أكد الممثل الأمازيغي الشهير، ناصر المدغري، أن مهنة التمثيل قادرة على توفير “لقمة العيش” للفنان، نافيا ما يروجه بعض الفنانين حول استحالة العيش من الفن. وفي حلقة جديدة من برنامج “إيمي ن إغرم” على قناة “”، مشددا على أن النجاح المادي مرتبط بالقدرة على “تسيير الحياة” والتكيف مع المستوى المادي، بعيدا عن السهر والتبذير.

وانتقد المدغري بشدة شكاوى بعض الفنانين بأن التمثيل “متويكلش الخبز”، مؤكدا أن هذا الأمر “غير صحيح” وأن الممثل يمكنه العيش واكتساب رزقه من عمله، موضحا أنه شخصيا يشتغل بتعويضات “صغيرة” لكنه يسير حياته وفق مستواه المادي، وهو مسؤول عن عائلتيه الصغيرة والكبيرة ويقوم بـ”الحسابات” اللازمة، مشيرا إلى أن الممثل يتمتع بتعويضات الحقوق المجاورة التي تصرف كل ستة أشهر، وهو ما يعد دخلا إضافيا وليس دعما مباشرا.

وفيما يخص العلاقة بين الفنان والسياسة، أكد المدغري أن الفنان بشكل عام هو “سياسي ومناضل بطريقته”، وذلك عبر الفن الذي يقدمه، حيث يعالج الممثل من خلال أدواره إشكاليات المجتمع ويوجه رسائل للمسؤولين. واعتبر هذا نضالا غير مباشر.

ومع ذلك، أبدى رفضه القاطع لدخول الفنانين بشكل مباشر في الأحزاب السياسية والبرلمان، مشددا على أن الفنان “يجب أن يكون ملكا للجميع”، وألا ينحاز لحزب دون آخر، بل يجب أن يظل محايدا، كاشفا أنه تلقى “عروضاً كثيرة” للانخراط في أحزاب سياسية، ولكنه رفضها جميعا.

وبرر المدغري موقفه بأن المفهوم الحقيقي للسياسة هو “النفاق”، مستشهدا بالقول الدارج “غير تعامل معاه بالسياسة”، أي “غير نافقوا”، مع احترافي لجميع السياسيين، مؤكدا أنه شخصيا “لا يصلح للسياسة”، لكن هذا لا يعني عدم اهتمامه بالنقاش السياسي وبتطور بلده وتقدمه، مشيرا إلى أنه يتابع جلسات البرلمان ويناقش مع أصدقائه البرلمانيين، لكنه ولد ليكون محايدا ولجميع المغاربة.

في غضون ذلك، أكد الممثل الأمازيغي، أنه لو كان موقع صناعة القرار، لكان سيبدأ بإصلاح قطاعي التعليم والصحة، معتبرا أن التعليم هو الأساس الذي يمنح المجتمع الطبيب والمحامي، و”إن لم يكن هذا القطاع مؤسس بشكل جيد فلن يصلح شيء”.

في سياق آخر، انتقد المدغري، محتوى بعض الأعمال الأمازيغية، موضحا أن الأعمال التي شارك فيها لحد الآن تعالج قضايا سطحية مثل “الحب” و”الزواج” و”الطلاق”، مؤكدا أنها لا “تتعمق في المعاناة الحقيقية للساكنة” ولا تهتم بالمشاكل الحقيقية أو التاريخ الأمازيغي. وعزا ذلك إلى أن الذين يكتبون السيناريوهات لا يهتمون بهذه المشاكل، مشيرا إلى أن الجمهور المغربي “أصعب جمهور” يمكن إقناعه، حيث أصبح المشاهد يناقش كل صغيرة وكبيرة في الأعمال ولم يعد يكتفي بالضحك.

المصدر: العمق المغربي

شاركها.