أسرار حب الحيوانات في علم النفس متعددة، ما جعل الله الحيوانات في هذه الحياة إلا لخدمة البشر، سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، فمثلًا امتطاء الدواب يعد خدمة للحيوان بطريقة مباشرة، وقيام الثعابين بالتقليل من عدد الفئران على كوكب الأرض حتى لا يحدث غزو من الفئران فتقضي على الأخضر واليابس يعد خدمة للحيوان، لكن بطريقة غير مباشرة، والآن لنتعرف على أسرار حب الحيوانات في علم النفس من خلال موقع الماقه.
أسرار حب الحيوانات في علم النفس
في فترة من الفترات الماضية انتشرت قصة عن كلب ضحى بحياته من أجل حماية صاحبه، وكان هذا الكلب مثال على قوة الترابط التي يمكن أن تنشأ بين الإنسان والحيوان، ويجب أن نعلم أن لتربية الحيوانات الكثير من المنافع التي تعود على الفرد، ومن ضمن هذه الفوائد ما يلي:
الشعور بالسعادة
عقل الإنسان يرتبط ارتباط شديد بأي شيء يسبب له السعادة، بل عقل الكائن الحي عمومًا، ففي إحدى التجارب التي أجريت على الفئران، تم توصيل نقطة معينة في مكان تواجد الفئران، بتحفيز إنتاج الدوبامين الذي بسببه يشعر الإنسان بالبهجة في عقل الفئران.
فعندها بدأت الفئران تضغط على تلك النقطة بشكل هستيري، فكانت لا تأكل أو تنام إلا عندما تفقد الوعي من التعب، وبذلك يمكن للكائن الحي أن يفعل أي شيء للحصول على السعادة، وكذلك البشر ولكن بقدر من الحكمة والقدرة على التحكم في النفس.
إن وجود الحيوانات في الحياة، واللعب معها، وإطعامها والاهتمام بشؤنها من الأمور التي تزيد من هرمون السعادة في الجسم، فبعد يوم طويل من العمل والاجتهاد، يزال تعب الشخص بقضاء بعض الوقت مع حيوانه الأليف، وتعد هذه من ضمن أسرار حب الحيوانات في علم النفس.
الشعور بالأنس
إن كلمة إنسان موضعها الأساسي هي الأنس، الإنسان يحب أن يأنس بغيره، والأنس الأساسي في هذه الحياة الذي يعطي للقلب الأمان والكفاية، هو الأنس بالله، ومن ثم الأنس بالبشر، وبعد ذلك الأنس بالحيوان، فيمكن لشخص يعيش وحده في داره أن يأتي بحيوان أليف ليخفف من شعوره بأنه وحيد في هذه الحياة.
كما نجد لدينا أن الصحابي الجليل أبو هريرة، كان له قطة يستأنس بوجودها، وكان يهتم بها ويقدم لها الطعام، وهذا من أبرز أسرار حب الحيوانات في علم النفس.
تزيد من الرحمة في القلوب
الاهتمام بكائن حي هي من أكثر الأمور التي تزيد من الرحمة في القلوب، كما أنها تعد من الأمور المفيدة للأبناء، حيث يتعلم الطفل كيف يحنو على الضعيف، وألا يستغل قوته في ظلم الضعيف، كما تساعده على تعلم العطاء والمشاركة فالطفل يمكن أن يشارك الحيوان الأليف في جزء من طعامه.
تخفيف القلق والتوتر
إن وجود الحيوان الأليف بجانب الشخص عند التعرض لبعض الأحداث السيئة التي تسبب له الاضطراب يعد من الأمور المفيدة، وتساعد الشخص على الاسترخاء، كما أن تربية الحيوانات تعلم الأبناء تحمل أعباء الكائنات الحية، فيكون للابن مهام يومية عليه أن يقوم بها، مثل تنظيف الحيوان وإطعامه.
قصص عن وفاء الحيوانات
في إطار التحدث عن أسرار حب الحيوانات في علم النفس، سوف نتحدث عن بعض القصص التي تدل على أن الحيوانات يمكن أن تبادلنا مشاعر الحب والرحمة، وتتمثل هذه القصص في الآتي:
هرة لا تترك المقابر
في إحدى المقابر كانت هناك هرة تظل قريبة من مقبرة معينة ولا تفارقها، ويعلو صوتها وتظهر دموعها التي تتساقط بكثرة، مما جعل أهالي المنطقة يشعروا بالغرابة، حتى علموا أن هذه الهرة كانت لشخص توفى وله مقبرة في هذه المقابر.
كما أن شخص من أهالي المنطقة قرر أن يأخذها ليهتم بها، فكان كلما أخذها إلى داره يجدها عادت إلى مقبرة صاحبها، وهنا يتضح مدى حب الهرة لصاحبها القديم ومدى وفائها له.
الحصان والجنازة
بإحدى الشعائر لتوديع شخص متوفى في إنجلترا، وجد أقارب ومعارف المتوفى أن حصان يبكي بحرقة، مما جعل الأشخاص من حوله يشعرون بالعجب، فقد كان المتوفى يقضي الكثير من الوقت مع الحصان في حياته ويهتم به، وهذا من الأدلة على أن الشخص يمكنه أن يأنس بالحيوانات فهي تشعر بصاحبها.
سيدة وأربع حيوانات مفترسة
من المعروف أن الذئاب من الحيوانات المفترسة التي يمكن أن تتغذى على لحوم البشر، ولا يمكنها أن تكون وفية لها، ولكن جاءت سيدة واحدة لتثبت العكس، لقد قامت سيدة أجنبية، بالاعتناء بأربعة من الذئاب، وبعد أن كبروا قليلًا أخذتهم إلى الغابة وتركتهم هناك.
بعد عدة أعوام عادت لتحاول إيجادهم مرة أخرى، وهنا جاء الذئاب لها في حالة من الترحيب، فقد أخذوا يطوفون حولها في سرور، ويقومون بلعق وجهها كالكلاب للدلالة على حبهم، وهذه دلالة على أن قلوب الحيوانات يمكن أن تحوي الحب للبشر.
كلب المحطة
في إحدى البلاد الأجنبية كان هناك كلب لا يفارق محطة القطار، وتتمثل قصة ذلك الكلب في أنه كان يذهب مع صاحبه يوميًا ليوصله إلى مكان المحطة، ويعود إلى المحطة ليستقبله عند الانتهاء من عمله، وفي إحدى الأيام توفى صاحب الكلب من خلال حادث سيارة، فظل الكلب لأعوام لا يفارق المحطة في انتظار صديقه.
لا شك في أن الحيوانات تُقدِم إلى الإنسان نوع من الحب غير المشروط، ولها الكثير من الفوائد النفسية، ولكن قبل اتخاذ القرار بتربية حيوان، يجب التأكد من الأمراض التي يمكن أن ينقلها لأفراد الدار.
