قال مدير منظمة “غيم أوفر إسرائيل” (انتهت اللعبة إسرائيل)، والخبير بالاستراتيجيات السياسية آشيش براشار، إن حالة من الضجر والتململ تسود داخل أروقة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم “يويفا”، نتيجة تجاهل المطالب المتكررة بمحاسبة إسرائيل رياضيا على خلفية حرب الإبادة الجماعية التي ارتكبتها في قطاع غزة.

وخلفت حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة التي بدأت في 8 أكتوبر 2023 بدعم أمريكي واستمرت سنتين، أكثر من 70 ألف قتيل وما يفوق 171 ألف جريح، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا طال 90 بالمئة من البنى التحتية المدنية.

وأوضح براشار، في مقابلة، أن المؤسسات الكروية الدولية تواصل الصمت إزاء جرائم إسرائيل المرتكبة بغزة، رغم الدعوات المتزايدة لاتخاذ إجراءات واضحة بحق إسرائيل، مشددا على أن “الجميع سئم، والجميع يريد إجراءات واضحة”.

وأشار إلى أنه رغم مرور أكثر من عامين على مجازر غزة، لم تتخذ أي خطوات سياسية جادة لتقييد إسرائيل أو محاسبتها، لافتا إلى استمرار مشاركتها بحرية في الفعاليات الثقافية والرياضية الدولية، بخلاف ما جرى مع دول أخرى في ظروف مشابهة.

وأكد براشار أن ما يحدث في غزة يعد جريمة إبادة جماعية بحق الإنسانية، ومع ذلك لم تفرض على إسرائيل العقوبات التي طبقت تاريخيا على مرتكبي جرائم الإبادة، واصفا هذا التناقض بـ”الصارخ وغير المبرر”.

وأوضح أن دولا مثل ألمانيا السابقة، ويوغوسلافيا، وجنوب إفريقيا، وآخرها روسيا، تعرضت لعقوبات رياضية صارمة، في حين لم يتحرك الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” ولا “يويفا” ضد إسرائيل، رغم حجم الجرائم المرتكبة.

وأضاف أن “هذه المواقف لا تعبر عن إرادة الجماهير ولا الرأي العام العالمي”، معتبرا أن “الأمر لم يعد مجرد تجاهل، بل شراكة في الجريمة”.

واستعاد براشار قرار “يويفا” السريع ضد روسيا بعد شنها الحرب على أوكرانيا، مشيرا إلى أن العقوبات فرضت بعد يومين فقط من اندلاع الحرب، وقبل توثيق جرائم حرب، بينما لم يتخذ أي إجراء بحق إسرائيل رغم مرور أكثر من عامين على الجرائم الموثقة في غزة.

وتساءل عن غياب الجهات التي تحركت جماعيا لمعاقبة روسيا بذريعة انتهاك حقوق الإنسان، وصمتها اليوم حيال ما يجري في فلسطين.

وأضاف أن “فيفا” و”يويفا” لم يكونا يرغبان في تعليق عضوية روسيا عام 2022، لكن تحركا جماعيا قادته السويد وبولندا و12 دولة أوروبية، مع إعلان مقاطعة مباريات كرة القدم، دفع الاتحادين إلى الرضوخ.

ومنذ 24 فبراير/ شباط 2022، تشن روسيا هجوما عسكريا على جارتها أوكرانيا وتشترط لإنهائه تخلي كييف عن الانضمام إلى كيانات عسكرية غربية، وهو ما تعتبره كييف “تدخلا” في شؤونها.

وشدد براشار على أن ما يجري في غزة يفوق ما حدث في حالات سابقة، متسائلا عن سبب غياب الفعل الجماعي ذاته.

المؤسسات الكروية الدولية تواصل الصمت إزاء جرائم إسرائيل المرتكبة بغزة، رغم الدعوات المتزايدة لاتخاذ إجراءات واضحة بحق إسرائيل، مشددا على أن “الجميع سئم، والجميع يريد إجراءات واضحة”.

وأكد أن جرائم الحرب غير مقبولة في أي مكان، وأن استمرار تجاهل الجرائم الإسرائيلية يقوض الثقة في المؤسسات الرياضية الدولية.

وقال براشار إن حملة “غيم أوفر إسرائيل” تمثل حركة ضغط سياسي تهدف إلى فرض حظر رياضي دولي على إسرائيل، مؤكدا أن “مرتكبي الإبادة لا مكان لهم في كرة القدم”.

وأوضح أن الضغوط تتزايد داخل “يويفا”، خاصة مع رفض الفرق الإسرائيلية خوض مباريات خارجية في دول مثل تركيا بذريعة مخاوف أمنية، ما يفرض أعباء إضافية على الأندية والاتحادات الأخرى.

وأشار إلى أن هذا الوضع دفع كثيرين داخل “يويفا” إلى المطالبة باتخاذ قرار حاسم بشأن عضوية إسرائيل.

وأضاف أن كثيرا من المسؤولين داخل (يويفا) لا يريدون الاستمرار في التعامل مع هذا الملف، ويتحدثون عن الإبادة الجارية في الأراضي المحتلة، وعن اضطرار فرق تركية إلى خوض مبارياتها في المجر، متسائلا: لماذا تتحمل فرق ودول أخرى هذا العبء؟ ولماذا تعاقب دول بسبب جرائم ترتكبها إسرائيل؟”.

وأكد براشار أن “الجميع سئم، والجميع يريد حسما”.

ولفت إلى أن ما حدث في مسابقة “يوروفيجن”، حين لوحت دول بالانسحاب احتجاجا على مشاركة إسرائيل، قد يتكرر في كرة القدم، محذرا من تصاعد المقاطعات داخل “يويفا”.

وقال: “لا حل سوى تعليق عضوية إسرائيل في المنظمات الرياضية الدولي، هذه هي النتيجة الوحيدة العادلة”.

وأضاف أن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم يتجاهل حتى مبادئه القانونية من أجل حماية إسرائيل، مشيرا إلى أن منظمته تقدمت بشكاوى رسمية إلى المحاكم والحكومة السويسرية للطعن في الوضع القانوني لـ”يويفا”.

وفي نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، قال رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم ورئيس اللجنة الأولمبية الفلسطينية جبريل الرجوب، في تصريحات، إن الملاعب والصالات الرياضية في غزة والضفة الغربية المحتلة دمرت، وإن آلاف الرياضيين قتلوا أو أصيبوا أو فقدوا جراء العدوان الإسرائيلي.

وأكد الرجوب أن الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية والقدس يتعرضون لما وصفه بمحاولات “منهجية ومستمرة للإبادة”، أسفرت عن تدمير البنية التحتية الرياضية ووقوع آلاف الضحايا من الرياضيين.

وطالب الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، مرارا، بتعليق مشاركة الفرق واللاعبين الإسرائيليين في المسابقات الرياضية الدولية.

شاركها.