قالت الممثلة الفلسطينية كلارا خوري إنها انجذبت بشدة إلى شخصية “نادية” في الفيلم الأردني “غرق” بسبب تصويره العميق لتحديات الأمومة والضغوط النفسية التي تواجهها المرأة في المجتمعات العربية. الفيلم، الذي حصد جوائز في عدة مهرجانات سينمائية، يقدم نظرة مؤثرة على قصة أم تكافح مع مرض ابنها العقلي وتداعياته على حياتها العائلية.
شارك فيلم “غرق” في مهرجان البحر الأحمر السينمائي ومهرجان قرطاج السينمائي ومهرجان تورونتو ومهرجان لندن السينمائي، مما يعكس الاهتمام المتزايد بقضايا الصحة النفسية في السينما العربية. وتناولت خوري في حديثها أهمية تجسيد هذه القصص وتقديمها بصدق وواقعية.
كلارا خوري تتحدث عن دورها في فيلم “غرق”
أعربت كلارا خوري عن سعادتها بالمشاركة في فيلم “غرق”، مشيرة إلى أن السيناريو جذبها لعمقه وتعقيده، وتقديمه لشخصية امرأة بعيدة عن النمطية. وأضافت أنها حرصت على فهم دوافع الشخصية ومشاعرها، دون الخوض في تفاصيل المرض النفسي بشكل مسبق، للحفاظ على تلقائيتها في الأداء.
تحديات تجسيد شخصية “نادية”
أشارت خوري إلى أن تجسيد شخصية “نادية” كان تحديًا كبيرًا، نظرًا للضغوط النفسية والاجتماعية التي تعاني منها. وأوضحت أن الفيلم يسلط الضوء على التوقعات المجتمعية من المرأة بعد الزواج والإنجاب، وكيف يمكن أن يؤدي ذلك إلى فقدانها لطموحاتها وأحلامها. كما أكدت على أهمية تصوير حالة الإنكار التي تعيشها الشخصية، وكيف تؤثر على علاقتها بابنها وبمن حولها.
وأضافت خوري أن الفيلم يقدم صورة واقعية للعلاقة بين الأم وابنها، وكيف يمكن أن تتأثر هذه العلاقة بالمرض النفسي. وأعربت عن تقديرها للمخرجة زين دريعي، التي أتاحت لها المساحة للتعبير عن مشاعر الشخصية بصدق وعفوية.
فيلم “غرق” لا يركز فقط على معاناة الأم، بل يسلط الضوء أيضًا على التحديات التي يواجهها الأبناء الذين يعانون من أمراض نفسية، وكيف يمكن للمجتمع أن يتعامل مع هذه القضايا بحساسية وتفهم. ويقدم الفيلم رسالة قوية حول أهمية دعم المرضى النفسيين وأسرهم.
أهمية تناول قضايا الصحة النفسية في السينما العربية
تعتبر كلارا خوري أن تناول قضايا الصحة النفسية في السينما العربية أمر ضروري ومهم، نظرًا للوصمة الاجتماعية التي لا تزال تحيط بهذه القضايا. وأشارت إلى أن الفيلم يساهم في كسر هذه الوصمة، وتشجيع الحوار المفتوح حول الأمراض النفسية.
بالإضافة إلى فيلم “غرق”، شاركت كلارا خوري في فيلم “صوت هند رجب”، الذي يتناول معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة خلال الحرب. وأعربت عن فخرها بالمشاركة في هذا الفيلم، الذي وصفته بأنه “وثيقة إدانة مهمة لحرب الإبادة”. وأكدت على أهمية استخدام الفن للتعبير عن القضايا الإنسانية والاجتماعية.
وتؤمن خوري بأن اختيار الأدوار الفنية يجب أن يعتمد على القيمة الإنسانية والرسالة التي يحملها العمل. وتفضل الأدوار التي تتطلب تحديًا وتتيح لها استكشاف جوانب جديدة من شخصيتها كممثلة.
من المتوقع أن يستمر فيلم “غرق” في المشاركة في المزيد من المهرجانات السينمائية، وأن يحظى بتوزيع أوسع في دور العرض. ويترقب النقاد والجمهور ردود الفعل على الفيلم، وتقييم تأثيره على الوعي بقضايا الصحة النفسية في المجتمع العربي. وستشكل مشاركات كلارا خوري المستقبلية في أعمال فنية مماثلة إضافة نوعية للسينما العربية، وتعزيزًا لقضايا إنسانية واجتماعية هامة.
