أجلت القاعات السينمائية الوطنية استقبال العرض التجاري للفيلم المغربي الجديد “فندق السلام” للمخرج جمال بلمجدوب، الذي اختار هذه المرة خوض تجربة غير مألوفة في السينما المغربية من خلال شريط ينتمي إلى صنف أفلام الرعب، وذلك بعدما غاب طويلا عن المشهد السينمائي الوطني.
يأتي هذا التأجيل بعد أن شرع صناع العمل في الترويج له عبر صفحاتهم الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي في خطوة تهدف إلى تشويق الجمهور، كما أُعلن عنه في المواقع الرسمية لدور العرض المغربية.
وكشف مصدر خاص لهسبريس أن الفيلم لم يعرض بعد لأسباب تقنية ولتعقيدات مرتبطة بالإنتاج، مشيرا إلى أن موعد العرض التجاري سيحدد قريبا، وغالبا سيكون بعد رمضان.
وأوضح المصدر أن الفيلم كان مقررا أن يطرح خلال فترة الهالووين، نظرا لانتمائه لأفلام الرعب، إلا أن بعض التواريخ التي اقترحها الموزعون تغيرت بين الفينة والأخرى لأسباب غير معلومة، ليتقرر في نهاية المطاف عرضه بعد الشهر الفضيل بسبب تزامن هذه الفترة مع احتضان المغرب لكأس إفريقيا في كرة القدم وعدد من التظاهرات الوطنية، على أن يكون الموعد الرسمي حسب المعطيات الأولية في أبريل القادم.
ويعد هذا العمل الروائي الطويل، من إنتاج شركة “جاكارندا برودكشن”، تجربة فنية جريئة تسعى إلى كسر النمط المعتاد في الإنتاجات المغربية، عبر الغوص في عالم من الغموض والإثارة والصراعات النفسية.
ولا يكتفي الفيلم بتقديم مشاهد مرعبة، بل ينسج خلفها قصة إنسانية عميقة تبرز الصراعات الداخلية التي يعيشها أبطاله داخل فضاء الفندق، حيث تختلط الحقيقة بالوهم، والخوف بالطمع، والإنسان بالقوى الماورائية.
يتناول “فندق السلام”، حسب مخرجه، موضوع الجن من منظور ثقافي واجتماعي مغربي، من خلال حكاية مجموعة أشخاص تغلب عليهم الأنانية والجشع، فيسعون لاستخراج كنز مدفون تحت الأرض، غير مدركين أنهم ينتهكون حرمة مكان تحرسه قوى خفية، لتبدأ بعدها سلسلة من الأحداث الغريبة التي تزرع الرعب في نفوسهم، وتحولهم من أصدقاء متآلفين إلى خصوم تحت وطأة لعنة غيبية، في رحلة مشحونة بالتشويق والرموز.
يلم العمل نخبة من الوجوه الفنية المغربية، من بينهم الراحل محمد الشوبي، سلوى زرهان، سامي الفكاك، بنعيسى الجيراري، وعزيز بوزاوي، الذين يجسدون شخصيات متباينة تجمعها أطماع المال وتفرقها القوى الغيبية.
وفي حوار سابق مع هسبريس، أوضح جمال بلمجدوب، مخرج فيلم “فندق السلام”، أن خوضه تجربة فيلم رعب مغربي جاء من رغبة شخصية في التحدي وكسر القوالب التقليدية، لافتا إلى أن “هذا النوع من الأفلام شبه منعدم في المغرب، وقد شعرت بأن الوقت حان لتقديم تجربة فنية مختلفة يمكن أن تفتح آفاقا جديدة للسينما الوطنية”.
وأضاف بلمجدوب أن فريق الإنتاج أبدى احترافية عالية في تنفيذ المشروع، معتبرا أن “الجرأة في الفكرة كانت نقطة الانطلاق. أما الرهان الحقيقي فكان تقديم عمل بجودة تقنية وفنية تليق بالجمهور المغربي”.
وأشار المخرج المغربي إلى أن فكرة الفيلم راودته حين صادف فندقا مهجورا بمدينة المحمدية، فاستوحى منه جو القصة وأجواءها الغامضة، قبل أن ينتقل إلى التصوير في فندق آخر بمدينة مراكش، كان يحمل بدوره قصصا غريبة زادت من إغراء المكان لإحياء الحكاية على أرض الواقع.
عرض "فندق السلام" يتأجل بالمغرب .
المصدر: هسبريس
