الأحد 14 دجنبر 2025 01:15
بينما توسّع شركة “Waymo”، التابعة لـ”ألفابت” (الشركة الأم لـ”غوغل”)، شبكتها من سيارات الأجرة ذاتية القيادة في مدن أمريكية جديدة، يُطرح سؤال بيئي مهم: هل سيسهم هذا النوع من النقل المستقبلي في تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة؟ الجواب معقد.
تعتمد سيارات “Waymo”، إلى جانب منافسيها مثل “Zoox” التابعة لـ”أمازون” و”تيسلا”، على الكهرباء بالكامل. وبما أن قطاع النقل يُعد المصدر الأكبر لانبعاثات الكربون في الولايات المتحدة، فإن استبدال المركبات التي تعمل بالوقود الأحفوري بسيارات كهربائية مستقلة قد يبدو في الظاهر خطوة كبيرة نحو الحد من التلوث.
لكن الواقع يحمل تحديات بيئية جديدة. فعلى الرغم من أن المركبات الكهربائية تخفف من التلوث الناتج عن العوادم، فإنها أثقل من نظيراتها التقليدية، ما يؤدي إلى تآكل الإطارات والفرامل بشكل أكبر، وبالتالي إطلاق جسيمات دقيقة ضارة في الهواء، خاصة في المناطق المجاورة للطرق السريعة.
كما أن السيارات ذاتية القيادة تحتاج إلى كمّ هائل من القدرة الحوسبية. ووفق دراسة من معهد “MIT” في عام 2023، فإن تشغيل مليار مركبة ذاتية القيادة لمدة ساعة يوميًا قد يستهلك طاقة تعادل ما تستهلكه جميع مراكز البيانات الموجودة عالميًا، ما يعني أن مزاياها البيئية قد تتضاءل إذا استُخدمت على نطاق واسع دون مصادر طاقة متجددة كافية.
بالإضافة إلى ذلك، هناك احتمال أن يُحفز توفر هذه السيارات على زيادة الاستخدام الشخصي للمركبات، وتوسّع المدن، وزيادة مسافات التنقّل، ما قد يؤدي إلى ارتفاع صافي الانبعاثات بدل خفضها.
أما على صعيد الازدحام، فقد أظهرت نماذج بحثية من جامعة ولاية كارولاينا الشمالية أن السيارات ذاتية القيادة المصممة للسير الحذر قد تُفاقم من الازدحام، مما قد يُقلل من الفوائد البيئية إذا علقت سيارات الوقود التقليدي خلفها في طوابير خانقة. لكن الباحثين يشيرون إلى أن برمجة هذه المركبات على نحو أكثر “جرأة” أو جعلها تتواصل مع إشارات المرور ومركبات أخرى يمكن أن يحسّن الأداء المروري بشكل عام.
المصدر: هسبريس
