كشفت مصادر مطلعة يوم الجمعة، أنه من المتوقع الإعلان عن تشكيل “هيئة دولية” مكلفة بإدارة قطاع غزة قبل نهاية العام الجاري.

ونقلت وكالة “أسوشيتد برس” عن مصادر رسمية عربية وغربية، أن هذه الخطوة تأتي في إطار “المرحلة التالية” من اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بوساطة أمريكية.

وقال المسؤول العربي والدبلوماسي الغربي لوكالة أسوشيتد برس، اللذان تحدثا شريطة عدم الكشف عن هويتهما لأنهما غير مخولين بالحديث في هذا الشأن، إن المجموعة ستضم نحو اثني عشر زعيما آخرين من الشرق الأوسط والغرب.

أفاد مصدران مطّلعان أن الإدارة الأميركية تستعد للإعلان عن تشكيل لجنة من التكنوقراط الفلسطينيين لإدارة شؤون غزة بعد الحرب، في خطوة يُرجَّح الكشف عنها خلال لقاء مرتقب هذا الشهر بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وفق ما قال دبلوماسي غربي لوكالة أسوشييتد برس عبر الهاتف من القاهرة.

وينص اتفاق وقف إطلاق النار على نشر قوة دولية مسلّحة لتأمين القطاع وضمان نزع سلاح حركة حماس، وهو مطلب تعتبره إسرائيل أساسياً. ويُعد الإعلان المرتقب تقدّمًا مهمًا في تنفيذ خطة ترامب المكوّنة من 20 نقطة لإدارة الأراضي التي دمّرتها الحرب المستمرة منذ عامين.

وسجّل وقف إطلاق النار الهش، الذي بدأ في 10 أكتوبر/تشرين الأول، سلسلة اختبارات صعبة نتيجة اندلاع أعمال عنف واتهامات متبادلة بخرق الهدنة. ومع اقتراب المرحلة الأولى من الاتفاق من نهايتها، لم تُسلّم حماس بعد رفات آخر رهينة إسرائيلي مطلوب بموجب الصفقة.

وقال مسؤول عربي إن المشاورات مستمرة حول الدول التي ستشارك في القوة الدولية، متوقعًا بدء نشرها خلال الربع الأول من 2026. وذكر مسؤول أميركي، اشترط عدم الكشف عن هويته، جدولًا زمنيًا مماثلًا، قائلاً إن “القوات البرية” قد تصبح واقعًا على الأرض في أوائل 2026.

قال مسؤول عربي إن محادثات موسّعة ستبدأ فورًا مع حركة حماس وإسرائيل لبحث تفاصيل المرحلة الثانية من الاتفاق، متوقعًا أن تكون هذه المرحلة “الأصعب” في مسار التفاهمات الجارية.

ووفق المسؤول، ستتطرق المناقشات إلى مسألة نزع سلاح حركة حماس، وهي خطوة لم تُبدِ الحركة المسلحة موافقة عليها حتى الآن. وتشمل الخطة كذلك انسحاب القوات الإسرائيلية من نحو نصف قطاع غزة الذي ما تزال تسيطر عليه، بالتوازي مع انتشار القوة الدولية المزمع تشكيلها.

ولم يُحسم بعد تمويل إعادة إعمار قطاع غزة، فيما عبّر فلسطينيون عن مخاوف من غياب تمثيل فلسطيني واضح داخل الهيئة المقترحة لإدارة القطاع، فضلاً عن عدم وجود تعهد صريح في الخطة بقيام دولة فلسطينية مستقبلاً.

وتواصل حكومة بنيامين نتنياهو رفض إقامة دولة فلسطينية، بينما يكتفي الاتفاق، الذي جرى بوساطة أميركية، ببند عام يشير إلى أن الطريق نحو الدولة قد يكون ممكنًا في حال تلبية شروط معينة.

وكان موقع أكسيوس أول من كشف عن الإعلان المتوقع يوم الخميس.

“مجلس السلام”

وبحسب التفاصيل الواردة في الاتفاق، فإن الهيئة الجديدة ستحمل اسم “مجلس السلام”، وسيترأسها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

المهام والتفويض

وستتولى الهيئة مهمة الإشراف على “إعادة إعمار غزة”، بموجب تفويض من الأمم المتحدة يمتد لمدة “عامين قابلة للتجديد”.

وأشارت المصادر إلى أن التشكيلة المقترحة للهيئة ستضم نحو “اثني عشر” من قادة دول الشرق الأوسط والدول الغربية، لضمان غطاء دولي وإقليمي لعملية الاستقرار.

شاركها.