أمد/ أصدرت جمهورية الصين الشعبية وفرنسا بياناً مشتركاً يوم الجمعة 5122025 خلال زيارة الرئيس الفرنسي ماكرون للصين ولقاءه بالزعيم الصيني شي جين بينغ تناول البيان تطورات الاحداث المتسارعة في العالم، وركز على الأوضاع المتفجرة في أوكرانيا وفلسطين. وقد كانت البصمة الصينية التي لا تخفى على أحد واضحة في نص البيان وهي امتداد للموقف الصيني العظيم الداعم لقضية فلسطين والقديم بقدم العلاقة الصينية الفلسطينية التي امتدت لأكثر من خمسين عاماً، حيث قدمت الصين خلالها دعماً لفلسطين في مختلف المجالات ، وخلال حرب الإبادة التي تعرض لها شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة ، برز الموقف الصيني الرافض للعدوان على شعبنا الفلسطيني، داعياً إلى وقف فوري له، وهو ما جرى التعبير عنه في البيان الثنائي الصيني الفرنسي يوم الجمعة الماضي ، حيث أكدت الصين على ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار ووقف الانتهاكات والخروقات الإسرائيلية والعدوان المتواصل على الشعب الفلسطيني. وفي لفتة تضامنية ملموسة، أعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ عن تقديم مساعدات إنسانية بقيمة 100 مليون يوان للشعب الفلسطيني، في خطوة تعبّر عن التزام الصين السياسي والإنساني تجاه عدالة القضية الفلسطينية، وتؤكد وقوفها إلى جانب الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس .وقد جاء هذا البيان المشترك في توقيت حساس، تتعاظم فيه محاولات فرض حلول مجتزأة، تتجاوز قرارات الشرعية الدولية وتتنكر لحقوق الشعب الفلسطيني. لذا فإن أهمية هذا الموقف الثنائي تتجاوز البعد السياسي في لحظته الراهنة ، بل في التأكيد على انه من الممكن بناء إرادة دولية تؤمن بحقوق الشعب الفلسطيني وترفض منطق الغطرسة والإفلات من العقاب.
كما و أن إعلان الرئيس شي جين بينغ عن تقديم 100 مليون دولار للمساعدة في مواجهة الأزمة الإنسانية في غزة ودعم جهود إعادة الإعمار، جاء ليؤكد بكل وضوح ديمومة موقف جمهورية الصين الشعبية الداعم لحقوق الشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها حقه في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس في الضفة الغربية وقطاع غزة وعاصمتها القدس ، وقد جاء هذا الدعم المالي السخي من الصين في وقت تواصل فيه دولة الاحتلال قرصنتها باحتجاز مئات الملايين العائدة للشعب الفلسطيني منذ قرابة عام . إلا أن توقيت ما قدمته الصين من دعم مالي لا يجب النظر إليه من جانب مالي فقط، رغم أهميته في تخفيف الأزمة المالية التي يعاني منها شعبنا في قطاع غزة جراء حرب الإبادة المتواصلة والتدمير الشامل وسياسة التطهير العرقي والابادة الجماعية، بل يجب النظر إليه من زاوية وقوف الصين السياسي والمعنوي إلى جانب عدالة القضية الفلسطينية.
فالصين تقرن قولها بفعلها، بتقديم الدعم السياسي للشعب الفلسطيني في ظل كل محاولات تصفية القضية الفلسطينية وقد كان ذلك واضحاً خلال الاونة الأخير في اروقة مجلس الامن والأمم المتحدة والمحافل الدولية كافة ، كما وتقدم دعماً مالياً لمساعدة الشعب الفلسطيني عبر مؤسساته الشرعية في مواجهة الأزمة وتمكينها من الصمود في وجه الابتزاز في محاولة بائسة للانقضاض على حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف.
إن شعبنا الفلسطيني، وهو يقدر مواقف جمهورية الصين الشعبية العظيمة قيادة وحكومة وشعباً، ووقوفها الحازم إلى جانبه في ما يتعرض له من عدوان متعدد الأشكال والوجوه، ومساندتها الدائمة لمنظمة التحرير الفلسطينية واعترافها المبكر بدولة فلسطين، يؤكد على أهمية تطوير وتعزيز العلاقات الصينية الفلسطينية في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، والإسهام في أن تتقدم وتتعزز مكانة الصين ليس في الشرق الأوسط فحسب، بل في العالم أجمع، للوصول إلى عالم متعدد الأقطاب في مواجهة الغطرسة الأحادية الجانب التي تحاول أمريكا فرضها على العالم لعقود وربما قرون قادمة.
