أمد/ في ٢ اب غزا العراق الكويت واحتلها من الباب للمحراب
في ٢٨ شباط صدر قرار مجلس الامن تحت البند السابع واعلن العراق قبوله القرار الذي فرض على العراق وصايه امميه وحرمه من التصرف بصادراته وامواله ومنع عليه التحليق فوق الشمال والجنوب وفرض نظام التفتيش والرقابه حتى على الطير الطاير
واستمرت لعبة شد الحبل ١٠ سنوات اخرى حاول العراق اصلاح ما يمكن اصلاحه وجرى انشاء نظام النفط مقابل الغذاء لانجاح مشروع البطاقه التموينيه واستمرارها
كانت العقوبات على الشعب العراقي ونجح النظام الوطني في وقتها من تخفيف وطأة العقوبات على الناس رغم ان رواتب موظفي الدوله كادت تصل ٥ دولارات الا ان كل شيء كان مجانا ..
في ٢٠٠١ لم يكتف جورج بوش بالعقوبات ومجلس الامن وقرر على طريقه نتنياهو اكمال السيناريو وتشكيل تحالف غزو واحتلال العراق وما اسموه وقتها تحرير العراق
في الثامن من نيسان تم اسقاط نظام صدام حسين وحل الجيش والامن والوزارت وحظر حزب البعث واستباحوا العراق اسقطوا الدوله العراقيه نهبوا المتاحف والمقرات الحكوميه والوثائق نبشوا القبور وفتحوا القصور على مصراعيها سقط العراق والكل العربي يبارك ويتفرج الكل مبسوطين لسقوط العراق سوى قله شعبيه ضميرها كان ما يزال حيا ..
سقط العراق وسقطت معه الامه والنظام العربي تدحرج الجميع كاحجار الدينمو وجاءبعدها الربيع العربي وضاع ما تبقى للعرب من بناء وهيبه وكرامه
حتى وصلنا الى السابع من اكتوبر
وبعدها الثامن من اكتوبر
وتكرر السيناريو الى ان وصلنا الى خطة بوش وتصفيق شرم الشيخ ووافق الجميع على الوصايه
والرفض كلامي مناوره
نتنياهو يقول نزع سلاح حماس وخروجها من المشهد وسيطره امتيه اسرائيليه ورقابه امريكيه
وحكم بيد عملاء اسرائيل
هذا القول يؤيده العرب والمسلمون
ماذا ستفعل حماس في مواجهة الطوفان العكسي ..
هل سيتكرر سيناريوا العراق .
سؤال مشروع ..
… بل هو سؤال واجب، لأن التاريخ حين يُعاد بنفس الأدوات تقريبًا لا يكون صدفة، بل خطة تتبدل ساحتها فقط.
دعنا نضع الأمور بلا انفعال، وبلا تجميل.
أولًا: أوجه الشبه بين العراق وغزة
1. الذريعة الأخلاقية
العراق: أسلحة الدمار الشامل.
غزة: مكافحة الإرهاب / نزع سلاح حماس.
الذريعة تتغير، لكن الهدف ثابت: نزع القدرة، لا تغيير السلوك.
2. العقاب الجماعي
العراق عُوقب شعبه بالجوع والمرض والعزلة.
غزة تُعاقب بالتجويع، التدمير، الحصار، والتهجير.
في الحالتين:
> النظام يُستهدف نظريًا، والشعب يُكسر عمليًا.
3. الوصاية الدولية
العراق: بند سابع، نفط مقابل غذاء، تفتيش، حظر طيران.
: إدارة دولية، رقابة أمنية، تمويل مشروط، نزع سلاح، “إعادة إعمار تحت الإشراف”.
الاسم تغيّر، لكن الجوهر واحد: سلب القرار والسيادة.
4. الدور العربي
في العراق: صمت، تواطؤ، أو تصفيق.
في غزة: بيانات، مناورة لفظية، وموافقة ضمنية على “الحل الدولي”.
الفرق الوحيد:
في العراق كان التصفيق خجولًا…
في غزة هو مموّه بالإنسانية.
ثانيًا: أين يختلف المشهد؟
وهنا النقطة الأخطر.
العراق كان دولة سقطت من الأعلى.
غزة حركة مقاومة تُحاصر من الخارج والداخل.
صدام أُسقط بقرار دولي + غزو.
حماس يُراد لها أن تُستنزف، تُعزل، ثم تُجبر على الانسحاب أو الانتحار السياسي.
السيناريو ليس اجتياحًا كلاسيكيًا هذه المرة، بل:
> عاصفة الصور:
تجويع → ضغط شعبي → بدائل “محلية” → وكلاء → إدارة بلا مقاومة.
ثالثًا: ماذا يُراد من حماس تحديدًا؟
ليس فقط نزع السلاح.
بل:
نزع الشرعية الرمزية.
تحميلها مسؤولية الدمار.
دفع المجتمع الغزي للقول: “نريد الخلاص بأي ثمن”.
وهنا تُزرع البذرة الأخطر:
أن يتحول الضحية إلى خصم للمقاومة، كما حصل في العراق حين كره الناس كل ما له علاقة بالدولة السابقة، لا بسببها، بل بسبب الحصار.
رابعًا: هل سيتكرر سيناريو العراق حرفيًا؟
لا… ولن ينجح بنفس السهولة.
لكن الخطر موجود وبقوة.
لماذا؟
لأن غزة بلا عمق جغرافي.
بلا دولة تحميها.
وبلا نظام عربي لدعم.
والإنهاك الشعبي سلاح قاتل.
لكن بالمقابل:
غزة تملك ذاكرة حيّة.
والمقاومة ليست حزبًا حاكمًا فقط، بل فكرة متجذرة.
وما فشل في العراق بسبب الدولة، قد يفشل في غزة بسبب الشعب.
خامسًا: الخلاصة الصريحة
ما يُطبخ لغزة هو نسخة مُحدّثة من الوصفة العراقية:
أقل دبابات.
أكثر تجويع.
أقل صخب.
أكثر خيانة ناعمة.
وإن سقطت غزة بالوصاية، فلن تسقط وحدها.
> سيسقط ما تبقى من معنى للسيادة،
وسيدخل العرب مرحلة ما بعد الدولة…
تمامًا كما دخلها العراق قبل عشرين عامًا.
نعم، السؤال مشروع.
والخطر حقيقي.
والصمت… ليس حيادًا، بل مشاركة في السيناريو.
