حذر مسؤول عسكري إسرائيلي من أن الهجوم على إيران قد يصبح “ضرورياً” إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق يحد من برنامجها الباليستي، مما يزيد من التوترات الإقليمية. يأتي هذا التحذير قبل لقاء مرتقب بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمناقشة هذا التهديد المتزايد، وسباق التسلح الذي تشهده المنطقة.

تصعيد التوترات: التهديد الإيراني والرد الإسرائيلي المحتمل

أكد المسؤول الإسرائيلي أن نتنياهو سيعرض على ترامب معلومات استخباراتية حول التطورات في البرنامج الصاروخي الإيراني. ويشعر الجانب الإسرائيلي بقلق بالغ إزاء قدرة إيران على تطوير صواريخ باليستية متطورة، والتي يعتبرونها تهديداً وجودياً. ويخشى المسؤولون الإسرائيليون أن تكون إيران تستعد لشن هجمات واسعة النطاق باستخدام مئات الصواريخ في وقت واحد، بهدف ردع أي تدخل إسرائيلي في المستقبل.

وفقاً لتقديرات إسرائيلية، فإن إطلاق عدد كبير من الصواريخ الباليستية الإيرانية باتجاه إسرائيل قد يتسبب في أضرار جسيمة، مماثلة لتأثير قنبلة نووية صغيرة. وقد صرح نتنياهو نفسه بأنه يراقب عن كثب التدريبات الإيرانية الأخيرة، وأن أي عمل عدائي من جانب إيران سيقابل برد “قاسٍ للغاية”.

تطورات البرنامج الصاروخي الإيراني

تشير التقارير إلى أن إيران تعمل على استعادة قدراتها الصاروخية بعد حرب يونيو التي استمرت 12 يوماً. وتشير التقديرات إلى أن إيران تمتلك حالياً حوالي 1500 صاروخ، بعد أن كان لديها حوالي 3000 صاروخ قبل الحرب. كما تعمل على إعادة بناء منصات الإطلاق التي دمرت خلال الصراع.

في المقابل، أكد المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية، أبو الفضل شكارجي، أن قدرات إيران البحرية والبرية والصاروخية “جاهزة لمواجهة أي سيناريو يفرضه العدو”. وأضاف أن جزءاً كبيراً من هذه القدرات “لم يستخدم بعد”، في إشارة إلى استعداد إيران للرد على أي هجوم محتمل.

مخاوف أمريكية وإسرائيلية مشتركة

أعرب مسؤولون إسرائيليون عن قلقهم لإدارة ترامب بشأن التحركات الصاروخية الإيرانية الأخيرة، على الرغم من أن المعلومات الاستخباراتية الحالية تشير إلى أن هذه التحركات تقتصر على إعادة تنظيم القوات داخل إيران. ومع ذلك، فإن هامش الخطأ لدى الجيش الإسرائيلي قد تقلص بشكل كبير بعد هجوم حركة حماس في 7 أكتوبر 2023.

تشير بعض المصادر إلى أن احتمالات الهجوم الإيراني تقل عن 50 في المائة، لكن لا أحد مستعد لتحمل المخاطرة والاعتقاد بأنها مجرد مناورة. هناك قلق متزايد من أن سوء التقدير المتبادل قد يؤدي إلى تصعيد غير مقصود، حيث قد يعتقد كل طرف أن الآخر يستعد للهجوم ويسعى إلى استباقه.

تراقب الاستخبارات الإسرائيلية عن كثب جهود إيران لاستئناف بناء قدراتها الصاروخية، وتشير التقديرات إلى أن طهران تتقدم بوتيرة أسرع من المتوقع. ويعتبر هذا التطور مقلقاً بشكل خاص في ضوء التوترات الإقليمية المتزايدة والتهديدات المستمرة من قبل إيران.

الخلفية التاريخية للتصعيد

في يونيو الماضي، شنت إسرائيل هجوماً واسع النطاق على منشآت استراتيجية داخل إيران، مما أسفر عن مقتل العديد من قادة الحرس الثوري ومسؤولين وعلماء مرتبطين بالبرنامج النووي. وانضمت الولايات المتحدة إلى الهجوم بتوجيه ضربات إلى مواقع نووية إيرانية. وقد أدى هذا التصعيد إلى زيادة التوترات في المنطقة وتهديد الاستقرار الإقليمي.

الوضع الحالي يتطلب حواراً دبلوماسياً مكثفاً وجهوداً مشتركة لتهدئة التوترات ومنع المزيد من التصعيد. من المتوقع أن تكون محادثات نتنياهو وترامب حاسمة في تحديد مسار الأحداث في المستقبل القريب.

في الوقت الحالي، يترقب المجتمع الدولي نتائج اللقاء المرتقب بين نتنياهو وترامب، وما إذا كان سيتم التوصل إلى اتفاق يحد من برنامج إيران الباليستي. كما يراقب عن كثب أي تطورات جديدة في البرنامج الصاروخي الإيراني، وأي تحركات عسكرية محتملة من قبل أي من الطرفين. يبقى الوضع متقلباً وغير مؤكد، ويتطلب حذراً شديداً ومسؤولية من جميع الأطراف المعنية.

شاركها.