أمد/ تل أبيب: تشير تقديرات الجيش الإسرائيلي إلى أن إيران عادت إلى إنتاج صواريخ باليستية “بوتيرة عالية”، بعد نحو نصف عام على الحرب الإسرائيلية التي استهدفت قدرات إيران الصاروخية ومنشآت مرتبطة ببرنامجها النووي.
جاء ذلك بحسب ما أفادت ممثلة الجيش الإسرائيلي، خلال إحاطة سرّية أمام لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، بحسب ما أوردت صحيفة “يديعوت أحرونوت” مساء يوم، الإثنين.
وأشارت ممثلة المؤسسة العسكرية إلى أن الجيش يعمل على بلورة خطة لهزيمة حركة حماس وتفكيك قدراتها العسكرية في حال فشلت خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في غزة، وقالت إن الخطة لا تزال قيد الإعداد.
وقالت ممثلة الجيش إن إيران استأنفت تصنيع الصواريخ الباليستية بسرعة أكبر مما كان متوقّعًا، وذلك بعد “حرب الـ12 يومًا” التي شنتها تل أبيب على طهران في حزيران/ يونيو الماضي.
وعند سؤالها حول وجود خطة جاهزة لإسقاط حكم حماس في حال تعثرت خطة ترامب، قالت إن الجيش الإسرائيلي “يبلور خطة خاصة” وأنها لا تزال ضمن “مراحل الصياغة والتصميم”.
وأضافت أن الرئيس الأميركي “مصرّ على الانتقال إلى المرحلة الثانية” في غزة بحلول عيد الميلاد، بينما تستغل حركة حماس وقف إطلاق النار لتعزيز قدراتها من جديد عبر التدريب، وبناء القوة، وإنتاج السلاح.
وأشارت إلى أن تركيا تمارس ضغوطًا على الولايات المتحدة للمشاركة في قوة الاستقرار الدولية (ISF) التي يجري التحضير لها، لكن إسرائيل ترفض هذا الدور، وسط خلاف داخل الإدارة الأميركية حول جدوى مشاركة أنقرة.
وكانت إيران قد أعلنت، يوم الجمعة الماضي، عن تنفيذ مناورة بحرية واسعة للحرس الثوري في الخليج، شملت إطلاق صواريخ باليستية وصواريخ كروز وطائرات مسيّرة. وبحسب الرواية الإيرانية، أصابت الصواريخ “أهدافًا وهمية” في خليج عُمان “بدقة عالية”، فيما دمّرت المسيّرات مواقع تحاكي “قواعد عدو”.
وتضمّن التمرين أيضًا ما وصفه الحرس الثوري باستخدام موسّع للقدرات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، إلى جانب رسائل تحذير لسفن أميركية كانت تعمل في المنطقة. كما سبقه تمرين دولي آخر استضافته إيران مع دول من منظمة شنغهاي للتعاون، وجرى تسويقه على أنه رسالة “سلام وصداقة” لجيرانها، وتحذير لإسرائيل من “عواقب أي خطأ في الحسابات”.
وتأتي هذه الأنشطة وسط تقديرات غربية بأن إيران تسعى إلى إعادة بناء ترسانتها الصاروخية بعد الضرر الذي لحق بها خلال المواجهة الأخيرة مع إسرائيل، بما في ذلك نقل تقارير عن نيتها إنتاج مئات الصواريخ دفعة واحدة في حال نشوب مواجهة جديدة.
وفي الأسابيع الأخيرة برزت مخاوف غربية من احتمال وقوع جولة عسكرية أخرى بين إسرائيل وإيران، رغم عدم منح واشنطن “ضوءًا أخضر” لعملية واسعة، بسبب انشغالها بملف غزة، وفق التحذيرات الدبلوماسية التي نُقلت لإسرائيل.
وتشير تقديرات دبلوماسية غربية إلى أنّ طهران لم تُظهر حتى الآن جهودًا لإحياء برنامجها النووي، لكن القلق يتزايد من “سوء تقدير” قد يقود إلى تصعيد، في ظل رسائل متبادلة عبر وسطاء بين إسرائيل وإيران حول نوايا الطرفين، وما إذا كان الردع المتبادل قد تضرّر بعد جولات المواجهة الأخيرة.
