فرضت أغنيات أبرز مطربي “جيل زد” سيطرتها على قائمة أكثر 50 أغنية عربية استماعاً ومشاهدة خلال عام 2025 عبر منصة يوتيوب، في مشهد يعكس تحولاً ملحوظاً في خريطة الذائقة الموسيقية العربية. تصدّرت أسماء شابة مثل بيسان إسماعيل والشامي وفؤاد جنيد هذه القوائم، بينما شهدت أعمال بعض نجوم البوب الكبار تراجعاً نسبياً، وعاد فضل شاكر بقوة إلى الساحة الغنائية بعد غياب.
أظهرت البيانات الصادرة في نهاية العام الماضي أن أغنية “خطية” للمطربين بيسان إسماعيل وفؤاد جنيد تصدّرت قائمة الأكثر مشاهدة، محققةً أكثر من 350 مليون مشاهدة. تفوقت هذه الأغنية على أعمال فنية بارزة لمطربين مخضرمين مثل فضل شاكر وعمرو دياب، مما يؤكد التغيرات في تفضيلات الجمهور.
هيمنة “جيل زد” على قائمة يوتيوب العربية
كشفت القائمة عن حضور قوي لمطربي “جيل زد”، حيث ظهرت بيسان إسماعيل بأربع أغنيات ضمن الخمسين الأوائل، وهي “متل الأميرة”، و”علاش”، و”الحربين”، بالإضافة إلى الأغنية الأكثر مشاهدة “خطية”. كما حقق الفنان السوري الشامي حضوراً لافتاً بخمس أغنيات، بما في ذلك “كيفو” و”بتهون” و”حبيناك” و”دكتور” وأغنية “ملكة جمال الكون” التي جمعته بتامر حسني.
بالإضافة إلى ذلك، برز اسم الفنان العراقي الشاب أحمد ستار بأغنيته “ناري”، والفنان الأردني الأخرس بأغنية “سكابا”، مما يعكس تنوع المواهب الشابة الصاعدة في المنطقة العربية. هذا التنوع يساهم في إثراء المشهد الموسيقي العربي وتقديم محتوى جديد يلبي تطلعات الجمهور.
تراجع الأغنية المصرية وظهور أسماء جديدة
في المقابل، شهدت الأغنية المصرية تراجعاً ملحوظاً في قائمة العشر الأوائل، حيث اقتصر تمثيلها على أغنيتي “بابا” و”خطفوني” للمطرب عمرو دياب، بالإضافة إلى أغنية “ملكة جمال الكون” لتامر حسني بالشراكة مع الشامي. هذا التراجع قد يعكس الحاجة إلى تطوير الأغنية المصرية لمواكبة التغيرات في الأذواق الموسيقية.
شهدت القائمة أيضاً عودة قوية للفنان اللبناني فضل شاكر، الذي حقق حضوراً بارزاً بخمس أغنيات، ليتقاسم صدارة القائمة مع الشامي. أغنيته “أحلى رسمة” حلت في المركز الثاني، بينما احتلت أغنيته “كيفك على فراقي” المركز السابع، مما يؤكد استعادة شاكر لشعبيته وجاذبيته لدى الجمهور.
من الجدير بالذكر أن القائمة شهدت اختفاءً شبه تام للأغنية الشعبية المصرية وأغاني المهرجانات، مقارنةً بالسنوات السابقة. ظهرت أغنية واحدة فقط من نوع المهرجانات، وهي “محكمة” لعصام صاصا، بينما اقتصر تمثيل الأغنية الشعبية على أغنية “حفلة تنكرية” لرحمة محسن، والتي كانت جزءاً من مسلسل تلفزيوني.
كما سجلت الفنانة شيرين عبد الوهاب حضوراً بأغنية “بتمنى أنساك”، على الرغم من إصدارها في العام السابق، إلا أنها حققت انتشاراً واسعاً بعد طرحها رسمياً على قناتها على يوتيوب في عام 2025. هذا يدل على تأثير وسائل التواصل الاجتماعي في استمرار نجاح الأغاني.
ويرى الناقد الموسيقي المصري فوزي إبراهيم أن هذا التحول يعكس تغيراً عميقاً في ذائقة المستمعين الجدد، الذين ينجذبون إلى موسيقى تعبّر عن أفكارهم وتتماشى مع إيقاع حياتهم. وأضاف أن “الموسيقى في حالة تطور مستمر، ولا يمكن لأي فنان أن يحتكر المشهد لفترة طويلة”.
وأشار إبراهيم إلى أن عودة فضل شاكر تمثل “أحد أبرز الأحداث الإيجابية في العام 2025″، معرباً عن أمله في أن يستمر شاكر في تقديم أعمال فنية متميزة. كما أكد على أهمية مواكبة التغيرات في الأذواق الموسيقية من قبل الفنانين والمنتجين.
من المتوقع أن يستمر “جيل زد” في لعب دور محوري في المشهد الموسيقي العربي خلال السنوات القادمة، مع ظهور المزيد من المواهب الشابة التي تقدم محتوى مبتكراً وجذاباً. ومع ذلك، لا يمكن استبعاد عودة قوية للأغنية الشعبية والمهرجانات، أو تطور الأغنية المصرية لمواكبة التغيرات في الأذواق الموسيقية. سيكون من المهم متابعة التطورات في هذا المجال لمعرفة كيف ستتشكل خريطة الموسيقى العربية في المستقبل.
