
بينما يشاهد العالم السودان يحترق، يكشف تقرير دولي جديد أن الإمارات لا تطفئ النار بل تصبّ عليها الوقود. وثيقة صادرة عن المبادرة العالمية لمكافحة الجريمة المنظمة تؤكد أن أبوظبي تتصدر “اقتصاد المرتزقة” عالميًا، وتحوّل حرب السودان إلى سوق ضخمة للسلاح والذهب المهرّب، ممولةً ومُشغّلةً للقنوات التي تقوّي مليشيات الدعم السريع.
التقرير يشير إلى أن الإمارات لا تكتفي بالتمويل، بل تبني شبكات حرب تمتد من القرن الأفريقي إلى ليبيا وتشاد. كل قافلة تمرّ، كل طائرة تنقل مقاتلين، وكل شحنة سلاح تعبر إلى دارفور تحمل بصمة شبكة لوجستية معقدة تقف أبوظبي خلفها، مانحةً الدعم السريع قدرةً على استمرار القتال بلا توقف.
وفي شرق ليبيا تحولت الكفرة إلى محطة رئيسية لنقل الذخيرة والمرتزقة تحت حماية مليشيات حفتر، بينما أصبح المستشفى الميداني الإماراتي في تشاد قاعدة لوجستية لإدارة الحرب. ومن هناك تتحرك القوافل عبر الصحراء نحو دارفور، فيما توسّع الدعم السريع اعتمادها على مقاتلين وفنيين من 17 دولة، ما حوّل الخرطوم إلى ساحة دولية للمرتزقة.
الحرب السودانية لم تعد مجرد نزاع بين طرفين، بل اقتصادًا ضخمًا قائمًا على الذهب غير القانوني وتهريب البشر وتجارة السلاح. ومع تغيّر الجبهات وتبدّل التحالفات، تبقى الخلاصة واضحة في كل الأدلة: محمد بن زايد هو لاعب الظل… وتاجر الحروب الأكبر في المشهد السوداني.
