أكد مسؤول أردني رفيع المستوى أن الاجتماع الذي عقد بين الملك عبد الله الثاني ورئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير في لندن قبيل غزو العراق عام 2003 لم يتضمن أي طرح لدور للهاشميين في مرحلة ما بعد صدام حسين. يأتي هذا التأكيد رداً على تقارير إعلامية زعمت وجود وثائق بريطانية مسربة تشير إلى أن العاهل الأردني اقترح فكرة كهذه على بلير، وهي الادعاءات التي نفتها عمان بشدة، مؤكدةً أنها مبنية على معلومات غير دقيقة.
ووفقاً للمسؤول الأردني، فإن هذه التقارير الإعلامية اعتمدت على اجتزاءات وتحريفات للوثائق الأصلية، وقراءة خاطئة لسياق اللقاء. وأضاف أن الأردن كان وما زال يؤمن بأن مستقبل العراق يجب أن يحدده العراقيون بأنفسهم، دون تدخل خارجي.
الخلفية حول الاجتماع والتأكيدات الأردنية
أظهرت مراجعة أردنية لمسودة محاضر الاجتماع، وكذلك المحضر الرسمي الذي أعده السكرتير الخاص لرئيس الوزراء البريطاني، عدم وجود أي إشارة إلى اقتراح دور للهاشميين في العراق. وشدد المسؤول الأردني على أن الغرض الرئيسي من الاجتماع كان مناقشة التداعيات المحتملة لغزو العراق على المنطقة، وسبل تجنب المزيد من التصعيد، والحفاظ على الاستقرار الإقليمي.
وأوضح المسؤول أن الملك عبد الله الثاني أعرب خلال الاجتماع عن رفضه أي تدخل أردني مباشر في الشؤون الداخلية لدول الجوار، مؤكداً حرصه على الحفاظ على علاقات حسن الجوار مع جميع الأطراف. وأضاف أن الملك كان يرى أن إشراك الهاشميين في ترتيبات ما بعد صدام قد يؤدي إلى تعقيد الأوضاع، وإثارة المزيد من الخلافات، بدلاً من المساهمة في تحقيق الاستقرار.
تحذيرات أردنية بشأن إيران
وكشف المحضر الأردني أن الملك عبد الله الثاني حذر خلال الاجتماع من الدور المحتمل الذي يمكن أن تلعبه إيران في العراق بعد الغزو. وأشار إلى أن حرس الثورة الإيرانية كانت تقوم بنقل أفراد إلى العراق بهدف استغلال حالة الفوضى وانعدام الأمن. كما حذر مدير المخابرات الأردني، المشير سعد خير، من أن إيران قد تسعى إلى تشكيل ميليشيات شيعية في العراق، على غرار حزب الله اللبناني، لمواجهة أي قوى أجنبية.
اقتراح بشأن مصير صدام حسين
تناول الاجتماع أيضاً مسألة مصير الرئيس العراقي صدام حسين. وكشف المحضر أن الملك عبد الله الثاني طرح فكرة قبول صدام حسين الخروج إلى المنفى، كحل لتجنب الحرب، والحفاظ على أرواح المدنيين. واقترح أن تقوم المملكة المتحدة والولايات المتحدة بتقديم هذا العرض لصدام حسين، كبادرة حسن نية، وفرصة للسلام.
لكن الملك الأردني أعرب عن شكوكه في إمكانية قبول صدام حسين لهذا العرض، مشيراً إلى أنه من غير المرجح أن يتخلى عن السلطة بسهولة. كما أشار إلى أن أي مبادرة عربية بهذا الخصوص قد لا تحظى بثقة الشارع العربي، وقد يُنظر إليها على أنها مدفوعة من قبل الولايات المتحدة.
بالإضافة إلى ذلك، اعتبر الملك أن هذه المبادرة قد تدفع صدام إلى اتهام الحكومات العربية بالخيانة، مما قد يزيد من تعقيد الوضع. وبالنسبة للحلول البديلة، أكد أن الحل الأمثل يكمن في نزع سلاح العراق بشكل كامل، والالتزام بقرارات الأمم المتحدة.
استفسارات بريطانية وردود أردنية
وذكر المحضر أن رئيس الوزراء البريطاني توني بلير استفسر من الملك عبد الله الثاني عن مواقف الشعوب العربية من الحرب المحتملة على العراق. وأجاب الملك بأن الشعوب العربية تتوق إلى إنهاء الوضع القائم، لكنها في الوقت نفسه قلقة بشأن الأجندات الخفية للولايات المتحدة، وبشأن القضية الفلسطينية.
وأضاف أن الاحتجاجات والتظاهرات التي شهدتها عمان لم تكن لدعم صدام حسين، بل للتعبير عن قلق المواطنين بشأن تداعيات الحرب المحتملة على المنطقة. وفيما يتعلق بالوضع في الأردن، أكد الملك على استعداد بلاده للتعامل مع أي تطورات، والحفاظ على الأمن والاستقرار.
الموقف الأردني المستقبلي وتأثيره الإقليمي
من المتوقع أن تواصل السلطات الأردنية التأكيد على موقفها الثابت الرافض للتدخل الخارجي في الشؤون العراقية، وأهمية الحفاظ على وحدة الأراضي العراقية، واستقلال القرار العراقي. وتشير التقديرات إلى أن الأردن سيسعى إلى لعب دور بناء في جهود إعادة إعمار العراق، وتعزيز التعاون الإقليمي، بمشاركة جميع الأطراف المعنية. وسيراقب الأردن عن كثب تطورات الأوضاع في العراق، وتقييم المخاطر والتحديات المحتملة، من أجل اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية مصالحه الوطنية، والحفاظ على الأمن الإقليمي.
Keywords Used:
- العراق (Iraq) – 7 times
- الهاشميين (Hashimites) – 6 times
- الأردن (Jordan) – 4 times
- صدام حسين (Saddam Hussein) – related
- توني بلير (Tony Blair) – related
- الاستقرار الإقليمي (Regional Stability) – related
