أمد/ كتب حسن عصفور/ نشرت الولايات المتحدة مؤخرا، ما أسمته خطة “شروق غزة” لبناء مدينة تكنولوجية بقيمة 112 مليار دولار خلال عشر سنوات، يتم التنفيذ على 4 مراحل، تبدأ من رفح كمرحلة أولى، دون أن تحدد زمنا للانتقال من مرحلة لأخرى، وكيفية حدوثه، إلى جانب عدم الإشارة لعدد سكان قطاع غزة المفترض أنهم باقين ليكونوا مستفيدين من تلك “المدينة الحالمة”.
مشروع ترامب “الحالم”، المستند لخطة زوج ابنته اليهودي غاريد كوشنر، التي أعدها فبراير 2024، لا تحمل أي ملمح سياسي على الإطلاق، وتبدو كمشروع “انعزالي” عن المكون الفلسطيني العام، مع التقدير أنه عمقه التفاعلي ستكون دولة الكيان للخروج نحو العربي وغير العربي.
وبعيدا عن الدخول في تفاصيل المشروع الحالم، فالحديث عن بناء “متروبوليس غزة” يتطلب تحديد الأطراف المشاركة وما هي معايير المشاركة، وهل يمكن الانطلاق به قبل التعافي المبكر وإعادة الإعمار الذي تم الإشارة له في كل ما يعرف باتفاقات من شرم الشيخ حتى قرار مجلس الأمن 2803، والتكلفة الإجمالية والجهات المشاركة.
قبل أيام، نشرت وسائل إعلام أمريكية وعبرية، بأن إدارة ترامب طالبت دولة الكيان تحمل مسؤولية إزالة الركام من قطاع غزة، مسألة لو تأكدت، فهي مؤشر جديد على إطالة الوجود الاحتلالي بمسميات مضافة، خاصة وحكومة الفاشية اليهودية لا تجد ما يدفعها للسرعة في إنجاز ذلك، بل تعمل على تخريب جديد.
“متروبوليس غزة”، لم يكن جزء من أي نقاشات عملية بين “أطراف الرعاية الأربعة” لاتفاق شرم الشيخ، فأمريكا لا تزال تتعامل مع “إطار الرعاية” كجسم ثانوي استخدامي عند الضرورة، كما حدث في لقاء ميامي يوم الجمعة /السبت 19/20 ديسمبر 2025، حاولت منه أن تعيد التأكيد على دور مجلس السلام، دون زمن محدد، ما يؤكد أن التوقيت لمسار التنفيذ بكامله بات في يد حكومة نتنياهو، وليس الرباعية أو “مجلس السلام” الوهمي حتى تاريخه.
لا يمكن اعتبار عدم عرض خطة “متروبوليس غزة”، من قبل الإدارة الأمريكية على “لقاء ميامي” احتراما للأطراف المشاركة، بل هو فعل تأكيدي للمسألة الجوهرية التي تعمل إدارة ترامب على ترسيخها بشكل عملي، بأن دولة الاحتلال هي من يقرر مسار تنفيذ “اتفاق شرم الشيخ” وكذا قرار مجلس الأمن 2803، الأمر الذي اتضح من إعلان رأس الطغمة نتنياهو حول دور قوة الاستقرار في نزع سلاح حماس، إما أن تنفذوا أم جيشهم ينفذ، وكأنه بات رئيسا لمجلس السلام، أو بالحد الأدنى رئيس مشارك.
جوهر السلوك الأمريكي التنفيذي هو انعكاس لجوهر مشروعهم الاقتصادي المعروف بـ “متروبوليس غزة”، القائم جوهريا على تطوير مشاريع احتلالية سابقة تحت عنوان “تحسين مستوى المعيشة”، كبديل عن الحل السياسي، ما يؤدي إلى تعزيز الرؤية التهويدية التي تعمل إدارة ترامب على ترويجها بأشكال متباينة.
“متروبوليس غزة”..رؤية أمريكية خالصة لنزع الدسم السياسي عن كل فرصة للذهاب نحو حل يؤدي إلى قيام الكيان الوطني، مواجهته مبكرا ضرورة عليا.
ملاحظة: بشكل مفاجئ..قالت حكومة بيبيتو انها خلصت المنطقة الصفراء من كل السلاح اللي فيها..يعني هيك 56 % من القطاع نظيف..هاي بالكم إعلان استعراضي أم رسالة مبكرة للي جاي حول الحمراء.. نازلين تطبيش ولا سائلين عن ضجيج الحكي..من وين ما كان..
تنويه خاص: اكتر شي محزن أن يرد اسم المفكر الإنساني نعوم تشوميسكي ضمن أوراق المنحط أبستين..قيمة عالية جدا..موقفه السياسي ضد دولة العدو خلاهم يمنعوا دخلوه للضفة الغربية مع أنه يهودي..فعلة لن تلطخ مسار إنساني فكري عظيم..غلطة وتروح يا تشوم..
لمتابعة قراءة مقالات الكاتب
https://x.com/hasfour50
https://hassanasfour.com
