاولات فرض واقع جديد في غزة بالقوة وتحت غطاء إنساني؟ الأيام القادمة وحدها كفيلة بالإجابة
ضرورري انضمام ع تلجرام مساعدات القطاع اضغط هنا