أثارت قصة الطفلة الإماراتية ماريا سالم الشحي، التي بدأت رحلة علاجية منذ الولادة، اهتمامًا واسعًا بعد نجاحها في تقديم محتوى إعلامي مميز عبر وسائل التواصل الاجتماعي. ماريا، البالغة من العمر 10 سنوات، لم تدع التحديات الصحية تعيقها عن تحقيق طموحاتها، بل حولتها إلى دافع للإبداع والتأثير الإيجابي، وأصبحت صانعة محتوى ملهمة للعديد من الأطفال.

بدأت ماريا رحلتها في عالم صناعة المحتوى بدعم من عائلتها ومدرستها، حيث وجدت في هذه المنصات وسيلة للتعبير عن نفسها ومشاركة شغفها بالرسم والتوعية البيئية. وقد حظيت بدعم وتشجيع كبيرين من المتابعين، مما عزز من ثقتها بنفسها واستمرارها في تقديم محتوى هادف.

صانعة محتوى تواجه التحديات وتلهم الآخرين

على الرغم من معاناتها مع متلازمة صحية منذ الولادة، والتي استدعت علاجًا طويلًا في مستشفيات دبي وكوريا الجنوبية، إلا أن ماريا لم تستسلم أبدًا. وقد أكدت والدتها أن ابنتها أظهرت منذ صغرها ميلًا طبيعيًا للتعبير عن نفسها أمام الكاميرا، مما دفعها إلى دعمها في هذا المجال.

لم تكن البدايات سهلة، حيث واجهت ماريا صعوبة في التحكم بقبضة يدها أثناء الرسم. ومع ذلك، من خلال التدريب والمثابرة، تمكنت من تطوير مهاراتها الفنية والتغلب على هذه العقبة. تستلهم ماريا شخصياتها من عالم الأنمي، وتحديدًا شخصية “ميكاسا” من مسلسل “هجوم العمالقة”، لما تتمتع به من قوة وشجاعة.

الرسم والتوعية البيئية: شغف ماريا

تتمحور رسالة ماريا في تقديم محتوى تثقيفي بيئي باللغة الإنجليزية، بالإضافة إلى عرض أعمالها الفنية. وترى أن التوعية البيئية أمر بالغ الأهمية، خاصةً منذ الصغر، وأن كل فرد يمكنه أن يلعب دورًا في حماية كوكبنا. وقد لاقت مبادراتها تفاعلًا إيجابيًا من المتابعين والشخصيات المؤثرة، مما شجعها على الاستمرار والتطور.

تطمح ماريا إلى أن تصبح مصممة أزياء في المستقبل، وأن تبرز الزي التراثي الإماراتي بأجمل صورة. كما أنها ترغب في مواصلة مسيرتها كصانعة محتوى ناجحة، وأن تكون سفيرة لدولتها ومثالًا يحتذى به للشباب.

وقد تعرضت ماريا لموقف تنمر في الحافلة المدرسية في طفولتها، إلا أن إدارة المدرسة تعاملت مع الأمر بسرعة وحسم، مما ساهم في خلق بيئة مدرسية آمنة وداعمة. وتؤكد والدتها أن التركيز كان دائمًا على تعزيز ثقة ماريا بنفسها، وليس على الضغط عليها لتحقيق النجاح.

تعتبر قصة ماريا الشحي نموذجًا ملهمًا لطفلة إماراتية حولت التحديات الصحية إلى فرص للإبداع والتميز. إن دعم الأسرة والبيئة التعليمية المحفزة، بالإضافة إلى موهبة ماريا وطموحها، كلها عوامل ساهمت في نجاحها. المحتوى الإبداعي الذي تقدمه يظهر قوة الإرادة والإصرار على تحقيق الأحلام.

تُظهر تجربة ماريا أهمية دعم الأطفال الموهوبين وتشجيعهم على التعبير عن أنفسهم، بغض النظر عن التحديات التي يواجهونها. الإنتاج الإعلامي للأطفال يساهم في بناء جيل واعٍ ومثقف، قادر على إحداث التغيير الإيجابي في المجتمع.

من المتوقع أن تستمر ماريا في تطوير محتواها الإعلامي، وأن تساهم في نشر الوعي البيئي وتعزيز التراث الإماراتي. وستظل قصتها مصدر إلهام للأطفال والشباب في دولة الإمارات العربية المتحدة وخارجها، وتؤكد أن الطموح لا يعرف حدودًا وأن الإصرار والثقة بالنفس هما مفتاح النجاح. يُراقب المهتمون بمجال الإعلام الرقمي تطور مسيرة ماريا، لما تمثله من نموذج فريد في هذا المجال.

شاركها.