زيارات البرهان المتكرره لدولة إرتريا تواطؤ سياسي أم حسابات خفية؟

جلال الدين عثمان
لطالما لعبت المصالح السياسية دورا محوريا في رسم خرائط النفوذ والتأثير بين الدول والسودان ليس استثناء من هذه القاعدة فقد عرفنا أن حكومة المؤتمر اللاوطني سابقا (نظام الانقاذ) أبرمت اتفاقا مع الرئيس الإريتري أسياس أفورقي منح بموجبه اللاجئين الإريتريين جنسيات سودانيه (أرقام وطنيه بدون شاهد أصل) وخصوصا من قبيلتي البني عامر والحباب بواسطة الكوز المجرم الارتري ابراهيم محمود حامد والناظر دقلل بل ومنحت بعض القبائل الإريترية المسلمة عموديات وجنسيات تحت غطاء البني عامر في صوره مشينه ورخيصه وزعت فيها الهويه السودانيه وفي خطوة وصفت بأنها محاولة لخلق توازن ديموغرافي يخدم أجندات سياسية معينة حيث تغلب فيها حزب المؤتمر الوطني على منافسيه من الأحزاب الأخرى خصوصا في شرق السودان الذي ينتمي اغلبهم للحزب الديمقراطي وأحزاب أخرى.
كان الهدف غير المعلن من هذه السياسات هو تغيير التركيبة السكانية في إريتريا والتمهيد لطمس الهوية الإسلامية هناك عبر تهجير المسلمين من المنخفضات الارتريه إلى شرق السودان في ظل نظام يسعى إلى فرض هيمنة دينية وسياسية محددة. واليوم يبدو أن التاريخ يعيد نفسه ولكن بأدوات وأوجه جديدة.
البرهان ومليشيات ارتريه (مجنسي معسكرات اللاجئين) بوابة جديدة للفوضى في شرق السودان ؟
في خضم الفوضى وانتشار المليشيات وانشغال الجيش في المعارك الدائرة في البلاد يسمح عبد الفتاح البرهان بدخول مليشيات إريترية إلى الأراضي السودانية مثل مليشيا الأورطة (الورطه) الشرقية وتحرير شرق السودان للقتال في صفوف الجيش والتي تتألف في معظمها من عناصر كانوا سابقا جزءا من قوات الدعم السريع وهؤلاء لم يكونوا سوى أفراد تم تجنيسهم من معسكرات اللاجئين والآن يعودون مسلحين ومدججين بالعتاد الذي حصلوا عليه عبر الحركات المسلحة التي تربطها صلات وثيقة بشخصيات نافذة مثل مني أركو مناوي وجبريل إبراهيم زعماء التمرد والانتهازيه.
يبقى السؤال الأكثر إلحاحا ما الذي يريده البرهان مقابل هذه التنازلات؟ هل يسعى للحصول على ضمانات أمنية وحماية من أفورقي ضد أي خيانة محتملة؟ وما هو المقابل الذي سيقدمه له؟ هل يمكن أن نشهد تهجيرا جديدا لما تبقى من مسلمي إريتريا إلى شرق السودان وتسليم الولايات الشرقية إلى أفورقي تماما كما تم التفريط في الخرطوم لصالح حميدتي؟
الأيام القادمة كفيلة بالإجابة.
[email protected]
المصدر: صحيفة الراكوبة