أمد/ دمشق: قتل جنديان أميركيان ومعهما مترجم مدني أميركي، وأصيب آخرون من الجيش الأميركي والجيش السوري في هجوم استهدف وفدا عسكريا مشتركا في مدينة تدمر في وسط سورية.

وبحسب البنتاغون، فإن الهجوم وقع أثناء لقاء الجنود الأميركيين قيادات محلية؛ فيما قالت القيادة المركزية الأميركية إن الهجوم وقع نتيجة كمين لمسلح منفرد من تنظيم “داعش” والذي قتل على يد قوات شريكة.

وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية، إنه “كان هناك تحذيرات مسبقة من طرف قيادة الأمن الداخلي للقوات الشريكة في منطقة البادية، باحتمال حصول خرق أو هجمات متوقعة لتنظيم ’داعش’، ولم تأخذ قوات التحالف الدولي التحذيرات السورية بعين الاعتبار”.

وأضاف “سيتم التأكد من ارتباط هذا العنصر بتنظيم ’داعش’ أم أنه يحمل فكر التنظيم نفسه، علمًا أن منفذ الهجوم لا يملك أي ارتباط قيادي داخل الأمن الداخلي ولا يعد مرافقا للقيادة”.

وهذه المرة الأولى التي يسجل فيها حادث مماثل منذ الإطاحة بنظام بشار الأسد قبل عام، وقد اتخذت السلطات السورية خلال الأشهر الماضية خطوات تقارب مع الولايات المتحدة.

وكانت وكالة الأنباء السورية “سانا”، قد أفادت بـ”إصابة عنصرين من قوات الأمن السورية وعدد من أفراد القوات الأميركية”، خلال الهجوم، مشيرة إلى مقتل “مطلق النار”.

وقال مسؤول عسكري طالبا عدم الكشف عن هويته، إن إطلاق النار وقع بينما كان ضباط سوريون وأميركيون مجتمعين داخل مقر تابع للأمن السوري في مدينة تدمر التاريخية.

ونقلت “سانا”، أن طائرات مروحيّة نقلت المصابين إلى قاعدة التنف حيث تنتشر قوات أميركية.

وتأتي زيارة هذا الوفد “ضمن إستراتيجية أميركية واضحة لتعزيز الحضور والتواجد في عمق البادية السورية”، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وكان تنظيم “داعش” قد سيطر على مدينة تدمر في العامين 2015 و2016 وسط توسع نفوذه في البادية السورية.

ودمّر التنظيم خلال تلك الفترة معالم أثرية بارزة ونفذ عمليات إعدام بحق سكان وعسكريين، قبل أن يخسر المنطقة لاحقا إثر هجمات لقوات النظام بدعم روسي، ثم أمام التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، ما أدى إلى انهيار سيطرته الواسعة بحلول 2019، رغم استمرار خلاياه في شن هجمات متفرقة في الصحراء.

وذكرت “سانا”، أن “مروحيات أميركية تدخلت لإجلاء المصابين إلى قاعدة التنف بعد حادث إطلاق النار”.

وانضمت دمشق رسميا إلى التحالف الدولي ضد تنظيم “داعش”، خلال زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى واشنطن الشهر الماضي.

وتنتشر القوات الأميركية في سورية بشكل رئيسي في المناطق الخاضعة لسيطرة الاكراد في شمال شرق البلاد، إضافة إلى قاعدة التنف قرب الحدود مع الأردن، حيث تقول واشنطن إنها تركز حضورها العسكري على مكافحة تنظيم “داعش” ودعم حلفائها المحليين.

شاركها.