أمد/ كتب حسن عصفور/ منذ توقيع إعلان شرم الشيخ يوم 13 أكتوبر 2023، ولاحقا قرار مجلس الأمن 2803 يوم 17 نوفمبر 2023، وقطاع غزة لا زال يعيش نتائج حرب الإبادة الجماعية، مع موت أقل وجوع أقل وتشريد أقل، مع طارئ كارثي جديد أنتجته الظروف الجوية التي أغرقت المشهد العام، وربما أغرقت معه بعض أمل كان منتظرا.
دولة الاحتلال، خلال ما يقارب الشهرين حصلت على كل ما لها في المرحلة الأولى، عدا جثة واحدة، أعلنت هي أنها حددت المكان والخاطفين، لكنها في المقابل لم تلتزم بما عليها خاصة فتح المعابر ووقف عرقلة دخول المساعدات، دون أي اكتراث لمسلسل البيانات “الصارخة” غضبا، كونها تعلم بأنها ليس فعلا ممكنا له مقابل.
ملامح مسار عدم تنفيذ المرحلة الأولى من “اتفاق شرم الشيخ” هو المؤشر القادم لمجمل ما سيكون من المرحلة الثانية، والتي تحمل تعقيدات مركبة أخذت بالظهور قبل أن تبدأ عملية التنفيذ، ما يشير إلى أن القادم لن يكون وفقا للرغبات غير الاحتلالية.
ولعل الحديث عن تشكيل “قوة الاستقرار الدولية” التي مفترض أن تشكيلها جزء من قرار مجلس الأمن 2083، بصفتها المشرفة على تنفيذه لاحقا، يشير إلى أن دخول المرحلة الثانية ليس كما أعلن سابقا، بل ولن يكون وفقا لمضمون القرار الأممي، رغم كل ما به من مخاطر مست جوهر الفلسطيني، الإنسان والمشروع، لتتجه نحو تقاسم القطاع باعتباره المدخل المكون لضرب الكيانية الموحدة، وليس فقط وحدة قطاع غزة.
أمريكا، بدأت في خطوات لعدم الالتزام نحو المرحلة الثانية بمضمون جديد، وزمن جديد، فهي لن تكون بالتأكيد مطلع العام القادم كما تتحدث، بل كل المؤشرات تؤكد أنها تحتاج أشهرا، فيما لم تتفق بعد على دولها وقوامها بل وعددها، وآليه الانتشار وأين، ما يفتح الباب لدولة الاحتلال المضي قدما بمخططها الخاص، في المنطقة الخضراء، دون أي مساءلة.
أمريكا، وبشكل مفاجئ، وقد يراه البعض “فعلا إيجابيا” طالبت دولة الاحتلال تحمل مسؤولية إزالة الأنقاض من قطاع غزة، وجوهر الفكرة تقود إلى استمرار الوجود الاحلالي باسم مستعار مضاف، إزالة الأنقاض، مع ما يتطلب ذلك من حضور أمني مباشر لقواتها، في مجمل أرض القطاع، كونها عملية شاملة، ما سيترك أثره على تشكيل “قوة الاستقرار”، ورفض بعض الدول المقترحة المشاركة بسبب ذلك.
فتح قناة إزالة الأنقاض، تساوي فتح تمديد الوجود الاحتلالي العام في قطاع غزة، ما سينعكس على حركة المساعدات وكذلك حركة الإعمار، فلن تكون حكومة نتنياهو في عجلة من أمرها لإزالة الدمار، لكنها ستعمل على الإعاقة بالحد الأقصى، كي تمنع فعليا إعادة الإعمار خاصة في المنطقة الحمراء، ما سيترك آثارا تدميرية على أهل قطاع غزة، سيدفعهم بالتفكير بكل الخيارات البديلة ومنها الهجرة بكل مظاهرها.
ربما اعتبر البعض الطلب الأمريكي بتحمل دولة الاحتلال مسؤولية إزالة الركام “خطوة” من باب “حسن النوايا”، لكن جوهرها يحمل كل مظاهر سوء النوايا، وهو ما يجب مواجهته، وقطع الطريق على مناورة خبيثة.
ملاحظة: غوتيريش حكى أمام الجمعية العامة، أن الاستيطان سنة 2025 كان غير مسبوق.. بنوا تقريبا 47,390 وحدة سكنية، مقارنة بنحو 26,170 وحدة في عام 2024..هاي أكيد نتائج طوفانية مش هيك برضه..نيلة تنيلكم يا حماميس انتوا وطوفانكم..
تنويه خاص: يوم 11 ديسمبر.. حمل ذكرى انطلاقة الجبهة الشعبية كركن رئيسي من أركان الثورة الفلسطينية المعاصرة..ذكرى الاحتفال بها تمثل حالة وطنية..مسارها لم يكن خطا مستقيما ..لكنه لم ينقطع..لها ولكل من حمل رايتها تحية خاصة..مع الأمل بأن تكون شعلة العام الجديد روحا بروح قادتها ومؤسسيها..شعبية وجبهة رايتها بلون فلسطيني ..
محزن أن تتناسى قيادة فتح ذكرى عامود مقاوم..
لمتابعة قراءة مقالات الكاتب
https://x.com/hasfour50
https://hassanasfour.com
