جدد الجدل حول إنتاج أعمال فنية تستعرض حياة الشخصيات العامة المصرية، وتحديداً الفنانة الراحلة هند رستم، مع إعلان مشروع مسلسل جديد بعنوان “هنومة”. يأتي هذا بالتزامن مع النقاش الدائر حول فيلم “الست” الذي يروي قصة حياة أم كلثوم، والذي حقق إيرادات عالية منذ طرحه مؤخراً.
أعلنت أسرة هند رستم، عبر مكتبها القانوني، عزمها على مقاضاة صناع مسلسل “هنومة” بسبب ما وصفوه بالتعدي على حقوقها الأدبية والقانونية. وذلك بعد قيام فريق العمل بالإعلان عن المسلسل دون الحصول على إذن مسبق من الورثة، على الرغم من رفضهم القاطع لفكرة تقديم سيرة حياتها درامياً.
أزمة مسلسل “هنومة” وأبعاد دراما السيرة الذاتية
يثير مشروع مسلسل “هنومة” تساؤلات قانونية وأخلاقية حول حدود حرية الإبداع وتناول حياة الشخصيات العامة. وتعتبر قضية حقوق الملكية الفكرية والأدبية جوهر الخلاف بين الأسرة وصناع العمل، حيث تؤكد الأسرة حصر حق سرد قصة حياة هند رستم بها.
مطالبات قانونية ورفض وراثي
استندت الأسرة في تحذيرها إلى قوانين حماية حقوق الملكية الفكرية، ومكافحة جرائم تقنية المعلومات، وأيضاً قانون الهيئة الوطنية للصحافة، مؤكدةً أنها لن تتهاون في اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية إرث الفنانة الراحلة. أعربت بسنت رضا، ابنة هند رستم، عن رفضها القاطع لتجسيد شخصية والدتها درامياً، معتبرة أن ذلك أمر غير مقبول.
وأشارت رضا إلى أن والدتها كانت على يقين من أنها لن تسمح بتحويل حياتها إلى عمل فني، وأنها كانت تكرر ذلك في حياتها. وتأتي هذه المواقف في سياق رفض متزايد من قبل ورثة بعض الفنانين المصريين لإنتاج أعمال درامية أو سينمائية عن حياة ذويهم.
هل يحتاج سرد السيرة الذاتية إلى موافقة الورثة؟
تتباين الآراء القانونية والفنية حول مدى الحاجة إلى الحصول على موافقة الورثة قبل إنتاج أعمال فنية عن حياة الشخصيات العامة. ترى الناقدة الفنية فايزة هنداوي أن تناول حياة المشاهير يعتبر شأناً عاماً ومن حق صناع الفن استلهام هذه القصص، ولكن مع ضرورة التحري الدقيق عن المعلومات وعدم التشويه.
وتضيف هنداوي أن التركيز يجب أن يكون على الجوانب العامة في حياة الفنان، مثل مسيرته الفنية والثقافية، بينما يجب احترام خصوصية العلاقات الشخصية وعدم الخوض فيها دون موافقة الأطراف المعنية. وأشارت إلى أن الهدف من هذه الأعمال يجب أن يكون إثراء الوعي الثقافي وتعريف الجمهور بحياة هؤلاء الفنانين، وليس مجرد استغلال أسمائهم لتحقيق مكاسب مادية.
وفي الحالات التي تتناول تفاصيل شخصية، تشدد هنداوي على أهمية الحصول على موافقة الورثة. لكنها لفتت النظر إلى أن هناك تفرقة بين الحقوق الأدبية (التي تحتفظ بها الأسرة) والحق في تناول حياة الشخصية العامة.
يثير هذا الجدل تساؤلات حول مستقبل أعمال السيرة الذاتية في مصر، ومدى إمكانية التوفيق بين حرية الإبداع وحماية حقوق الملكية الفكرية والأدبية. يذكر أن العديد من الأسر الفنية الأخرى قد أعربت عن رفض مماثل لإنتاج أعمال عن حياة ذويها، منها أسرة فؤاد المهندس ومحمد فوزي وفريد شوقي ومحمود ياسين.
من المتوقع أن تشهد الأيام القادمة تطورات قانونية في قضية مسلسل “هنومة”، حيث أكدت أسرة هند رستم أنها ستتقدم بدعوى قضائية ضد صناع العمل. وسيكون من الضروري متابعة موقف المحكمة، ومدى تطبيق القوانين المتعلقة بحماية حقوق الملكية الفكرية والأدبية في هذا السياق. كما ستكون ردود فعل صناع العمل، وما إذا كانوا سيقومون بتعديل السيناريو أو التراجع عن المشروع، محل اهتمام كبير.
الكلمات المفتاحية: هند رستم، السيرة الذاتية، دراما السيرة الذاتية، حقوق الملكية الفكرية، فيلم الست
