كتبت منى الموجي:
استضاف مسرح الريحاني “سوكسيه” في وسط البلد، ماستر كلاس للنجم فتحي عبدالوهاب ضمن فعاليات الدورة الثالثة من مهرجان إيزيس لمسرح المرأة “دورة سميحة أيوب”، وذلك مساء السبت 27 سبتمبر، بحضور رئيسة المهرجان الممثلة والمخرجة عبير لطفي، والفنان أشرف عبدالباقي.
حرص الفنان فتحي عبدالوهاب في البداية على توجيه التحية والشكر للفنان أشرف عبدالباقي على استضافته للماستر كلاس بمسرح نجيب الريحاني سوكسيه، وعلى مشاركته كأحد رعاة مهرجان إيزيس الدولي لمسرح المرأة باستضافة عدد من العروض والفعاليات، ومازح عبدالوهاب صديقه عبد الباقي الذي لم يتعد ظهوره على المسرح لحظات قصيرة، قوبل خلالها بحفاوة كبيرة من الحضور، وقال عنه إن حضوره “رهيب” على المسرح وإن في هذه اللحظة القصيرة جسد قاعدة من قواعد الارتجال.
وتحدث الفنان فتحي عبدالوهاب خلال الماستر كلاس عن أساليب الأداء التمثيلي وكيفية تجسيد الشخصيات والفارق بين أن يؤدي الممثل الشخصية أو أن يكون هو الشخصية، مشيرا إلى أنه عندما شارك في فيلم “صعيدي في الجامعة الأمريكية” في بداياته الفنية كان يمثل الشخصية ولم يكن الشخصية، وذلك يرجع إلى الكثير من الأمور، أهمها ة الحياتية، بينما مع شخصية حمزة الحناوي في مسلسل “لمس أكتاف” تحول إلى الشخصية ولم يكن مجرد مؤدي لها، مضيفا أن لديه قناعة أن هناك شيئا مهما جدا يصنع الفارق، وهو أنه كلما كان الإنسان حقيقيا في حياته بالضرورة سيكون حقيقيا في عمله، وكلما كانت تجاربنا الإنسانية العادية التي يعيشها أي بني آدم حقيقية بداخلنا فهي تساعد الممثل على التعبير بشكل حقيقي، لذلك لا يمكن لشخص كذاب ومنافق و(فهلوي) أن نجده ممثل صادق.
وتابع “منذ عامين قدمت شخصية العفريت في مسلسل المداح، والأكيد أنني لم أكن الشخصية التي كنت أمثلها، ولكن عندما قدمت في نفس العام دور نظام الملك فى (الحشاشين) كنت أنا الشخصية لا أؤديها فقط، وهذا الأمتع لي وللمتلقي أيضا، مشيرا إلى أن البعض لم يكن يعرف من هو نظام الملك رغم أنه من الشخصيات التاريخية المهمة واحساس الناس بأنها حقيقية دفع الكثيرين للبحث عن معلومات عنه، وعن دوره في الدولة السلجوقية”.
وأضاف أن الشخصية تتكون وتتشكل داخل عقل الممثل، يراها ويشعر بمشاعرها ويسمع صوتها، ويرى أشياء خاصة بها خارج الاسكريبت، لأن الشخصية تنطلق في البداية من داخل خيال الممثل هشة جدا وضبابية وغير واضحة، مضيفا أن تراكم ة والمعرفة والتجارب الحياتية تلعب دورا كبيرا فى تشكيل شخصياتنا وكذلك الممثل وتعامله مع الشخصية التى يجسدها.
واشار عبدالوهاب إلى أن هناك منهجين في التمثيل وتجسيد الشخصيات يعمل من خلالهما الممثلين: المنهج الأنثوي والمنهج الذكوري، الأول يعتمد على الوجدان والثاني يعتمد على العقل و يقترن بتكنيك وحرفية غير عادية، واستخدمه عظماء في تاريخنا من بينهم الفنانين الكبير نور الشريف ود. يحيى الفخراني، وأصبحا الشخصية، بينما كان الفنان الكبير أحمد زكي يستخدم المنهج الأنثوي، وهناك نماذج أخرى لممثلين جمعوا بين المنهجين، مثل ميريل ستريب والسندريلا سعاد حسني، لافتا أن بالنسبة له الشخصية التى سيلعبها هي التي تفرض اختيار المنهج الذي سيعتمده في تقديمها.
‏ويقول عبدالوهاب أن المخرج دوره أهم من الممثل ولولا المخرج المتميز الذي يرى العمل ككل، لما رأينا الشخصيات الخالدة التي رأينها علي مدار التاريخ الفني، لأنه لا يوجد ممثل يعمل بمفرده مهما بلغت براعته، المخرج هو الذى يجعل من الممثل إما أداة توصيل جيدة أو رديئة، مشيرا إلى أنه كان محظوظا فى بداياته الفنية بالعمل مع مخرجين متميزين تعلم منهم الكثير، وأصبح يقيس عليهم بعد ذلك جودة المخرج الذى سيعمل معه.
وأكد عبدالوهاب أن السؤال عن أجزاء جديدة من أفلام شارك فيها من قبل سواء “صعيدي في الجامعة الأمريكية” أو “سهر الليالي” أو “فيلم ثقافي” هو سؤال إنتاجي يوجه للمنتج والمخرج والمؤلف، بينما بالنسبة له يرى أنه من الصعب جدا تقديمها، مرجعا السبب إلى الظرف الموضوعي، والذي يعني أن التيمة الدرامية أو العمل تم طرحه في وقت ما وفي حالة ثقافية واقتصادية وسينمائية واجتماعية ودينية معينة، مشيرا إلى أنه على الرغم من نجاح “فيلم ثقافي” تليفزيونيا إلا أنه لم يحقق نجاحا على المستوى التجاري في صالات العرض السينمائي، لأن البعض ظن فيه أشياء غير حقيقية، بالاضافة الى أن عرضه تزامن مع ظروف سياسية صعبة، مؤكدا أن نجاح الفيلم تجاريا ايا كان نوعه دائما يعتمد على الظروف المحيطة عند طرحه.
وأشار فتحي عبدالوهاب إلى أن الواقع يتغير وهو ما يلزم الممثل ألا يكون جامدا ولا يعمل على الشخصيات برؤية واحدة، لأنه وقتها لن يكتب له الاستمرار.
وأكد فتحي عبدالوهاب على أن الفن المصري قادر على المنافسة ولا يقل جودة عن الأعمال التي تصلنا من الخارج، مشيرا إلى أن كل صناعة تمر بفترات صعود وهبوط وكي تنجح لابد أن تهبط فى مرحلة ما، مشددا على أن الريادة الفنية ستظل لمصر لأنه من المستحيل محو ما تم بناؤه على مدار أكثر من 130 عاما، تاريخ فني ثري سواء في المسرح أو السينما أو الموسيقى والغناء.
‏شهد الماستر كلاس تفاعلا كبيرا من الشباب، وحرص النجم فتحي عبدالوهاب على الإجابة على أسئلتهم وتوجيه النصح ليستفيدوا من خبرته وهم يستعدون لشق طريقهم فى مجال الفن.
مهرجان إيزيس الدولي لمسرح المرأة تنظمه مؤسسة جارة القمر وتتشكل إدارته من المخرجة والممثلة عبير لطفي رئيسة المهرجان، والكاتبة والمخرجة عبير علي حزين والكاتبة والناقدة رشا عبدالمنعم المديرتين الفنيتين للمهرجان ومصطفى محمد ومنى سليمان المديرين التنفيذيين، ويقام تحت رعاية ودعم وزارة الثقافة، إلى جانب وزارة الشباب والرياضة.

شاركها.