لا تزال ساكنة دواوير تغفيست، إكرضان، وونكموت التابعة لجماعة أيت تمليل بإقليم أزيلال، تمنّي النفس بتدخل عاجل من الجهات المعنية لفك العزلة عنها، بعد انقطاع الطريق والكهرباء وشبكة الهاتف والأنترنت، لأكثر من خمسة أيام متواصلة بسبب التساقطات الثلجية، في ظل غياب حلول عملية تعيد الوضع إلى طبيعته.

وفي هذا الإطار، كشف علي بامو، رئيس جمعية الإشعاع التنموي الشامل بدوار تيغفيست تمغريت بجماعة أيت تمليل، أن “هذا الوضع خلّف معاناة إنسانية حقيقية لدى فئات كثيرة من ساكنة المنطقة، خاصة في صفوف المرضى، والنساء الحوامل، والأطفال، والتلاميذ، وكبار السن”.

وأوضح بامو في تصريح لجريدة “العمق”، أنه “أمام هذا الوضع المقلق والمؤسف، وجدت ساكنة الدواوير المذكورة نفسها في عزلة شبه تامة عن العالم الخارجي، مع ما يرافق ذلك من مخاطر تمس السلامة والعيش الكريم لمواطني هذه البقعة الجغرافية”، على حد قوله.

وأضاف المتحدث ذاته، أن “غياب التواصل والتدخل في الوقت المناسب، رغم هشاشة المنطقة خلال فصل الشتاء، فاقم من حدة الوضع”، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن “هذه الدواوير الموجودة بين تخوم جبال أزيلال تعيش نفس المعاناة بشكل دائم ومتكرر كل سنة دون حلول دائمة”، وفق تعبيره.

وأكد المصدر عينه أن “تداعيات هذه الوضعية لا تقتصر على الجانب الاجتماعي فقط، بل تمتد إلى القطاع الفلاحي، حيث أصبحت قطعان المواشي مهددة بالنفوق بسبب الخصاص الحاد في الأعلاف، الناتج عن انقطاع المقطع الطرقي الذي يربط الدواوير بالعالم الخارجي، مما يهدد مصدر عيش عدد كبير من الأسر”.

وشدد الفاعل الجمعوي نفسه، على أن “الساكنة تضع ثقتها في الجهات المسؤولة من سلطات تنفيذية ومنتخبين، وتنتظر تفاعلا جديا ومسؤولا يراعي خصوصية المنطقة ويضمن حق سكانها في الكرامة والعيش الكريم، أسوة بباقي مناطق المملكة ”.

إلى ذلك، طالب بامو السلطات المختصة، وعلى رأسها عامل إقليم أزيلال، بـ“ضرورة التدخل العاجل لفتح الطريق وفك العزلة، وإعادة التيار الكهربائي وشبكة الهاتف في أقرب الآجال، إلى جانب العمل على حلول جذرية ودائمة تضمن عدم تكرار هذه المعاناة مستقبلا”.

وشهد إقليم أزيلال، خلال الأيام القليلة الماضية، تساقطات ثلجية مهمة همت بالأساس المناطق الجبلية والمرتفعات، تزامنا مع موجة البرد القاسية التي عرفتها عدد من الأقاليم بمختلف جهات المملكة.

وساهمت هذه التساقطات، التي وصفت بالكثيفة في بعض القمم، في تراجع درجات الحرارة بشكل ملحوظ، وغطت مساحات واسعة بالثلوج، خاصة بالمناطق المجاورة لسلسلة جبال الأطلس الصغير والمتوسط، ما أعاد إلى الواجهة إكراهات فصل الشتاء بالمناطق الجبلية.

المصدر: العمق المغربي

شاركها.