يشهد السودان استمراراً في الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع، وسط رفض الطرفين الالتزام بأي هدنة، وتصاعد الهجمات العسكرية المتبادلة، مع فقدان الثقة بينهما حول أي اتفاق وقف إطلاق النار..

تقرير: التغيير

تتبادل القوات المسلحة وقوات الدعم السريع الاتهامات بشأن رفض التفاوض وخرق الهدنة من طرف واحد، التي أعلنها الأخير مؤخراً، بعد سيطرته على الفرقة (22) في بابنوسة. وصف الجيش مبادرة قائد الدعم السريع بأنها “مناورة سياسية وإعلامية”، فيما أكد الدعم السريع أن الهجوم على بابنوسة جاء رداً على خرق الجيش للهدنة.

ومنذ بدء الحرب، أُعلن عدة مرات عن هدنة إنسانية قصيرة ضمن مفاوضات جدة، إلا أن هذه الهدن غالباً ما انتهكت على الأرض، ما أعاد الجدل حول جدوى التفاوض في ظل استمرار العنف.

قال القيادي في تحالف السودان التأسيسي “تأسيس”، الطاهر حجر، إن إعلان الهدنة من طرف واحد “لم يكن عملاً دعائياً ولا بحثاً عن أضواء، بل موقفاً صريحاً ينبع من إيمان راسخ بأن الحرب جحيم لا يصنع سلاماً ولا يبني وطناً”.

وأضاف حجر: “ما يحدث يوضح من يمد يده لوقف نزيف الدم، ومن يصر على إشعال النيران فوق جراح شعبنا ليجني مكاسب رخيصة على حساب المكلومين والمنكوبين”. وختم حديثه بالقول: “معاناة أهلنا ليست سلعة، ولن نسمح بأن تكون مادة للمتاجرة أو الاستثمار السياسي”.

من جهته قال العقيد معاش النور سعد لـ”التغيير” إن التجارب السابقة مع الهدن “لا تشجع على توقيع أي اتفاقية جديدة مع قوات الدعم السريع، فهي تكذب وتتحرى الكذب، ولا يمكن للقوات المسلحة أن تثق في هؤلاء المرتزقة”. بحسب قوله.

وأشار إلى أن المليشيا في إشارة لقوات الدعم لم تظهر أي حسن نية حتى عند إعلانها هدنة من طرف واحد، بل هاجمت بابنوسة وأسقطت الفرقة، مع خطة لإدخال أسلحة وزيادة أعداد المرتزقة استعداداً لهجوم على مناطق الجيش. وأكد سعد أن القوات المسلحة حسمت أمر التفاوض وحددت شروط الجلوس مع المليشيا بوضوح.

تقاعس المجتمع الدولي

من جانبه، أكد أستاذ العلوم السياسية أيمن محمد عثمان لـ”التغيير” أن الثقة بين الطرفين مفقودة فيما يخص تنفيذ الهدنة، مشيراً إلى أن عدم الاطمئنان أمر طبيعي في ظل الحرب، خصوصاً مع تكرار انتهاك الهدن السابقة.

وأوضح محمد عثمان أن الالتزام بالهدنة يعزز الثقة ويتيح بدء المفاوضات، وهو ما لم يحدث حتى الآن، محملاً المجتمع الدولي والإقليمي جزءاً من المسؤولية. وقال: “المجتمع الدولي يمتلك القدرة على الضغط على الطرفين لوقف القتال، لكنه لم يمارس وسائل كافية حتى الآن”.

وأضاف: “في اعتقادي الشخصي، الطرفان لا يريدان هدنة، وما يجري مجرد كسب إعلامي وسياسي، لكن ضغط المجتمع الدولي يمكن أن يجهض أي نوايا سيئة للطرفين، وهناك تجارب ناجحة نفذها مجلس الأمن والولايات المتحدة تؤكد ذلك”

المصدر: صحيفة التغيير

شاركها.