نظم “مُنتدى كفاءات تاونات” نهاية الشهر الماضي فعاليات مهرجان تاونات للشعر المغربي في نسخته الأولى دورة الشاعر إدريس الجَاي.

تميّزت الجلسة الافتتاحية بإلقاء كلمات رسمية، تقدّم بها: إدريس الوالي رئيس “منتدى كفاءات إقليم تاونات”، ومراد القادري رئيس “بيت الشعر بالمغرب”، ثم فؤاد المهداوي الذي ناب عن المهدي بنسعيد وزير الثقافة والشباب والتواصل، بصفته مديرًا جهويًّا لقطاع الثقافة بجهة فاسمكناس. وخلال نفس الجلسة، تم عرض شهادتين مسجلتين عبر مقاطع فيديو، واحدة لإدريس اليزمي رئيس مجلس الجالية، والثانية ألقاها نجيب الزروالي وارثي الوزير والسفير السابق. وانصبت كلمات المتدخلين حول خصال المحتفى به، ودوره في إعطاء قيمة مضافة للشعر المغربي، وذلك من خلال برامجه التي اشتهر بها، ومنها برنامج: “ناشئة الأدب”.

وشهدت الجلسة الأولى، التي سيّرها الإعلامي امحمد البوكيلي، مداخلة سمير الجَاي ابن الراحل إدريس الجَاي، الذي حضر من فرنسا خصيصًا للمشاركة في هذا المهرجان الشعري، وألقى بالمناسبة كلمة مؤثرة بالعربية الفصحى، مع العلم أنه لا يتقنها. بالإضافة إلى شهادات مسجلة قديمة في خزينة التلفزة المغربية، تؤرخ لمسار الشاعر إدريس الجاي الإذاعي، وشهادات أخرى تقدم بها زملاء وزميلات عملوا معه في الإذاعة والتلفزة المغربية، وهم: محمد الغرملي، محمد قرّوق وآخرون. كما تلا الشاعر عبد السلام المساوي على الحاضرين أسماء الفائزين بجوائز إدريس الجاي الشعرية للناشئة، وكانت الجائزة الأولى من نصيب هند العيّان من تاونات، والثانية عادت إلى إسماعيل أيت إدار من إقليم الحوز، فيما آلت الجائزة الثالثة إلى هالة بوطلاقة من تاونات. وقد تكوّنت لجنة الفرز من الشعراء: محمد مفدي رئيسًا، وعبد السلام المساوي مقررًا، وأمينة المريني وسعيد الغولي عضوين.

صباح اليوم الثاني من المهرجان، استفاد تلاميذ مؤسسة التفتح للتربية والتعليم من ورشة شعرية تعليمية، أطرتها الشاعرة علية الإدريسي البوزيدي. أما الجلسة المسائية الأولى فقد خصصت للاحتفاء بالشاعر الراحل، وتم الإدلاء فيها بشهادات في حقه، تقدم بها كل من: الأديب والكاتب بالفرنسية سليم الجاي ابن الراحل، وهو مقيم في باريس، والصحفي أحمد قروق صديق المرحوم وزميله بالإذاعة والتلفزيون المغربي، وكذا الإعلامي والمخرج محمد الغرملي صديق الشاعر. وشارك في الأمسية الشعرية الأولى الشعراء: مراد القادري، ومحمد بشكار، وعبد الرحيم الخصار، وإسماعيل علالي، وإدريس الواغيش، بينما تولت التسير الشاعرة نبيلة حمّاني.

في صباح اليوم الثالث من المهرجان، كان للحضور موعد مع ندوة علمية حول ديوان: “السوانح” للراحل إدريس الجاي، كما رأته عيون النقاد. وقد شارك في هذه الندوة النقدية: محمد يعيش، وسعيد بكور، ومحمد السعيدي، ونصر الدين شردال، وأحمد بلخير؛ وسيّرها الشاعر والناقد إبراهيم الديب.

وفي مخيّم جبل “واد يفران” السياحي الجميل، الواقع خارج مدينة تاونات ببضعة كيلومترات في إطلالة ساحرة على سد “ساهلة” والجبال المحيطة به، التقى المشاركون في المهرجان بعامل إقليم تاونات السيد عبد الكريم الغنامي، حيث نوّه بفكرة المهرجان الشعري، ورحّب بالشعراء والشاعرات ضيوف تاونات.

وبعد فترة الغداء في مخيّم جبل “واد يفران”، والاستماع إلى فقرات من الطقطوقة الجبلية الأصيلة برئاسة الفنان عزيز الزوهري، انطلقت الأمسية الشعرية الثانية بمشاركة الشعراء والشاعرات: مليكة العاصمي، وأمينة المريني، ونجيب خداري، ومخلص الصغير، وصالح لبريني، وعلية البوزيدي الإدريسي، وعادل لطفي.

الأمسية كانت من تسيير الإعلامي عبد السلام الزروالي الحايكي، واختتم تسييره للجلسة بإلقاء قصيدة أرسلها من فاس الشاعر عبد الكريم الوزاني. أما الفقرة الأخيرة، التي أدارتها الفنانة والمخرجة نجاة الوافي ابنة تاونات، فقد خصصت للتكريمات، حيث تمّ فيها تكريم الشعراء: مليكة العاصمي، وأحمد مفدي، ومحمد علي الرباوي.

أما الجو الماطر في تاونات صبيحة الأحد، فقد حال دون زيارة كانت مقررة إلى مسقط رأس الشاعر الراحل في كالاز، وتم تأجيلها إلى موعد لاحق، وبالتالي لم يكن في الإمكان أكثر مما كان.

المصدر: هسبريس

شاركها.