من المقرر أن يلتقي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لمناقشة تطورات **اتفاق غزة**، وسط توقعات متباينة حول تأثير هذا اللقاء على مستقبل الهدنة وخطط إعادة الإعمار. يأتي هذا الاجتماع في ظل استمرار التبادل الاتهامي بين إسرائيل وحركة حماس بشأن انتهاك بنود الاتفاق، وتعثر الانتقال إلى المرحلة الثانية التي تشمل انسحاب القوات الإسرائيلية.

اللقاء، الذي يُعقد يوم الاثنين، هو السادس بين الزعيمين منذ تولى ترامب منصبه، ومن المتوقع أن يركز بشكل كبير على سبل تحقيق الاستقرار في قطاع غزة، بما في ذلك نزع سلاح حماس، وإعادة إعمار البنية التحتية المتضررة، وإيجاد آلية حكم مستدامة للقطاع. وتتزايد الضغوط على كلا الطرفين للتوصل إلى حلول عملية تضمن استمرار الهدوء وتجنب التصعيد.

<h2>مستقبل اتفاق غزة: مكاسب محتملة وخسائر واردة</h2>

<p>يرى خبراء أن نتائج اللقاء بين ترامب ونتنياهو قد تحدد مسار **اتفاق غزة** بشكل كبير. تشير بعض التقديرات إلى أن الضغط الأمريكي قد يدفع نحو بدء المرحلة الثانية من الاتفاق، والتي تتضمن انسحاب القوات الإسرائيلية من مواقعها الحالية في القطاع، وتسليم سلطة مؤقتة إدارة غزة، ونشر قوة استقرار دولية.</p>

<h3>شروط إسرائيلية تعيق التقدم</h3>

<p>ومع ذلك، يرى محللون آخرون أن إسرائيل ستسعى إلى فرض شروطها الخاصة قبل الموافقة على أي انسحاب، وعلى رأسها نزع سلاح حماس بشكل كامل وإعادة أي رفات إسرائيلية لا تزال محتجزة في غزة. وتؤكد إسرائيل أنها لن تسمح بحكم حماس للقطاع، وأن أي ترتيبات مستقبلية يجب أن تضمن عدم قدرة الحركة على تهديد أمن إسرائيل.</p>

<h3>الدور المصري والوساطة القطرية</h3>

<p>تتزايد الجهود المصرية والوساطة القطرية لضمان تنفيذ **اتفاق غزة** بشكل كامل. أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي أن هناك "اقتناعًا أمريكيًا بضرورة الإسراع للدخول في المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار"، مشددًا على رفض مصر القاطع لتقسيم قطاع غزة. وتسعى مصر إلى إيجاد حلول عملية تضمن استقرار الأوضاع في القطاع وتلبية احتياجات السكان.</p>

<h3>موقف حماس وتوقعاتها</h3>

<p>من جانبها، أعربت حركة حماس عن ثقتها بقدرة الرئيس الأمريكي على تحقيق السلام في غزة، مطالبة إياه بممارسة مزيد من الضغط على إسرائيل لإلزامها بتنفيذ بنود الاتفاق التي تم التوصل إليها في شرم الشيخ. وتأمل حماس في أن يؤدي اللقاء بين ترامب ونتنياهو إلى تخفيف الحصار المفروض على القطاع وبدء عملية إعادة إعمار واسعة النطاق.</p>

<p>في المقابل، يرى بعض المحللين أن إسرائيل قد تسعى إلى استغلال اللقاء لتعزيز موقفها التفاوضي، وربما الحصول على تنازلات إضافية من حماس أو من الدول الوسيطة. ويشيرون إلى أن إسرائيل قد تبدأ في تنفيذ مشاريع إعمار جزئية في المناطق التي تسيطر عليها في غزة، في محاولة لفرض سيطرتها على القطاع وتقويض سلطة حماس. (إعادة الإعمار، قضية رئيسية)</p>

<p>وتتبادل إسرائيل وحماس الاتهامات بانتهاك بنود الاتفاق، مما يعيق التقدم نحو المرحلة الثانية. وتطالب إسرائيل بإعادة جثة الرهينة الأخيرة المحتجزة في غزة، بينما تؤكد حماس أنها لم تتمكن بعد من العثور عليها. هذا التعثر يلقي بظلال من الشك على مستقبل الهدنة.</p>

<p>التقى المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف وصهر الرئيس جاريد كوشنر بممثلين عن قطر ومصر وتركيا في ميامي بداية ديسمبر لمناقشة التطورات. ويُعد هذا اللقاء مؤشرًا على أهمية الدور الذي تلعبه هذه الدول في عملية الوساطة.</p>

<p>ويرى مساعد وزير الخارجية الأسبق، السفير حسين هريدي، أن اللقاء قد لا يحقق مكاسب حقيقية لـ **اتفاق غزة**، بل قد يكون مجرد مناورات إسرائيلية لعدم الانسحاب من القطاع. بينما يرى الدكتور أيمن الرقب، المحلل السياسي الفلسطيني، أن ملف غزة سيكون له الأولوية في الاجتماع، وأن المكاسب المحتملة تشمل تشكيل لجنة إدارة غزة ونشر قوات الاستقرار وزيادة المساعدات.</p>

<p>من المتوقع أن يشكل اللقاء بين ترامب ونتنياهو نقطة تحول في مسار **اتفاق غزة**. سيتعين على الطرفين إيجاد حلول وسطية تلبي احتياجاتهم وتضمن استقرار الأوضاع في القطاع. الخطوة التالية ستكون تحديد جدول زمني واضح لتنفيذ التزامات الاتفاق، وخاصة انسحاب إسرائيل من القطاع، وهو ما سيحدد مستقبل الهدنة بشكل قاطع. يبقى الوضع معقداً وغير مؤكد، ويتطلب مراقبة دقيقة لتطورات الأحداث.</p>
شاركها.