حطمت بلدة البترون اللبنانية رقماً قياسياً عالمياً جديداً في موسوعة غينيس للأرقام القياسية، وذلك بتجميع أكبر عدد من رسائل سانتا كلوز خلال 24 ساعة. وقد أُدرج هذا الإنجاز التاريخي في سجلات الموسوعة، مما يعزز مكانة البترون كوجهة احتفالية مميزة في لبنان.
جاء هذا الإنجاز خلال فعاليات “بترونيات” السنوية، حيث شارك آلاف الأطفال والطلاب المحليين في كتابة رسائلهم إلى سانتا كلوز. وقد تمكنت البلدة من جمع 2924 رسالة، متجاوزةً الرقم القياسي السابق المسجل في دبي في 18 ديسمبر الحالي، والبالغ 2144 رسالة. هذا الإنجاز يضاف إلى سلسلة من الأرقام القياسية التي حققتها البترون سابقاً.
البترون تتصدر غينيس للأرقام القياسية برسائل سانتا كلوز
لم يكن هذا الإنجاز وليد الصدفة، بل جاء نتيجة جهود مكثفة من فريق عمل مكون من 12 شخصاً، قاموا بتوزيع أنفسهم بين المدارس والمنازل والمراكز الاجتماعية في المنطقة. تولت كارولين شبطيني مهمة التنسيق والتواصل مع موسوعة غينيس، مستندةً إلى خبرتها الواسعة في هذا المجال، حيث سبق لها أن ساهمت في إدخال 6 أرقام قياسية أخرى إلى الموسوعة.
وشاركت في هذا الحدث 4 مدارس من بلدة شكا المجاورة، بالإضافة إلى 8 مدارس من البترون نفسها. ولتسريع عملية جمع الرسائل، تم الاستعانة بمؤسسة “مغامرات الفيسبا”، حيث استخدمت دراجاتها النارية لجمع الرسائل من مختلف الأحياء ونقلها إلى صندوق بريد ضخم أُقيم في ساحة البترون الرئيسية. هذا التعاون عزز من فعالية الحملة وساهم في تحقيق الهدف المنشود.
أجواء احتفالية ومحتوى الرسائل
وصف شهود العيان الأجواء بأنها احتفالية ومفعمة بالحيوية، حيث شارك الأطفال والكبار على حد سواء في هذا الحدث المميز. اللافت في الأمر، بحسب كارولين شبطيني، هو أن العديد من الأطفال لم يطلبوا لأنفسهم فقط، بل تذكروا العائلات الفقيرة والمحتاجة. وتضمنت الرسائل طلبات لتأمين مسكن لائق، وأثاث، وسقف يحميهم من قسوة الطقس.
بالإضافة إلى ذلك، طلب بعض الأطفال مبالغ من المال لشراء هدايا لأصدقائهم أو زملائهم المحتاجين. كما تضمنت الرسائل طلبات لألعاب إلكترونية، ودراجات سكوتر، وأسرّة، وحتى ورش دهان لمنازل قديمة تعاني من الرطوبة والعفن. هذا التنوع في الطلبات يعكس وعياً اجتماعياً لدى الأطفال بأهمية العطاء والمساعدة.
ولم تخلُ الرسائل من بعض اللمسات الطريفة، حيث طلبت بعض الفتيات من سانتا كلوز إيجاد العريس المناسب، بينما تمنى آخرون أن يستيقظوا عشية العيد على مبلغ من الدولارات تحت الوسادة. هذه اللحظات المرحة أضفت جواً من البهجة على الحدث.
تراث سانتا كلوز وأهمية العطاء
يعود أصل شخصية سانتا كلوز إلى القديس نيقولاوس، وهو أسقف مسيحي يوناني عاش في القرن الرابع الميلادي، واشتهر بكرمه وتقديمه الهدايا سرًا للفقراء. انتقلت قصته عبر أوروبا، وتطورت لتصبح الشخصية المحبوبة التي نعرفها اليوم. تعتبر قصة سانتا كلوز رمزاً للعطاء والمحبة والتضامن الاجتماعي.
وفي سياق متصل، أكدت كارولين شبطيني أن فعاليات “بترونيات” ستنظم يوماً ماراثونياً طويلاً بين عيدي الميلاد ورأس السنة لجمع التبرعات اللازمة لتحقيق الأمنيات التي عبر عنها الأطفال في رسائلهم. سيشارك في هذا الماراثون عدد من المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي، بهدف جمع التبرعات وتوفير الدعم اللازم للعائلات المحتاجة. هذه المبادرة تعكس التزام البترون بتحويل الأمنيات إلى واقع ملموس.
ولم تكتفِ البترون بتسجيل الرقم القياسي فحسب، بل بادرت أيضاً إلى توزيع نحو 3000 هدية على جميع المشاركين في الحدث، بالإضافة إلى إيصال هدايا إلى منازل المسنين والعائلات المحتاجة. هذا العطاء يعكس روح العيد ومعناه الأسمى.
من المتوقع أن تستمر فعاليات “بترونيات” في تنظيم مبادرات مماثلة في المستقبل، بهدف تعزيز التضامن الاجتماعي ونشر الفرح والسعادة بين أفراد المجتمع. وستركز الجهود المستقبلية على توسيع نطاق المشاركة وزيادة الوعي بأهمية العطاء والمساعدة. وستراقب البلدة عن كثب تأثير هذا الإنجاز على السياحة المحلية والاقتصاد.
