أصيبت طفلة رضيعة فلسطينية بجروح متوسطة في هجوم نفذه مستوطنون إسرائيليون في الضفة الغربية المحتلة، وفقًا لما ذكرته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) يوم الخميس. وتأتي هذه الإصابة في ظل تصاعد ملحوظ في عنف المستوطنين في المنطقة، مما أثار إدانات واسعة النطاق وتوترات متزايدة. أعلنت الشرطة الإسرائيلية أنها اعتقلت خمسة مشتبه بهم على خلفية الحادث.

تصاعد عنف المستوطنين في الضفة الغربية

وقع الهجوم في بلدة سعير شمال شرق الخليل، حيث ألقى المستوطنون الحجارة على منازل الفلسطينيين. وأفادت وفا بأن الطفلة ميار الشلالدة، البالغة من العمر ثمانية أشهر، أصيبت بجروح في وجهها ورأسها، وتم نقلها إلى المستشفى لتلقي العلاج. كما تسببت أعمال العنف في أضرار مادية كبيرة لممتلكات السكان المحليين.

أكدت الشرطة الإسرائيلية أنها فتحت تحقيقًا في الحادث، وأن المشتبه بهم الخمسة الذين تم اعتقالهم متهمون بالتورط في “أعمال عنف خطيرة” في قرية سعير. وذكرت الشرطة أن التحقيق الأولي يشير إلى أن المشتبه بهم قدموا من بؤرة استيطانية غير معترف بها رسميًا.

تفاصيل إضافية حول الحوادث المماثلة

بالتزامن مع ذلك، أقر الجيش الإسرائيلي بتورط جندي احتياط في حادثتين منفصلتين في قرية دير جرير شمال شرق رام الله. وقد أظهرت مقاطع فيديو انتشرت على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي جنديًا يقود مركبة رباعية الدفع ويصدم فلسطينيًا كان يصلي على جانب الطريق.

وأشار الجيش إلى أن الجندي استخدم سلاحه وهو يرتدي ملابس مدنية في محيط دير جرير. ووصف الجيش هذه الأفعال بأنها “انتهاك صارخ” للبروتوكولات، وأعلن أنه تم سحب سلاح الجندي وإنهاء خدمته كجندي احتياط.

أفاد شهود عيان، من بينهم مجدي أبو مخو، والد الشاب الذي تم دهسه، بأن المستوطنين أغلقوا مدخل القرية، مما أدى إلى توقف حركة المرور. وذكر أبو مخو أن ابنه كان يصلي في الشارع عندما تعرض للدهس، وأن المستوطنين قاموا برشهم بغاز الفلفل أثناء محاولتهم مساعدته. وأضاف أن ابنه يعاني من آلام في رجليه.

وتأتي هذه الحوادث في سياق تصاعد العنف في الضفة الغربية منذ بدء الحرب في قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023. ووفقًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، كان شهر أكتوبر 2023 هو الأسوأ من حيث عنف المستوطنين منذ بدء توثيق هذه الحوادث في عام 2006، حيث تم تسجيل 264 هجومًا تسبب في إصابات أو أضرار بالممتلكات.

منذ بداية الحرب، قُتل أكثر من 1028 فلسطينيًا، بينهم مسلحون، على يد القوات أو المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية. في المقابل، قُتل ما لا يقل عن 44 إسرائيليًا، بينهم جنود، في هجمات نفذها فلسطينيون أو خلال عمليات عسكرية إسرائيلية، وفقًا للأرقام الرسمية الإسرائيلية. هذه الأرقام تعكس الوضع المتدهور وتزايد المخاوف بشأن تصعيد محتمل للعنف.

تتزايد الدعوات الدولية إلى خفض التصعيد وحماية المدنيين الفلسطينيين من عنف المستوطنين. وتشير التقارير إلى أن المستوطنات غير القانونية تساهم بشكل كبير في هذه التوترات، حيث أنها غالبًا ما تكون مصحوبة بمضايقات وهجمات على السكان الفلسطينيين.

من المتوقع أن تستمر التحقيقات الإسرائيلية في هذه الحوادث، مع التركيز على تحديد هوية جميع المتورطين وتقديمهم إلى العدالة. ومع ذلك، يظل الوضع في الضفة الغربية هشًا وغير مستقر، ويتطلب جهودًا متواصلة من جميع الأطراف المعنية لمنع المزيد من التصعيد وضمان حماية المدنيين. كما يجب مراقبة ردود الفعل الفلسطينية المحتملة على هذه الحوادث، والتي قد تؤدي إلى مزيد من التوترات.

يستمر المجتمع الدولي في مراقبة الوضع في الضفة الغربية عن كثب، مع التركيز على جهود الوساطة لتهدئة التوترات وإيجاد حلول مستدامة للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

شاركها.