كتب : هاني صابر



01:52 م


04/10/2025


كتب هاني صابر:

أُقيمت ندوة تكريم الفنانة فردوس عبد الحميد ضمن فعاليات مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط في دورته الـ41 ، إذ سقطت الدموع من عينيها خلال غنائها أغنية “أنا وشادي” للفنانة فيروز، لتذرف بعدها الدموع في لحظة إنسانية مؤثرة.

واستُهلت الندوة بعرض فيلم وثائقي قصير يستعرض أبرز محطاتها الفنية، وذلك بحضور كل من المخرج محمد فاضل، والمخرج التونسي رضا باهي، والفنانة منال سلامة، والفنانة سلوى محمد علي، ومدير التصوير سمير فرج.

وقالت فردوس عبدالحميد: “كانت خطوتي الأولى في التمثيل من خلال المسرح القومي، وكان الفنان عبد الرحمن أبو زهرة مخرجًا لأول وآخر مرة في مسرحية المتلوف، حاولت التحضير للشخصية وحركاتها على المسرح من خلال البروفة النهائية، وكانت تلك البداية منحتني ثقة كبيرة، حتى إن الناقد الكبير رجاء النقاش قال عني: “بداية ممثلة مهمة”. المسرح كان له فضل كبير، ووفر علي مجهودًا هائلًا”.

وتابعت فردوس: “الأعمال التي قدمتها كانت متوافقة بشكل كبير مع رؤيتي وثقافتي وأيديولوجيتي.. أنا في الحقيقة أحرص على تقديم أعمال تتماشى إلى حد كبير مع قناعاتي، ولا أستطيع أن أقدم أعمالًا ضد قناعاتي. وكنت محظوظة أنني ظهرت كفنانة في مرحلة زمنية تتماشى مع المزاج العام للمجتمع”.

وكشفت فردوس عن فكرة اتجاهها للغناء، مؤكدة أن معهد الفنون المسرحية ساعدها في هذا الجانب، حيث لاحظ الأساتذة وجود إمكانيات صوتية كبيرة لديها، فنصحوها بالتقديم في معهد الكونسرفتوار، وبعد إنهاء دراستها في معهد الفنون المسرحية، التحقت بالكونسرفتوار، مما ساعدها على تقديم بعض الأغاني ضمن أعمالها، وقالت إن هذا الأمر لم يعد موجودًا حاليًا.

وأكدت فردوس: “لقد حققت حلمي إلى حد كبير.. كنت أحلم بتقديم أعمال جيدة ومميزة، وهذا ما تحقق بالفعل، ولم يكن في أحلامي أن أصبح نجمة كبيرة أو أحمل بعض الألقاب المنتشرة حاليًا، بل كان طموحي تقديم أعمال جيدة أكون راضية عنها.”

واستطردت قائلة: “رفضت بعض الأدوار والمشاهد بسبب عدم قناعتي بها، مثل مشهد القبلة في فيلم طائر على الطريق مع المخرج محمد خان. عندما قرأت السيناريو وجدت به قبلة، واتفقت مع خان على عدم تنفيذها. وعندما جاءت لحظة تصوير المشهد رفضت تمامًا، وقلت له إنني لا أستطيع تقديمه. اضطر حينها إلى استخدام حيلة لتصوير المشهد، وغضب مني الفنان أحمد زكي كثيرًا بسبب ذلك.”

وأوضحت فردوس، أنها رفضت العمل مع المخرج يوسف شاهين في أحد أفلامه، لأنها لم تجد لنفسها دورًا جديدًا أو مختلفًا تقدمه في هذا العمل، وعندما ناقشته في الأمر، غضب منها بسبب قرارها بالانسحاب.

وعن لقائها بالفنان محمد عبد الوهاب، قالت: “بعد عرض مسلسل ليلة القبض على فاطمة، هاتفني عبد الوهاب وقال لي: (أنتِ عندك صوت نبيل)، وطلب مقابلتي ومشاهدة شريط المسلسل، وقال لي إنه يمكن أن يقدم لي عملًا غنائيًا. لكني أخبرته خلال الجلسة أن الموسيقار كمال الطويل كان قد طلب أيضًا تقديم عمل غنائي لي، وهو ما أغضبه، وبذلك أضعت على نفسي فرصة كبيرة”.

وتحدثت فردوس عن الفنان الراحل سعد أردش، مؤكدة أنها تدين له بالفضل، حيث استفادت منه كثيرًا في تعلم تفاصيل ومهارات إعداد الممثل لتقمص الشخصية.

أما عن عملها مع الفنانة سعاد حسني، فقالت: “كان أول أعمالي مع المخرج كمال الشيخ، وقررت الذهاب إلى موقع التصوير قبل مشاركتي الرسمية في العمل، وهناك انتابني انبهار شديد بالسندريلا، رغم أنها لم تكن دارسة للتمثيل، لكنها كانت موهوبة للغاية، وكان لها طقوس معينة في التحضير للدور.. عندما كانت تستحضر الدموع، كانت تفضل أن تختلي بنفسها، وفي مرة، وأثناء مراقبتي لها، نهرتني، فقلت لها إنني أحاول أن أتعلم منها، خاصة أنني لأول مرة أقف أمام الكاميرا، فاحتوتني”.

كما تحدثت عن عملها مع محمد رمضان في مسلسل الأسطورة: “كان العمل متوازنًا، وعندما عُرض عليّ، لم يكن السيناريو مكتملًا، وكانت هذه أول مرة أشارك في عمل لم يُكتب سيناريوه بالكامل. لكن وجدت أن القصة متماسكة من حيث فكرة الثواب والعقاب”.

أما عن تدخل المخرج محمد فاضل في اختياراتها الفنية، فقالت فردوس: “أنا أملك قراري، وأنا وهو منفصلان تمامًا في اختياراتنا كمبدعين”.

وعن الأمومة في حياتها وتأثير الفن على حياتها الشخصية، قالت : “لو عاد بي الزمن، لما فعلت ما فعلته، بسبب تقصيري مع أولادي، فهم أهم شيء في حياتي، رغم حبي الكبير للفن”.

شاركها.