خيَّمت حالة من الحزن على الأوساط الفنية في مصر، السبت، برحيل الفنانة القديرة سمية الألفي. توفيت الفنانة بعد معاناة مع المرض عن عمر يناهز 72 عاماً، مما أثار صدمة وحزناً بالغين لدى محبيها وزملائها، خصوصاً بعد ظهورها مؤخراً في كواليس تصوير فيلم “سفاح التجمع” الذي يلعب فيه نجلها أحمد الفيشاوي دوراً رئيسياً.

وُري جثمان الفقيدة الثرى في مقابر العائلة وسط حضور محدود من الأصدقاء والأقارب، بسبب غياب نجلها أحمد الفيشاوي الذي يتواجد حالياً خارج البلاد. من المقرر إقامة مراسم العزاء مساء الاثنين في مسجد عمر مكرم بوسط القاهرة، وفقاً لما أعلنت عنه نقابة الممثلين.

رحيل سمية الألفي وصدمة الوسط الفني

أعرب وزير الثقافة المصري أحمد فؤاد هنو عن بالغ حزنه لرحيل الفنانة سمية الألفي، مشيداً بمسيرتها الفنية المتميزة وإسهاماتها القيمة في إثراء المشهد الفني المصري. وأكد الوزير أن الفنانة الراحلة تركت بصمةً خاصةً في قلوب الجمهور من خلال أدوارها المتنوعة. وقد عكست الأدوار التي قدمتها الفنانة الراحلة جوانب مختلفة من المجتمع المصري، ومنها المرأة المصرية وتطور دورها عبر الزمن.

ولدت سمية يوسف أحمد الألفي في 23 يوليو 1953 بمحافظة الشرقية. تلقت تعليمها في كلية الآداب بجامعة القاهرة، قسم علم الاجتماع. بدأت مسيرتها الفنية في سبعينيات القرن الماضي من خلال المسرح، قبل أن تنتقل إلى التلفزيون، حيث قدمت عدداً كبيراً من الأعمال الدرامية المتنوعة.

بداية المسيرة الفنية وتألقها في الدراما

كانت مشاركة سمية الألفي في المسلسل التلفزيوني الشهير “ليالي الحلمية” نقطة تحول في مسيرتها المهنية. حيث تجسدت في شخصية “البرنسيسة نورهان” التي قدمت نموذجاً فريداً للمرأة الأرستقراطية في زمن التغيرات الاجتماعية. بالإضافة إلى ذلك، تألقت الفنانة في العديد من الأعمال الدرامية الأخرى، بما في ذلك مسلسل “الراية البيضاء”.

الحياة المهنية لـسمية الألفي شهدت فترات من الغياب عن الأضواء في السنوات الأخيرة، حيث فضلت الابتعاد عن المجال الفني بسبب بعض المشكلات الصحية. ومع ذلك، ظلت حاضرة في ذاكرة الجمهور من خلال أعمالها المميزة التي قدمتها على مدار مسيرتها.

على الصعيد الشخصي، تزوجت سمية الألفي من الفنان الراحل فاروق الفيشاوي، وأنجبت منه ولديها أحمد وعمر. بعد الانفصال، تزوجت من الملحن مودي الإمام، ثم المخرج جمال عبد الحميد، والفنان مدحت صالح، ولكن هذه الزيجات لم تدم طويلاً.

وقفت سمية الألفي إلى جانب زوجها السابق، فاروق الفيشاوي، خلال فترة معاناته مع مرض السرطان، وكانت خير سند وعون له في رحلة العلاج، حيث وصفته في تصريحات صحفية سابقة بأنه “حب حياتها”.

تفاعل الفنانين والنقاد مع خبر الوفاة

تلقى خبر وفاة سمية الألفي موجة من الحزن والتعاطف من قبل العديد من الفنانين والنقاد وجمهورها. حيث نعى الفنان إدوارد والاعلامية وفاء الكيلاني والناقد طارق الشناوي الفقيدة عبر حساباتهم الرسمية على وسائل التواصل الاجتماعي، وقدموا خالص العزاء لأسرتها ونجليها.

وفي تصريح خاص لـ “الشرق الأوسط”، قالت الناقدة ماجدة خير الله: “إن مسيرة سمية الألفي لم تكن طويلة من الناحية الزمنية، وكان لديها القدرة على الاستمرار لفترة أطول، لكنها فضّلت الانسحاب والابتعاد لأسباب شخصية”. وأضافت أن الفنانة الراحلة قدمت أدواراً جيدة ومؤثرة، لكنها لم تحصل على فرص البطولة التي تستحقها.

من جانبه، أكد الناقد الفني أحمد سعد الدين لـ “الشرق الأوسط” أن سمية الألفي حافظت منذ نهاية السبعينات على خط فني واضح، تمثل في أدائها للشخصيات الجادة أو ما يعرف بـ”الهانم”، وهو الخط الذي برز في العديد من أعمالها التلفزيونية، مثل “ليالي الحلمية” و”الراية البيضاء”. وأشار إلى أن الأخيرة منحتها فرصة لإظهار موهبتها بشكل أكبر، بفضل التحولات التي مرت بها الشخصية والمساحة الكبيرة التي شغلتها في الأحداث.

وأضاف سعد الدين أن الفنانة الراحلة قدمت أدواراً مميزة في أعمال أخرى مثل “العطار والسبع بنات” مع نور الشريف، ولم تتردد في تقمص أدواراً لشخصيات في مراحل عمرية متقدمة. وأوضح أن مسيرتها الفنية اتسمت بالدقة في اختيار الأدوار المناسبة.

من المتوقع أن يظل ذكر الفنانة سمية الألفي حاضراً في الذاكرة الجماعية للجمهور المصري، وأن تظل أعمالها الدرامية من الأعمال المميزة التي يتم عرضها وتداولها عبر وسائل الإعلام المختلفة. وسيتم تذكرها كواحدة من الفنانات اللاتي قدمن إضافات حقيقية للدراما المصرية.

شاركها.