مع انطلاق امتحانات الثانوية العامة (التوجيهي) في قطاع غزة، واجه آلاف الطلاب أزمة حقيقية بسبب تعطل تطبيق “Tawjihi”، وهو المنصة الإلكترونية اللي خصصتها وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية لتقديم الامتحانات عن بُعد.
ما هو تطبيق “Tawjihi”؟
تطبيق Tawjihi أطلقته الوزارة كخطوة جديدة نحو “التحول الرقمي” في التعليم، وبيهدف لتسهيل عملية التسجيل وتقديم الامتحانات إلكترونيًا بدل الطرق التقليدية.
أهم وظائف التطبيق:
- تسجيل بيانات الطالب وربطها برقم الهوية.
- رفع الوثائق مثل صورة الهوية والصورة الشخصية.
- استخدام تقنية المصادقة الثنائية (التقاط صورة سيلفي عبر الكاميرا للتحقق من الهوية).
- عرض قائمة الامتحانات المخصصة لكل طالب.
- تقديم الامتحان بشكل مباشر داخل التطبيق.
- التقاط صور دورية أثناء الامتحان وتفعيل تقنية التعرف على الوجه لمنع الغش.
أعطال مفاجئة تربك الامتحانات
رغم هذه الميزات، إلا أن اليوم الأول من الامتحانات شهد انهيار واضح في عمل التطبيق. معظم الطلاب أكدوا عبر منصات التواصل الاجتماعي أن التطبيق لم يفتح معهم إطلاقًا، والبعض الآخر واجه مشاكل في إدخال كلمة المرور أو إرسال الإجابات.
إحدى الطالبات كتبت: “الأيقونة ظهرت بس بنحط كلمة المرور بحكيلنا يوجد خطأ”، فيما قال طالب آخر: “أنا بالاول فتح معايا وقدمت بس ما رضي يسلم وبعد 25 دقيقة طلعني من الصفحة”.
غضب وسخرية بين الطلاب والأهالي
ردود الفعل ما كانتش عادية؛ حالة الغضب كانت طاغية، وفيه طلاب وأهالي وصفوا الموقف بأنه “فشل” و”مسخرة”.
- طالب كتب: “خلصونا بدنا ندرس أحياء”.
- أم علّقت: “اذا الوزارة مش عارفه تعمل التطبيق وهما مش فحرب احنا كيف بدنا انقدموا”.
- بينما لجأ آخرون للسخرية، فكتب طالب: “خلص شحن جوالي بدي ابعثه على الشاحن ويقدموا هما الامتحان عني”.
مطالب بتأجيل الامتحانات
مع تزايد الأعطال وتعذر دخول أغلب الطلاب، بدأت تتصاعد دعوات لتأجيل الامتحان. بعض الأهالي كتبوا أن الامتحان “تأجل فعليًا بسبب مشاكل البرنامج”، بينما ناشد آخرون الوزارة رسميًا بتأجيل الموعد القادم حتى حل الأزمة.
أين تكمن المشكلة؟
الوزارة صممت التطبيق ليكون مؤمّن باستخدام الكاميرا وتقنية التحقق من الوجه، لكن يبدو إن ضغط المستخدمين الكبير والخلل التقني في البنية التحتية للتطبيق أدى لانهياره. وده يفتح الباب لتساؤلات جدية حول:
- هل تمت تجربة التطبيق بشكل كافٍ قبل إطلاقه؟
- هل البنية التحتية في غزة تتحمل مثل هالضغط التقني الكبير؟
- هل الطلاب هم الضحية الوحيدة لفشل الوزارة في الاستعداد الفني؟
وختامًا
فكرة تحويل امتحانات التوجيهي إلى إلكترونية عبر تطبيق “Tawjihi” خطوة متطورة ومهمة لمواكبة العصر، لكن التطبيق العملي أظهر فجوة ضخمة بين النظرية والواقع.
الطلاب اليوم بين نارين: ضغط الامتحان نفسه، وتعقيد الأعطال التقنية اللي بتزيد من توترهم وتفقدهم الثقة بالمنظومة التعليمية.
وإذا الوزارة لم تستطع توفر بيئة رقمية آمنة ومستقرة، يبقى الحل الوحيد هو إعادة التفكير في آلية التطبيق، وتأجيل الامتحانات لحد ما تكون المنصة جاهزة فعلًا، لأن مستقبل آلاف الطلبة مش مجال للتجربة.