
دول «الترويكا» قالت إن عودة العنف في جنوب السودان سيشكل انتكاسة خطيرة لجيرانه الذين يعانون بالفعل من تأثير الصراع في السودان.
التغيير: وكالات
طالبت دول الترويكا، قادة دولة جنوب السودان، بتغيير مسارهم على وجه السرعة “من أجل مصلحة شعب جنوب السودان ومن أجل الاستقرار الإقليمي”.
وتدهورت الأوضاع بجنوب السودان في الآونة الأخيرة بصورة باتت تهدد استقرار الدولة جراء تزايد الاستقطاب السياسي وعودة العنف والهجمات العسكرية في بعض المناطق.
وقف الهجمات العسكرية
وقالت حكومات الترويكا (الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة والنرويج) في بيان مشترك، إنه يجب على جميع الأطراف، وخاصةً الحركة الشعبية لتحرير السودان الفصيل المتحالف مع الحكومة، والحركة الشعبية لتحرير السودان الفصيل المتحالف مع المعارضة، وقف الهجمات المسلحة والعودة فورًا إلى وقف إطلاق النار على مستوى البلاد وإلى حوار مستدام على مستوى القيادة.
وأكدت أنه “يجب على الحكومة الانتقالية إنهاء غاراتها الجوية ضد مواطنيها؛ وإطلاق سراح السجناء السياسيين؛ واستخدام الإيرادات العامة لدفع رواتب موظفي القطاع العام؛ وتمويل خدمات الصحة والتعليم وغيرها من الخدمات الأساسية لمواطنيها”.
وأشارت إلى أنه “عندما تم التوقيع على الاتفاقية المُعاد تنشيطها لحلّ النزاع في جنوب السودان قبل ما يزيد عن سبع سنوات، كان الأمل معقودًا على أن تحقق السلام بعد أن شابت سنوات الاستقلال الأولى للبلاد صراعات، بما في ذلك أعمال عنف وحشية ضد المدنيين”.
عدم تنفيذ الاتفاقية
وأضافت: “على الرغم من دعم المجتمع الدولي، لم يكن التفاؤل والارتياح اللذين أعقبا توقيع الاتفاقية في محلهما. فبموجب بنود الاتفاقية، كان من المفترض أن يرأس الرئيس كير حكومة انتقالية للوحدة الوطنية، إلا أن هذه الحكومة لا ترقى إلى مستوى اسمها، حيث تم انتهاك مبادئ تقاسم السلطة، ولم يتم إحراز أي تقدم ملموس نحو تنفيذ الاتفاقية”.
ونوه البيان إلى أنه لا تزال الموارد العامة يُساء استخدامها: إذ لا يتم دفع رواتب موظفي الخدمة المدنية، والمانحون الدوليون ينفقون مبالغ أكبر بكثير على تقديم الخدمات الأساسية لشعب جنوب السودان مقارنةً بما تنفقه الحكومة الانتقالية نفسها.
ولفت إلى أنه “عند الاستقلال، جعلت عائدات النفط جنوب السودان دولة متوسطة الدخل. أما الآن، فهي أفقر دولة في العالم، والأكثر فسادًا. وتواصل القيادة إجراء عمليات إعادة تشكيل أحادية الجانب تُزعزع الاستقرار، بدلا من التركيز على إدارة شؤون البلاد أو التحضير للانتخابات”.
وقال البيان المشترك: “الأخطر من ذلك، أننا شهدنا عودة إلى الصراع واسع النطاق في جميع أنحاء البلاد”.
وأضاف: “سيكون من المأساوي لشعب جنوب السودان أن نشهد عودة إلى مستويات العنف التي سادت في عامي 2013، و2016. كما أن ذلك سيشكل انتكاسة خطيرة لجيران جنوب السودان، الذين يعانون بالفعل من التأثير المزعزع للاستقرار الناجم عن الصراع في السودان”.
مطالبة بإجراءات ملموسة
وطالب البيان مسؤولي الحكومة الانتقالية على جميع المستويات بالكفّ عن التدخل في عمليات مقدمي المساعدات الإنسانية والمنظمات الإقليمية والدولية.
وقال “إن قيام الحكومة الانتقالية بعرقلة مغادرة قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة وتحركاتها داخل البلاد مثال صارخ على هذا السلوك ويجب أن يتوقف فوراً”.
وطالب البيان المشترك، جميع أصدقاء جنوب السودان وشركائه، وخاصةً دول الجوار التي ستكون الأكثر تضررًا من احتمال تجدد الصراع واسع النطاق، بأن يتحدوا في رسالتهم وهي أن الوضع لم يعد يُحتمل.
واختتم: “يجب على قادة جنوب السودان وقف الصراع الحالي والتركيز على استعادة ثقة شعبهم والمجتمع الدولي من خلال إجراءات ملموسة. وإذا فعلوا ذلك، فسوف يحظون بدعم العالم واستثماراته واحترامه”.
المصدر: صحيفة التغيير
