أعلن عن تأسيس إطار مدني ووطني جديد يحمل اسم “المرصد المغربي للتربية الفنية والثقافية”، وذلك خلال فعاليات جمع عام تأسيسي احتضنته دار الشباب النور بالعاصمة الرباط، بمبادرة نوعية قادها ثلة من الباحثين والمهتمين والفاعلين المتخصصين في مجال التربية الفنية والثقافية، المنتمين للوسطين الأكاديمي والثقافي، بهدف خلق مرجعية علمية للنهوض بهذا المجال الحيوي.
أوضح القائمون على هذه المبادرة، وفقا لما جاء في البلاغ الصادر عن الجمع العام، أن هذه الخطوة تأتي استحضارا للأوضاع الراهنة التي تعيشها التربية الفنية والثقافية في السياق المغربي، لا سيما في علاقتها المتشابكة مع مختلف القطاعات الحكومية المعنية بالفنون والثقافة، وفي مقدمتها قطاعات التربية الوطنية والتعليم الأولي، وقطاع التعليم العالي، إضافة إلى قطاعي الثقافة والشباب وغيرها من المؤسسات ذات الصلة.
أكد المصدر ذاته أن إحداث هذا المرصد نابع من إيمان عميق بالدور الطلائعي والمحوري الذي يلعبه الفاعلون في مجالات التكوين والبحث المتصلة بالتربية الفنية والثقافية، وخصوصا داخل أسوار الجامعة المغربية، وذلك سعيا وراء صياغة مشاريع وأفكار مبتكرة، وبلورة مقترحات عملية تهدف إلى النهوض بهذا المجال التربوي والثقافي، وترسيخ دوره الأساسي في تكوين وتنشئة الأجيال القادمة.
وأشار المؤسسون، حسب المعطيات الواردة في الوثيقة التأسيسية، إلى أن هذه الخطوة تأتي تفعيلا لمقترح دولي ورد ضمن “خارطة طريق لشبونة” المنبثقة عن الندوة الدولية لليونسكو حول التربية الفنية، التي انعقدت ما بين 6 و9 مارس 2006، والذي نص صراحة على إمكانية إجراء البحوث في مجال التربية الفنية من قبل الجامعات والمؤسسات بالتعاون مع مراصد مسؤولة عن جمع وتحليل ونشر البيانات والمعارف، حيث تعد هذه المراصد مصدرا موثوقا للبيانات الضرورية لحملات التوعية، ولجمع المعلومات المتعلقة بمواضيع بحثية دقيقة مثل تعليم فنون الفرجة أو الرصد الجغرافي.
وحدد المصدر طبيعة “المرصد المغربي للتربية الفنية والثقافية” بكونه جمعية وطنية تعنى بشكل رئيسي برصد وتتبع أوضاع التربية الفنية والثقافية، والعمل على جمع المعطيات المتصلة بها سواء في الفضاءات المؤسسية أو غير المؤسسية داخل المغرب، كما يعد فضاء أكاديميا صرفا للبحث في مجالاتها المختلفة، وقوة اقتراحية تسعى لبلورة مبادرات عملية يرجع تنفيذها وأجرأتها للفاعلين الميدانيين وللقطاعات الحكومية الوصية، بما فيها التربية الوطنية والتعليم العالي والثقافة والشباب، وكذا فعاليات المجتمع المدني النشطة في هذا الميدان.
وأبرز البلاغ المهام الأساسية الموكولة للمرصد، والتي تتجلى في القيام بالرصد الشامل لأوضاع التربية الفنية والثقافية بالمغرب، وجمع المعطيات الكمية والكيفية المتصلة بماضي وحاضر هذا المجال في علاقته بالقطاعات الحكومية التي راكمت تجارب سابقة، إضافة إلى تحليل الحصيلة ورصد الاختلالات، وإنجاز تقارير مفصلة حول الواقع واستشراف الآفاق المستقبلية، ناهيك عن القيام بأبحاث علمية حول التربية الفنية باختلاف أجناسها، والتربية الثقافية، والتعلمات الفنية المتخصصة.
وأضاف المصدر أن المرصد سيعمل على بلورة مشاريع بحثية وعملية بشراكة مع القطاعات الحكومية وغير الحكومية المغربية المعنية، فضلا عن صياغة مشاريع دولية حول التربية الفنية والثقافية بشراكة استراتيجية مع الجامعات والمعاهد الدولية، والجهات والمنظمات الدولية ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها منظمة اليونسكو، ومنظمة الإيسيسكو، ومنظمة الألكسو وغيرها من الهيئات العالمية.
وأسفر الجمع العام التأسيسي، في ختام أشغاله، عن انتخاب مكتب مسير للمرصد يضم نخبة من الأسماء المتخصصة، حيث آلت الرئاسة إلى حسن يوسفي، ونيابة الرئيس لعبد الله المطيع، فيما تولى عبد الغني البيضي مهام الكاتب العام بمساعدة خديجة رمرام كنيابة للكاتب العام، وتم إسناد أمانة المال لمنى الغماري ونيابتها لمليكة طوالي، بالإضافة إلى انتخاب مستشارين هم رشيد بكار، وحسن زغيدة، وآسية العشوش.
المصدر: العمق المغربي
