سبب بعُثة الرسول صلى الله عليه وسلم هو
جدول ال
سبب بعُثة الرسول صلى الله عليه وسلم هو سؤال من الأسئلة الدينية المتداولة والمتكررة بين جموع المسلمين، فقد أرسل الله تعالى الرسل والأنبياء وجعلّ لرسالاتهم أهداف وأسباب، وجعل محمدصلّى الله عليه وسلّم خاتمًا لكل الرسالات السماوية والأنبياء، وجعل دين الإسلام الذي نزل على سيدنا محمد صلّى الله عليه وسلّم محفوظٌ بكل تشريعاته وأحكامه وعباداته إلى يوم الدين، وقد يتساءل الكثير من الناس عن السبب الرئيسي وراء بعثة سيدنا محمد صلّى الله عليه وسلّم، وهذا ما سنوضحه ونبيّنه في هذا المقال.
البعثة النبوية
إنّ بعثة الرسول صلّى الله عليه وسلّم هي أحد المواضع التي أهتم بها العلماء، واهتموا بتدوينها وتدوين تفاصيلها وأحداثها، فإنّ بعثة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم هي أول الأحداث المفصلية في التاريخ الإسلامي، كما تعدّ بمثابة بداية الدعوة الإسلامية، غفد بدأت البعثة النبوية متمثلّةً بنزول الوحي على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في غار حراء في يوم الاثنين الموافق لليوم الواحد والعشرين من شهر رمضان ويغلب في الظن أنّه يتوافق مع العام 610 الميلادي، وكان عمر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في ذلك الحين أربعين سنة قمرية وست أشهر واثنا عشر يومًا، وعمره تسعٌ وثلاثين سنة قمرية وثلاث أشهر واثنان وعشرون يومًا، واستمرت البعثة النبوية بعد ذلك الحين إلى أن توفي الرسول صلّى الله عليه وسلّم.[1]
سبب بعُثة الرسول صلى الله عليه وسلم هو
إنّ لبعثة الرسول صلّى الله عليه وسلّم الكثير من الأسباب التي نزلت من أجلها، فقد جاءت البعثة لتقوّم وتصحح الكثير من المفاهيم ومن هذه الأسباب:[2]
- ليكون نذيرًا وبشيرًا: فقد أرسل الله تعالى البعثة على سيدنا محمد صلّى الله عليه وسلّم لينذر الناس وينبههم ويوصّيهم باتّباع أحكام الدين وتشريعاته، ويبشر الصالحين بالجنة والفوز العظيم، وينذر الضالّين من عذاب جهنم وعقاب الله تعالى، فقد قال تعالى في كتابه الكريم: “وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا”[3].
- ليتمم مكارم الأخلاق: فقد نزلت البعثة النبوية بين العرب وخصوصًا قريش، ولا خلاف في أن العرب قبل الإسلام كانوا يتمتعون بالأخلاق الحميدة كما كان لديهم بعض العادات السيئة، فقد جاءت البعثة لتتمم وتكمّل مكارم الأخلاق وفضائله وتصحح ما هو مغلوط فيها، وقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ” إنما بُعِثتُ لأتمِّمَ مكارمَ الأخلاقِ“[4].
- ليعلّم الناس الحكمة: فقد أرسل الله تعالى البعثة النبوية على النبي محمد صلّى الله عليه وسلّم لينقل الناس من الظلمات إلى النور، ومن الضلالة إلى الهداية، ليخبر الناس بأحكام الدين ويعلّمهم القرآن الكريم ويخبرهم به، وقد قال تعالى في كتابه الكريم: “هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ”[5].
شاهد أيضًا: الغار الذي اختبأ فيه الرسول وصاحبه هو غار
حياة الرسول قبل البعثة
نزل الوحي على يدنا محمد صلّى الله عليه وسلّم وهو في الأربعين من العمر، وقد عاش حياته قبل البعثة كغيره من الناس يعمل ليكسب قوته، ويجتمع مع الناس من قومه، ويشاركهم في الاجتماعات والمفاوضات، حتى أنّه حارب مع قريش وهو ابن أربعة عشر عامًا في معركة مع هوزان ليصدّوا هجومهم على الحرم في مكة، وقد عمل حينها على مساعدة أعمامه في جمع السهام وإعطائهم إيّاها، وقد عمل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في بداية صباه في رعي الغنم، فكان يأخذ الغنم من أهل مكة ويرعاها لهم مقابل أجره؛ ليساعد عمّه في كسب القوت، والجدير بالذكر أن رعي الأغنام هي مهنة مشتركة بين كثير من الأنبياء عليهم السلام، وهي مهنة تعلّم الإنسان الصبر و التّحمل والقوة والتواضع، ثم بعد ذلك تعلّم أصول مهنة التجارة من خلال خروجه مع عمّه في القوافل التجارية وذلك في بداية شبابه صلّى الله عليه وسلّم، وقد انتشر اسمه كتاجرٍ أمين بين الناس بسرعة كبيرة حتّى أنّه لُقب بالصادق الأمين؛ لشدّة صدقه وأمانته في التجارة، وقد تزوج من خديجة بنت خويلد رضي الله عنها بعد أن شاركها في قافلة تجارية، وأنجب منها ذريّته وأولاده، وكانت هي أول من آمن بالرسول صلّى الله عليه وسلّم، وعلى الرغم من مخالطة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قريشًا وعيشه معهم إلّا أنّه كان غير مقتنع بشعائرهم الدينية وعبادتهم للأصنام والأوثان، فكان كثير الخروج إلى غار حراء، حتّى أنّه كان يجلس فيه لأيام عديدة حتى ينفذ زاده من الطعام والشراب، وكان يجلس فيه ليتفكر في عظمة الخلق والكون، وليتعبّد الله سبحانه بطريقته بعيدًا عن مظاهر الشرك والوثنية، واستمر ذلك إلى نزل عليه الوحي وهو ابن أربعين عامًا.[6]
شاهد أيضًا: بحث عن حياة الرسول من المهد إلى اللحد
وبهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال الذي بيّن سبب بعُثة الرسول صلى الله عليه وسلم هو، كما عرّف بالبعثة النبوية، وبحياة رسول اللهصلّى الله عليه وسلّم قبل البعثة النبوية ونزول الوحي عليه.
المصدر: صوت الاخبار